البنون زينة الحياة الدنيا فالأولاد حلم لكل زوجين لتكتمل العائلة بعد الزواج وقد يتأخر الحمل لعدة أسباب، وذلك ما يسبب القلق لكلا الزوجين وخصوصًا إذا كانت هذه المشكلة وراثية قد تعرض لها شخص من العائلة من قبل.
أسباب تأخر الحمل
قد يكون تأخر الحمل لعدة أسباب أو أمراض عضوية وبعض هذه العوامل والأسباب يجهلها كلًا النساء والرجال وخصوصًا في الأيام الأولى من الزواج، وتتمثل في:
أسباب تأخر الحمل لدى النساء
- هناك أسباب لتأخر الحمل تتعلق بالزوجة وتكون من الأمور الطبيعية دون وجود خلل عضوي أو مرض أو مشكلة صحية، مثل: توقف المرأة عن تناول حبوب منع الحمل مما يجعل الدورة الطمثية غير منتظمة لفترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر.
- كما أن هناك أسباب عضوية تتعرض لها المرأة فتكون سببًا في تأخر الحمل مثل: القصور في نمو الغدة الدرقية والتي تسبب زيادة مفرطة في الوزن، وارتفاع معدل السكر في الدم لدى المرأة ومرض الذئبة والتهاب المفاصل، وأيضًا ارتفاع في إفراز هرمون الحليب في الدم.
- ومن أسباب تأخر الحمل أيضًا السمنة المُفرطة فقد يكون في جسمك سيدتي نسبة كبيرة من هرمون الأستروجين الذي يشكل عاملًا هامًا في تقليل الخصوبة، أو العكس من ذلك فيشكل نقص الوزن مسببًا تأخر الحمل وذلك عندما لا يملك الجسم كمية كافية من نسبة الهرمونات الطبيعية.
- وتعتبر التغذية السيئة أحد أسباب تأخر الحمل وذلك عندما لا يحصل الجسم على ما يحتاجه من الفيتامينات اللازمة لحدوث الحمل.
- من الأسباب العضوية أيضًا في تأخر الحمل هو القصور في إفراز الهرمونات الأنثوية مثل: نقص هرمون الأستروجين والذي ينتج عنه خلل في فترة الدورة الشهرية.
- وهناك مشاكل تتعلق بالرحم مثل: انقلاب الرحم أو ارتفاعه عن مكانه مما يعيق عملية التخصيب وأيضًا مشكلة وجود أكياس دهنية في رحم المرأة، بالإضافة إلى التهابات بطانة الرحم.
حيث قدرت النسبة من 5% :30 % لحالات العقم يكون سببها هو زيادة نمو بطانة الرحم خارج المنطقة الخارجية للرحم مما يمكن أن يسبب الأمراض بالمبايض كالخراجات، ويمنع البويضات من الانغماس في الرحم وفي هذا الحال عليكِ سيدتي مراجعة طبيبك وإخباره بالأعراض حتى يمكنه معرفة أسباب تلك الأعراض.
- كما أن متلازمة تكيسات المبايض هي مشكلة كبيرة تؤدي إلى اختلال توازن الهرمونات بالجسم، وحدوث الخراجات والندبات الكثيرة على المبايض؛ مما يُصعب من عملية خروج البويضات أثناء الدورة الشهرية.
- ونذكر أيضًا من مشاكل الرحم الأخرى التي تؤثر على الحمل مثل: الورم في الرحم أو الأورام الحميدة، والعيوب الخلّقية التي قد توجد بالأعضاء التناسلية، ونوعية عنق الرحم المختلفة أو التي تحتوي على التشوهات والعيوب مثل: عدم وجود مجرى المهبل أو الحاجز المهبلي وكلها عيوب خلقية.
- بالإضافة إلى قصور في وظيفة الجسم الأصفر اللازم لإتمام عملية الإباضة والإخصاب، والقصور أو عدم القدرة على التبويض لنقص في محرضات الإباضة أو قصور في الغدد الصماء المسؤولة عن نشاط المبيض.
- وقد تؤثر العادات الغير صحية سلبًا بعملية الحمل لدى المرأة مثل: التدخين المفرط وشرب الكحول وتناول الكافيين بكثرة.
- ومن العوامل الأخرى التي تؤثر على الخصوبة تناول بعض العقاقير الدوائية مثل: مضادات الاكتئاب والمضادات الحيوية والمسكنات، كما يؤثر سن المرأة على الحمل.
فإذا كان سن المرأة أعلى من 35 عام فيواجهن صعوبة في حدوث الحمل فالسن المتقدم يؤثر على المرأة فلا تقدر على الحمل ويزيد من المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها كالولادة المبكرة أو الإجهاض أو ولادة طفل مُصاب باضطرابات وراثية كما يقل إنتاج المرأة من البويضات، كما تقل وظائف المبيضان بشكل ملحوظ.
- كما أن عدم ممارسة الجماع في فترة الخصوبة مؤثر حقيقي لتأخر الإنجاب؛ حيث يفضل الإكثار من الجماع منذ اليوم الأول بعد انتهاء الدورة ولمدة أسبوعين.
- إن استخدام العلاجات الموضعية أثناء العلاقة الزوجية كالدهانات المستخدمة من قبل المرأة لعلاج جفاف المهبل تعيق تحرك الحيوانات المنوية ووصولها للبويضة وقيام بعض النساء بالتشطيف المهبلي فور انتهاء العلاقة الزوجية مباشرةً فهو يؤدي إلى قتل الحيوانات المنوية المتواجدة في عنق الرحم وإعاقة وصولها للبويضة.
- وقد يكون السبب إنتاج بويضات كاملة النمو أو فشل بتخصيبها أو انتقالها بقناة فالوب أو فشل بزراعتها بالرحم.
أسباب تأخر الحمل لدى الرجال
- أما للأسباب التي تتعلق بالرجل فهي تمثل40% من حالات تأخر الحمل، منها أسباب عضوية تتمثل في عدم القدرة لدى الرجل على إفراز السائل المنوي داخل المهبل أثناء عملية الجماع بسبب مرض عضوي كداء السكري أو ضغط الدم المرتفع أو قصور في الدورة الدموية والعصبية للذكر أو بسبب الضغوطات النفسية التي يتعرض لها، أو تعاطي الزوج للمخدرات والكحول.
- كما تؤثر سرعة القذف لدى الزوج في نسبة واحتمال حدوث الحمل، فقد لا تمكن الرجل من متابعة عملية الجماع والوصول بالسائل المنوي إلى مكانه الطبيعي في المهبل لدى المرأة.
- إن العيوب الخلقية في الجهاز التناسلي لدى الرجل تشكلًا سببًا مهمًا في تأخر الحمل لدى المرأة مثل: عيوب انسداد ممرات السائل المنوي إلى قناة مجرى البول وانسداد الوعاء المنوي نتيجة عيوب خلقية أو التهابات مرضية أو بسبب مضاعفات عملية جراحية قام بها.
- بالإضافة إلى قصور في إنتاج الحيوانات المنوية وأنواعها مثل: إفراز سائل منوي بدون حبيبات منوية أو إفراز حبيبات منوية قليلة العدد وغير سليمة أو إفراز حبيبات منوية ميتة أو إفراز حبيبات منوية ضعيفة غير قادرة على الإخصاب أو إفراز حبيبات منوية بأعداد كبيرة معيبة سواء في الرأس أو الذيل.
- تعتبر مشكلة دوالي الخصية والتهاب الخصية وقصور في الغدة النخامية والدرقية وقصور في مركبات السائل المنوي مؤخرًا حتميًا لحدوث الحمل مثل: اللزوجة العالية للسائل المنوي أو وجود صديد في السائل المنوي أو إفراز كمية قليلة منه أو وجود خلل في مركباته.
- وأيضا من العادات الغير صحية لدى الرجل والتي تقلل من احتمال حدوث الحمل: التدخين بشراهة والإسراف في شرب القهوة والتعرض للمواد الكيماوية بكثرة والسمنة الزائدة وعدم ممارسة الجماع في فترة الخصوبة.
- كما أن تعرض الخصيه لدرجات حرارة عالية وارتداء الملابس الضيقة وتناول الزوج لبعض الأدوية يؤثر على الحمل مثل: أدوية ارتفاع الضغط.
وبعد أن تحدثنا عن أسباب وعوامل تأخر الحمل لدى المرأة ثم لدى الرجل بشكل منفصل، سوف نتناول الآن أسباب العقم التي يتشارك فيها كل من الرجل والمرأة وهي أسباب جينية مع احتمال إنجاب الرجل أو المرأة مع طرف آخر غير الطرف المتزوج منه.
وأخيرًا هناك أسباب ما تزال مجهولة لتأخر الحمل وتبلغ نسبة هذه الحالات 25% من حالات تأخر الحمل بشكل عام.
علاج العقم وتأخر الحمل
أولًا من الضروري مساعدة الزوجين نفسيًا لتجاوز هذه المرحلة حيث إن تأخر الحمل يسبب لكليهما الكثير من القلق والتوتر النفسي وقد يحدث العديد من المشاكل بين الزوجين التي قد تصل إلى حد اتخاذهما قرار الانفصال.
إرشادات ونصائح مفيدة لعلاج العقم وتأخر الحمل
- زيارة الطبيب المختص بعد مضي حوالي سنة من الزواج دون حدوث عملية الحمل حيث يستطيع الطبيب البدء بفحص الحالة والعمل على علاجها قبل فوات الأوان.
- زيارة الطبيب المختص في حالة كان سن الزوجة أكثر من 35 سنة ولم يحدث لديها الحمل بعد أن يكون قد مضى حوالي نصف سنة من الزواج وذلك لضرورة الوقت لسن المرأة.
- تثقيف الزوجين وزيادة وعيهما فيما يتعلق بموعد الإباضة وطريقة تحديد هذا الموعد من أجل الاستفادة من ذلك فيما يتعلق بعملية حدوث الحمل.
- الابتعاد عن التدخين أو المُسكرات أو العقاقير والإشعاعات وكل ما يؤثر سلبًا على الصحة بشكل عام وعلى احتمالية حدوث الحمل على وجه الخصوص.
- ضرورة إجراء فحوصات ما قبل الزواج والكشف المبكر للأسباب والعوامل العضوية المانعة لحدوث الحمل.
المعالجة الدوائية للعقم وتأخر الحمل
- الحرص على علاج اضطراب الدورة الشهرية لدى الزوجة وبقائها منتظمة.
- التحكم بالمعيقات ذات المنشأ الطبي مثل: ضبط معدل السكر في الجسم والوزن.
- علاج اضطراب الهرمونات الجنسية لكلا الزوجين والحرص على تنظيم معدلات إفرازها.
- تنشيط وتحسين نوعية وكمية الإفرازات الأنثوية.
- تحسين التبويض في حالات نقص الإباضة.
المعالجة الجراحية للعقم وتـأخر الحمل
بالنسبة للرجال
- التخلص من دوالي الخصية من خلال الأدوية أو معالجتها بالعمل الجراحي.
- علاج الانسدادات بالقنوات الدافقة أو استئصال بعض الأجزاء التي تشكل عائقًا أمام خروج الحيوانات المنوية.
بالنسبة للنساء
- يجب عمل عملية كي المبيض لتنشيط التبويض في حالة تكيس المبيض.
- علاج الالتصاقات بقنوات فالوب أو الرحم أو القيام بعلاج الأورام الليفية الرحمية.
وإليك سيدتي بعض النصائح والخطوات المهمة التي يجب أن تتبعيها أنتِ وزوجكِ لزيادة فرص حدوث الحمل بعد الإيمان واليقين بأن موضوع الحمل والإنجاب بعد أن يأخذ الإنسان بالأسباب هو أمر بيد الله تعالى:
- على كل من الزوج والزوجة الإقلاع بشكل نهائي عن التدخين؛ لأنه يضر بالحيوانات المنوية لديهما مما يؤخر من فرصة حدوث الحمل.
- يجب على الزوج الابتعاد عن لبس الملابس الضيقة وارتداء ملابس داخلية واسعة مصنوعة من القطن.
- يُنصح بالابتعاد عن استخدام المواد التي تحتوي على مادة الكحول فهي تسبب العقم.
- ينصح بممارسة الجماع بشكل يومي بدءًا من تاريخ انتهاء الدورة الشهرية وحتى موعد الدورة المقبلة مع ضرورة الراحة النفسية.
- إن الحرارة الزائدة تؤثر سلبًا على عملية حدوث الحمل، كأخذ حمام ساخن فهذا يؤثر على الحيوانات المنوية.
- القيام بالتمرينات الرياضية وإنقاص الوزن والتخلص من الوزن الزائد وتجنب التدريبات الشاقة والعنيفة والإرهاق وكل أشكال الإجهاد الجسدي.
- الحرص على أخذ قسط من الراحة بشكل مستمر والنوم لفترة كافية وعدم التعرض للإرهاق والضغوطات النفسية والاكتئاب.
- يجب عدم الغُسل بعد المجامعة وأن تبقى الزوجة نائمة على ظهرها؛ حتى تتمكن من جذب الحيوانات المنوية.
- إن أفضل وضع للزوجة لزيادة فرصة حدوث الحمل هو استلقاء الزوجة على ظهرها مع وسادة تحت المقعد حتى يتمكن الاقتراب من فتحة عنق الرحم.
- اتباع نظام غذائي صحي يتضمن تناول الفواكه والخضار بكثرة مثل: البرتقال والمانجو والفراولة بالإضافة إلى تناول اللحوم الحمراء الخالية من الدهون وتناول صفار البيض وتناول السبانخ والبندورة والفليفلة والأطعمة الغنية بالحديد وتناول الأغذية الغنية بفيتامين د مثل: سمك التونة والسردين وتناول صفار البيض والسكريات الطبيعية وحمض الفوليك والصويا.
- تجنب تناول بعض الأغذية لزيادة الفرصة في حدوث عملية الحمل مثل: السكر والملح لأن زيادتهما تسبب خلل في الجسم بالإضافة إلى المُنبهات كالشاي والقهوة والمعلبات والمشروبات الغازية والعصائر المعلبة والوجبات السريعة والزيوت والمأكولات المقلية والمشروبات الباردة والابتعاد عن تناول الباذنجان.
- شرب كميات كبيرة من الماء كل يوم للقضاء على السموم ( من 8 إلى 10 أكواب في اليوم).
علاج تأخر الحمل عن طريق الأعشاب
قد تجدين عزيزتي الزوجة في الأعشاب ما يساعدكِ على الحمل ويزيد من فرصة حدوثه لديكِ.
وفيما يلي أهم طرق علاج تأخر الحمل عن طريق الأعشاب:
- إن تناول كوب من عصير العنب يساعد على تهدئة عضلات الرحم؛ مما يعزز من فرصة حدوث الحمل.
- شرب كوب من الزنجبيل في الصباح.
- تناول التمر مفيد ومقوي للجسم وغني بالفيتامينات والمعادن الحيوية التي تزيد من الخصوبة.
- ينصح بتناول العسل يوميًا ويفضل أن يكون ذلك على الريق.
- إن طلع النخيل مفيد لعملية الإخصاب.
- ينصح بتناول الميرمية كل يوم صباحًا.
- تفيد القرفة والحلبة في علاج تأخر الحمل وذلك بطحنهما وإضافتهما إلى الماء المغلي وينقعان به ليلة كاملة ثم يتم تناوله في اليوم التالي ويفضل أن يكون اليوم الثاني من الدورة الشهرية.
- يفيد تناول عشبة جذر الأناشد؛ وذلك لما تحتويه هذه العشبة على هرمونات تزيد الخصوبة وتعمل على تحقيق التوازن بين هرمون الأستروجين والبروجستيرون في النساء وتحسين عدد الحيوانات المنوية وحركتها لدى الرجال.
- يفيد تناول عشبة كف مريم على تحسين التبويض والتوازن الهرموني في جسم المرأة.
- يمكن تناول نبات القراص للنساء اللواتي يرغبن بحدوث عملية الحمل؛ لأنه يعمل بمثابة منشط قوي للرحم ويساعد على الحد من التوتر.
وفي النهاية إن كل ما تحدثنا عنه في المقال هو عبارة عن أسباب واحتمالات لمشكلة تأخر الحمل، قد تكون هي فعلًا السبب وراء هذه المشكلة أو لا.
وفي جميع الأحوال لابد من عدم التأخير أو تجاهل الموضوع ومراجعة الطبيب المختص؛ حتى لا تتفاقم أو تتضاعف هذه المشكلة وتصبح فرص العلاج أصعب.
وبذلك نكون قد أخذنا بالأسباب الذي يسبقه دائمًا التوكل على الله – تعالى- فكل شيءٍ بأمره وكل شيء بموعده المحدد له، بدليل قوله – تعالى-:
“لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثًا و يهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا ويجعل من يشاء عقيمًا إنه عليمٌ قدير”.