بالرغم من أن الحمل خارج الرحم من المخاطر النادرة الحدوث (يمثل 2% فقط من إجمالي حالات الحمل حول العالم)، إلا أن تطلبه لتدخل طبي فوري وسريع وصحيح يُفاقم من خطورة المُشكلة، ويدعو لزيادة الوعي الصحي عنه؛ زيادةً في الاحتياط ولكشفه سريعًا، خاصةً وأن بعض أعراضه تظهر جلية مُنذ الأسبوع الأول للحمل.
تعرفي على الحمل خارج الرحم وأسبابه وتبعاته في هذا المقال.
ماذا نعني بالحمل خارج الرحم؟
في حالات الحمل الطبيعية تنتقل البويضة المُخصبة عبر قناة فالوب اتجاهًا نحو الرحم لتأخذ دورتها الطبيعية في الانغراس والتثبيت والنمو.
بينما في حالة الحمل خارج الرحم يحدث خللٌ ما فتنزرع البويضة المُلقحة في مكانٍ آخر بعيدًا عن الرحم، قد يكون ذلك المكان هو قناة فالوب أو المبايض أو عنق الرحم أو أي مكانٍ آخر في البطن.
نظرًا لاستحالة اكتمال الحمل على هذا الوضع الغير طبيعي، تُصبح فرص نمو الجنين واكتماله معدومة، وهو ما يتطلب تدخل طبي عاجل لتحديد الخيارات المُتاحة والعمل على أساس ما تم اختياره منها.
أسباب الحمل خارج الرحم
ترتبط كافة الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الحمل خارج الرحم بقناة فالوب، وأهمها:
تكرار إصابة المرأة بالعدوى البكتيرية التي تُعزز فرص الإصابة بالالتهابات أو التورمات في قناة فالوب، وهو ما يرفع احتمالية انسدادها جزئيًا أو كليًا؛ فتُمنع البويضة المُلقحة من الدخول وإكمال مسارها الطبيعي إلى داخل تجويف الرحم للانغراس في بطانة الرحم عقب الإصابة بالالتهابات.
وكذلك عقب العمليات الجراحية تزيد فرص انسداد قناة فالوب بواسطة وجود نسيج نُدبي كبير بداخلها، وهو ما يتسبب أيضًا في إعاقة البويضة وانحرافها عن مسارها الطبيعي إلى أماكن أخرى بالبطن.
يلعب شكل قناة فالوب دورًا بارزًا في تسهيل انتقال البويضة المُلقحة عبرها إلى الرحم، وعندما تأخذ قناة فالوب شكلًا غير طبيعيًا أو عندما يوجد بها عيبٌ خلقي يؤثر هذا الشكل على حركة البويضة لتنحرف إلى جهةٍ أخرى غير الرحم.
قد يهمك أيضًا: مرض الذئبة الحمراء هل هو خطير مع الحمل .. المخاطر المحتملة ونصائح هامة
العوامل المُعززة لحدوث الحمل خارج الرحم
كل ظاهرة صحية ترتبط طرديًا مع مجموعة من العوامل، بمعنى أنه في حالة وجود مثل هذه العوامل تزداد فرصة حدوث الظاهرة، والعكس صحيح، وتُعد من أبرز عوامل الخطورة مع الحمل خارج الرحم ما يلي:
- تجاوز عمر المرأة سن الـ 35 عامًا.
- حدوث حمل سابق خارج الرحم.
- الخضوع السابق لإحدى العمليات الجراحية في منطقة البطن أو في منطقة الحوض.
- التاريخ المرضي مع التهاب الحوض.
- حدوث الحمل بعد إجراء جراحة ربط البوق أو مع وجود اللولب.
- تدخين مُنتجات التبغ.
- الإصابة السابقة بالتهاب بطانة الرحم.
- حدوث الحمل بعد تناول علاجات زيادة الخصوبة.
أعراض الحمل خارج الرحم
في العادة لن يُظهر الحمل خارج الرحم أعراضًا مُختلفة عن تلك التي تُصاحب الحمل الطبيعي، حتى إن غالبية حالات حدوث الحمل خارج الرحم لا يُمكن التثبت من التشخيص بذلك إلا خلال الفترة ما بين الأسبوعين الرابع والثاني عشر من الحمل.
غير أن بعض الحالات قد تظهر عليها الأعراض المُرجِّحة للحمل خارج الرحم منذ الأسبوع الأول، حيث قد تبدأ الأعراض حتى قبل العلم بحدوث الحمل، وبغض النظر عن زمن ظهور الأعراض، فالأولى هو معرفتها بدقة، فمنها:
- الشعور بآلامٍ حادة ومُتكررة في مناطق الحوض والبطن والكتف والرقبة.
- حدوث نزيفٍ مهبلي من متوسط إلى حاد.
- الشعور بالانزعاج الشديد عند القيام بالتبول أو بالتبرز.
- الإصابة بالضعف العام والغثيان والدوار والإغماء.
آليات التشخيص
يُشخص الحمل خارج الرحم بمعرفة الطبيب المُتخصص بعد اطلاعه على نتائج مجموعة من الفحوصات، مثل:
- فحص منطقة الحوض سريريًا للتأكد من أعراض الألم أو وجود كتلة في منطقة البطن.
- فحص الموجات فوق الصوتية للتأكد من حدوث الحمل فعلًا، وللتأكد من موقع الجنين.
- تحاليل البول والدم لقياس مستوى هرمون الحمل HCG، لأن الحمل خارج الرحم عادةً ما يصاحبه انخفاض في مستوى هذا الهرمون رغم حدوث الحمل فعلًا.
قد يهمك أيضًا: متى يُشكل مرض ارتفاع ضغط الدم خطرًا على الحامل وكيف يُمكن علاجه بسرعة؟
البرامج العلاجية
تهدف كل الخطط لعلاج الحمل خارج الرحم إلى إنهاء الحمل تمامًا إما جراحيًا أو بواسطة الأدوية، وبعدها يتجه الطبيب إلى معالجة قناة فالوب لضمان عدم تكرار الحمل خارج الرحم مرة أخرى.
وبالنسبة للخيار الدوائي؛ فالأكثر استخدامًا هو الأدوية ذات المادة الفعالة “ميثوتركسات” التي تُساعد جسم الحامل على امتصاص أنسجة الحمل.
بينما الخيار الجراحي؛ فهو بسيط وقد يُنفذ بالمنظار بعد إزالة أنسجة الحمل الموجودة خارج الرحم، ثم علاج قناة فالوب بإصلاح العطب والانسداد، أو بالاستئصال والتفكير في طرق بديلة لآلية حملٍ صحي جديد مثل الحقن المجهري مثلًا.
ذكرنا أن الحمل خارج الرحم من النوادر، ونؤكد على أنه لا يعيق حدوث الحمل مرة أخرى، ولا يؤكد على أن كل حمل سيحدث بنفس الكيفية، حيث إنه بناءً على التاريخ المرضي، ومع الالتزام بالإرشادات الطبية الخاصة يُمكن للأم أن تحظى بحملٍ صحي وسليم، وألا تُكرر مثل هذه التجربة مرة أخرى.
للمزيد: ما هي اعراض الحمل المُبكرة؟ علامات إن ظهرت تأكدي أنك حامل
اترك تقييم