تُعد المرحلة من ثلاثة إلى ست سنوات من عمر الأطفال هي أهم المراحل لغرس القيم والمعارف والمفاهيم بعقولهم، خاصة تلك المتعلقة بتنمية الحس الاجتماعي لديهم؛ ذلك لأن تلك القيم تترسخ بأذهانهم أكثر، ويسهل تنمية الحس الاجتماعي لدى الأطفال في تلك المرحلة دون غيرها.
تنشئة الأطفال على هذه المفاهيم يجعلها عنصرًا أساسيًا مكونًا لبناء شخصيتهم؛ فالأطفال مُنذ مراحل نموهم الأولى، لا بد وأن يعلموا أنهم يعيشون في مجتمع وأنهم عنصرًا أساسيًا فيه، ويجب أن يكونوا صالحيين وقادرين على تحمل مسئوليته والمشاركة في تقدمه ونموه ورقيه؛ وذلك بالتفاعل والعمل الجاد. لذلك سنقدم إليكِ بعض النصائح التي ستساعدكِ على ذلك، بالإضافة إلى أفكار تنفيذية تحث الأطفال على الاستجابة السريعة لهذه التنمية.
نصائح في تنمية الحس الاجتماعي لدى الأطفال
- اجعلي طفلك يستشعر نعم الله عليه في كل شيء مُحيط به مقارنة بمَن حوله، ودائمًا وضحي له أن الله لم يحرمه من أساسيات الحياة كالمأكل والملبس والأسرة والسكن، ومن هذا المُنطلق يجب عليه هو أيضًا أن يعطف على الآخرين ويتبرع قدر استطاعته بما يحتاجه أولًا قبل ما لا يحتاجه.
- شجعي أبنائك على العمل الاجتماعي من خلال تقليدهم لك في ذلك، فاجعليهم يرونك وأنت تهتمين بالفقراء واحتياجاتهم، أو تطوعي بفصول محو الأمية واصطحابيهم معك.
- قومي أنت والجيران بالاتفاق على تنظيف الشارع وأجعلوا الأطفال يساعدونكم في هذا؛ حتى يتعلموا الحس الاجتماعي تجاه الغير، وأبدئي بأبسط الأشياء مثل: أن تطلبي من ابنك ألا يلقي بالمنديل المستعمل أو ورقة الشكولاتة الفارغة في الشارع، بل يحتفظ بها حتى يجد سلة مهملات يلقيها بها، كل هذه الأشياء ستطبع في ذاكرة الطفل ويتعلم منها الشعور بالآخرين ومساعدتهم.
- رشحي لطفلك قراءة الكتب التي تشجعهم على تحمل المسؤولية الاجتماعية، وتجعل الفرد غير أناني وله دور إيجابي تجاه المجتمع.
- شجعي ابنك على تمسكه بقضيته والدفاع عنها والعمل من أجلها؛ حتى إن كانت قضية بسيطة ولكنه من خلال ذلك سيشعر أنه عضو فعال وله تأثيرًا ولو صغير.
- حثيهم دائمًا على عدم الأنانية والعطاء، كالتصدق بالألعاب التي فقدوا اهتمامهم بها، وإخراج الملابس الغير محتاجون إليها في الأعياد ونهاية الموسم، والتبرع بحقيبة المدرسة طالما لديهم غيرها، بالإضافة للكتب الدراسية الزائدة لديهم من السنين السابقة، خاصةً وإن كانت تلك الكتب الخارجية ذات الأسعار الباهظة على غير القادرين، مع إعلام الطفل بتلك التفصيلات ليشعر بغيره من غير القادرين ماديًا.
- كما يمكنكِ جعلهم يذهبون معك للتبرع بتلك الأشياء لدور الأيتام أو الجمعيات الخيرية؛ لعمل تواصل أيضًا بينهم وبين المحتاجين، مما يزيد من الحس الاجتماعي لدى الأطفال.
- عوديهم على العمل الجماعي داخل الجمعيات المعنية بأمور المساجد والكنائس؛ فلكل دار عبادة فريق عمل خيري متطوع يساعدون بمجهودهم ووقتهم وأموالهم، واحرصي أن يكون أولادك جزء من هذا الفريق، فذلك يقوي من النمو الديني وينمي الحس الاجتماعي لديهم.
أفكار تنفيذية في تنمية الحس الاجتماعي لدى الأطفال
الأطفال دائمًا ما يشعرون بأن الكون كبير ويدور من حولهم، ودائمًا هم بحاجة لمن يرشدهم إلى الطريق الصحيح، ودور الأم هو أن تجعلهم يشعرون بارتباطهم بالمجتمع المحيط بهم كاهتمامهم بأنفسهم تمامًا، لذلك إليك بعض الأفكار التي ستساعدك على ذلك:
- اجعليهم يشتركون في النشاطات الاجتماعية بالمدرسة أو في النادي؛ فبداخل هذا النشاط سيحرصون على جمع الأموال من التلاميذ والتبرع بها للجمعيات المختصة برعاية المحتاجين.
- اجعلي بالمنزل دائمًا صندوقًا مكتوب عليه (صدقات)، وقومي أنت ووالدهم بوضع المال به ولو مبلغ بسيط، ومن ثم سيسلكون الأطفال نفس السلوك، ويدخروا من مصروفهم للوضع في هذا الصندوق، وذلك سينمي الحس الاجتماعي لديهم.
- حثيهم دائمًا على المشاركة في أعمال المنزل، كترتيب غرفتهم وجمع ألعابهم وغيره، ولا تجعلي ذلك بمقابل أو بمكافئة؛ حتى يستشعروا أن ذلك واجبهم وملزمون به، هذا الشعور بالانتماء لمجتمعهم الصغير وهو الأسرة سيشعرهم فيما بعد بالانتماء للمجتمع الأكبر المحيط بهم، ويجعلهم يتفاعلون بشكل إيجابي به.
- علميهم كلمات الشكر والشعور بالامتنان تجاه من يقدم لهم يد المساعدة أو العون في أي شيء ولو بسيط، كما يجب عليك أن تشكري طفلك على المساعدة حين تطلبين منه إحضار شيءٍ ما أو القيام بعمل هو ليس من اختصاصه؛ فكلمات التقدير والعرفان لها مفعول السحر في تنمية الحس الاجتماعي لدى الأطفال.
- علميهم الشعور بالآخرين والدفاع عنهم؛ فالدفاع عن الضعيف هو من أكثر الخصال الحميدة التي تقوي من ثقة الفرد بنفسه وتزيد من محبة الناس له.
- أشعريهم بمدي أهميتهم في حياتك أنت ووالدهم وأخوتهم الكبار؛ فدوركم وما تقومون به لأجلهم إن شعروا به سينطبع تلقائيًا على أن تكونوا أنتم من أولويات حياتهم.
- نظمي مع أصدقائكم المقربين وأبنائهم زيارة مرتين شهريًا لملجأ أيتام لتمضية اليوم مع الأطفال والترفيه عنهم، ولا تنسي أخذ رأي أطفالك في كيفية إسعاد هؤلاء الأيتام، وشراء بعض الهدايا لهم إن أمكن.
فيديو يوضح تمرين جميل لتنمية التواصل الاجتماعي لدى الأطفال إضافة للتركيز والتوازن بين الحس والحركة
مَن منا لا يتمنى أن يربي أبنائه تربية صحيحة وتنمية الحس الاجتماعي لديهم؟! فكلنا بحاجة إلى تعليم أبنائنا العطف والحنان على الآخرين، والوعي الاجتماعي حتى ينشئوا مواطنين صالحين يسعون لتحقيق مجتمعٍ أفضل، ويبتعدون عن الأنانية ويسعون للاهتمام بغيرهم.
ولكن ذلك لن يأتي دون تعبٍ ومعاناة منا ليصلوا إلى ما نتمنى، وهذا هو دور الأهل جميعًا وليس دور الأم فقط، حتى نحظى بأبناء صالحين وعالم أفضل بدايةً من أبنائك.
مقالات أخرى قد تهمك:
اترك تقييم