يُعتبر الإسهال عند الأطفال من الأمراض التي تُصيب الأطفال بكثرة نظرًا للتغيرات التي يتعرضون لها منذ الميلاد، فتقلق الأم على طفلها وتخشى عليه من حدوث أي مُضاعفات أخرى.
فمنذ لحظة الميلاد حتى أن يتم الطفل عامين نجد أنه يمر بتغيرات في الطعام الذي يتناوله؛ لذلك فيحدث تغييرات في الجهاز الهضمي مما قد يتسبب في الإسهال.
الإسهال عند الأطفال
يُصبح الطفل أكثر عُرضة للإسهال من سن ستة أشهر؛ لأن هذا السن الذي يبدأ فيه الطفل بتناول الأطعمة المناسبة له بجانب الرضاعة.
فالإسهال هو تغيير في لون البراز وقوامه حيث إنه يُصبح أيضًا له رائحة كريهة، بالإضافة إلى أن البراز يكون شديد الليونة أو يُصبح سائلًا، ويتبرز الطفل أكثر من ثلاث مرات يوميًا أو يتبرز بعد كل رضعة له.
ويجب على الأم أنها تُفرق جيدًا بين الإسهال والحالات المُشابه له، ففي بعض الأحيان نجد أن هُناك أطفال يرضعون بكثرة ويتناولون السوائل بكثرة مما يُزيد من ليونة البراز وقد يزداد عدد مرات التبرز خلال اليوم.
كما أن هُناك أيضًا أطفال لا يتناولون أنواع الأطعمة الصلبة أو الأطعمة الدسمة ويقوم الجهاز الهضمي بإفراز مادة صفراء اللون تؤدي إلى تغيير لون البراز، فلا يُعتبر ذلك إسهال، ولكن الإسهال يتميز برائحته الكريهة وشدة ليونته وأحيانًا يكون سائل يُشبه الماء.
والإسهال عند الأطفال له عدة أنواع، فهناك إسهال لا يُصاحبه أي أعراض وهو يتسبب في تعدد مرات التبرز ويكون البراز سائلًا ويُسمى هذا لنوع “بالإسهال البسيط”.
والنوع الثاني يحدث عندما يتغير لون البراز ويُصاحبه قيء وتغيرات في درجة الحرارة وهذا يُسمى “بالإسهال الحاد”، وإذا حدث خروج دم مع البراز مع القيء والتعب وارتفاع درجة الحرارة يكون إسهال حاد جدًا.
والإسهال يحدث عند الأطفال نتيجة بكتيريا أو طفليات توجد في الجهاز الهضمي، وأحيانًا يحدث نتيجة حساسية من أطعمة مُعينة أو نتيجة الاضطرابات الهضمية.
أسباب حدوث الإسهال عند الأطفال؟
- إصابة الطفل بالتهابات في جدار المعدة.
- الأطفال الذين يتم إرضاعهم صناعيًا هم أكثر عُرضة للإسهال نتيجة دخول البكتيريا أو الجراثيم إلى المعدة بسهولة نتيجة الطريقة الذي يتناولون بها اللبن أو قد يكون نوع اللبن نفسه سبب من أسباب الإسهال.
- نجد الأطفال الذين هم في بداية التسنين يحدث لهم الإسهال الحاد الذي يُصاحبه قيء أو ارتفاع في درجة الحرارة.
- يُمكن أن يتعرض الطفل للتلوث عن طريق الأطعمة التي يتناولها قد يكون بها جراثيم أو بكتيريا فعندما يتناولها الطفل تتسبب له في حدوث تلوث بالمعدة وتتسبب في الإسهال.
- إن من أحد أعراض الإصابة بالحصبة عند الأطفال هو الإسهال، فبالتأكيد يكون الإصابة بالإسهال عرض من أعراض مرض الحصبة.
- قد يتجول الطفل في أماكن مليئة بالجراثيم أو البكتيريا، ومن المعروف أن الأطفال يتحركون كثيرًا ويلمسون جميع الأشياء من حولهم.
لذلك قد يتعرضون إلى لمس الأشياء الملوثة أو وضع أشياء ملوثة بفمهم مما قد يُصابوا بالبكتيريا المضرة بالجهاز الهضمي ويحدث الإسهال.
- قد تكون الأم في بعض الحالات من الذين يُهملون في العناية الشخصية والنظافة الشخصية لأطفالهم مما يجعلهم أكثر عُرضة للتلوث والجراثيم من حولهم ويُصابون بالإسهال.
- إصابة الطفل ببرد في المعدة نتيجة تناوله أشياء ساخنة مع أشياء باردة فذلك البرد يُصاحبه إسهال.
- الأطفال في السنوات الخمس الأولى تحدث لهم الإصابة بفيروس روتا، وهذا الفيروس يؤدي إلى حدوث التهابات في المعدة مما يُسبب تلف في جدار المعدة الداخلي ويتم تسريب السوائل إلى الأمعاء مباشرًة دون أن يتم امتصاص أي شيء منها.
فهذا يؤدي إلى حدوث الإسهال، ولكن عند عمر الشهرين يتم تناول تطعيم لهذا الفيروس فلا يجب أن يُهمل.
- قد يتسبب تناول المضادات الحيوية في الإسهال، فهناك إسهال مرتبط بتناول المضاد الحيوي، وهذا الإسهال غير ضار بالطفل إنما هو يُعتبر من ضمن الأعراض الجانبية للمضاد الحيوي.
فإذا كان الإسهال مرتبط بالمضاد الحيوي نجد أنه يكون على هيئة براز رخو أو براز مائي، ويظهر الإسهال بعد تناول المضاد بيومين وقد يستمر إلى 7 أيام.
ومن المعروف أن المضاد الحيوي يقتل البكتيريا فعندما ينزل في المعدة فإنه يقتل البكتيريا النافعة والضارة أيضًا، وتنمو البكتيريا النافعة مرة أخرى في الأمعاء وعملية نموها يُصاحبها الإسهال.
والإسهال من الأمراض التي تُصيب الأطفال وعند عدم ملاحقتها ومحاولة توقفه سريعًا قد يُسبب الجفاف للطفل؛ لأنه يفقد كمية كبيرة من السوائل بالجسم بالإضافة إلى فقدان بعض المعادن والأملاح الهامة من الجسم مما يتسبب في خطورة على صحة الطفل.
ما هي طرق علاج الإسهال عند الأطفال؟
- يجب الابتعاد عن أي نوع من أنواع الأطعمة التي تتسبب في زيادة الإسهال مثل: الأطعمة التي تحتوي على كمية عالية من الدهون، وتجنب أيضًا تناول الأطعمة التي تحتوي على البهارات التي تُزيد من الإسهال.
- تناول كمية كبيرة من العصائر والسوائل وذلك لتعويض السوائل التي يفقدها الجسم مع الإسهال.
- يُنصح بتناول الزبادي؛ لأن الزبادي يحتوي على بكتيريا نافعة تُحارب البكتيريا الضارة الموجودة في المعدة.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من النشويات مثل: البطاطس المسلوقة أو الأرز المسلوق مع عدم إضافة أي دهون لهما.
- إذا كان الإسهال حاد جدًا فيُنصح بتناول محلول الجفاف، ولكن أيضًا هذا لا يمنع من استشارة الطبيب أولًا قبل اتخاذ هذه الخطوة.
- يُمكن إعداد محلول الجفاف في الطعام بكل سهولة وإعطائه للطفل على مدار اليوم، وذلك عند وضع ملعقة من السكر مع قليل من الملح ويتم إذابتهم في قليل من المياه وتناولهم للطفل.
- يجب تجنب إعطاء الطفل المشروبات أو العصائر عالية السكر أثناء الإسهال؛ لأن السكر يمتص المياه التي توجد في المعدة مما قد يتسبب في حدوث الجفاف للطفل.
- إذا كان الإسهال شديد ومتكرر بدون توقف أو يُصاحب البراز دم فيجب في هذه الحالة أن تستشيري الطبيب فورًا حتى يتم التعرف على السبب وإعطاء الطفل الدواء المُناسب له.
- إذا كان الطفل الذي يُعاني من الإسهال عمره يتجاوز الستة أشهر فإنه يُمكن إعطائه موز مهروس أو تفاح مهروس؛ لأن هذه الفواكه سوف تُساعده على توقف الإسهال، كما يجب تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف.
فالطفل غالبًا يكون مناعته ضعيفة فلا يتحمل جسمه محاربة البكتيريا الضارة فترة طويلة، فيجب على الأم أن تنتبه جيدًا لنظافته الشخصية وتراقبه خاصةً إذا كان يحبو؛ لأن الطفل في هذا الوقت قد يتناول أي شيء من الأرض، وهو لا يعلم.
فلذلك يجب على كل أم أن تنتبه جيدًا للطفل في هذا الوقت من عمرهِ.
كما أن الأم التي تُرضع طفلها صناعيًا يجب عليها التأكد من تعقيم الزجاجات التي تضع بها اللبن وتعقيم أيضًا الزجاجة الذي يشرب منها الطفل اللبن لضمان عدم وصول بكتيريا أو جراثيم داخل معدته.