الصداع من الحالات الأكثر شيوعًا عند الأطفال، كما أن علاج الصداع لهم سهل وبسيط بشرط الوقوف على أسبابه المباشرة أولًا؛ لأن الصداع لا يُعد مرضًا خطيرًا بحد ذاته، ولكن تنبع الخطورة من السبب الذي أدى إلى ظهوره، وجدير القول إن الأطفال قد يُعانون من أنواع الصداع المُختلفة كما هو الحال بالنسبة للبالغين تمامًا.
أسباب شعور الأطفال بالصداع
- الضغط النفسي والتوتر والقلق.
- الإصابة بأنواع العدوى والالتهابات التي يكون الصداع أحد أعراضها المرضية بجانب الأعراض الدالة عن مكان الالتهاب بالجسم، فههُنا يكون الصداع ناتجًا عن معاناة الطفل من التهابات في أحد أجهزة الجسم، مثل التهابات الجهاز التنفسي أو الأذن أو الجهاز الهضمي، وبالمثل مع التهاب السحايا (التهاب أغشية الدماغ).
- رضح الرأس بسبب الاصطدام الحاد
- الإصابة بالشقيقة أو الصداع النصفي والذي يأتي على نوبات متكررة ومختلفة المدة الزمنية، وعادةً ما يُصاب الطفل بهذا النوع من الصداع تبعًا للعامل الوراثي.
- إصابة الطفل بالاكتئاب
- تناول بعض الأطعمة والمشروبات المعلبة قد يسبب الصداع للطفل، وذلك لزيادة معدلات المواد الحافظة الموجودة فيها وأبرزها مادة النترات، وكذلك الحال مع الشكولاتة والمشروبات الغنية بالكافيين.
- وجود مشكلة صحية في المخ
- وجود مشكلة صحية في النظر، وفي هذه الحالة تزيد حدة الصداع مع الدخول في المراحل التعليمية وارهاق العين بالمذاكرة والمطالعة.
- وجود مشكلات صحية بالأسنان واللثة
- معاناة الطفل من الأرق واضطرابات النوم بما فيها الكوابيس والأحلام المزعجة.
- تشنج عضلات الرقبة الناتج عن زيادة أو نقص المجهود البدني عليها.
- عدم تناول كميات كافية من السوائل والماء، وهو ما يُعرف بظاهرة الجفاف.
- وجود مشكلات اجتماعية في محيط الطفل تؤثر على صحته البدنية مثل الصراخ والشجار والمستمر.
- مرحلة التسنين من المراحل التي يعاني فيها الرضع من الصداع، ويأتي تعبيرهم عن الألم بالبكاء المستمر.
- الاستعداد الوراثي، وعادةً ما يتسبب هذا العامل في الصداع النصفي.
قد يهمك أيضًا: وصفات طبيعية وسريعة في علاج الكحة للاطفال أثناء نومهم
أعراض الصداع عند الطفل
كما سبق وأشرنا إلى إمكانية إصابة الأطفال بكافة أنواع الصداع التي تُصيب البالغين، ولذلك فإن الأعراض متشابهة تقريبًا باختلافات بسيطة بحسب نوع الصداع وسببه، وأهم الأعراض لكل نوع ما يلي:
الصداع النصفي
- نبض مؤلم أو خفقان أو دق وضرب بالرأس، علمًا بزيادة الشدة عند بذل مجهود بدني.
- غثيان وقيء.
- آلام شديدة في البطن.
- حساسية مفرطة تجاه الصوت المرتفع والضوء الساطع.
- مع الرضع يتسبب الشقيقة في البكاء المستمر للرضيع.
الصداع التوتري
- ضيق وضغط على عضلات الرأس والرقبة.
- آلام خفيفة إلى معتدلة غير نابضة في جانبي الرأس، علمًا بعدم زيادة شدة الألم مع زيادة النشاط البدني.
- الرغبة في النوم والوخم والكسل.
- ظهور الآلام على شكل نوبات تستمر لـ 30 دقيقة.
الصداع العنقودي
عادةً ما يُصيب الأطفال الأكبر من العشر سنوات، وتتمثل أشهر أعراضه في ظهوره على شكل نوبات متكررة لخمس مرات أو أكثر في اليوم بمعدل أقل من ثلثا ساعات لكل نوبة، وعادةً ما يكون الألم شديدًا وحادًا في أحد جانبي الرأس، ويُصاحبه غالبًا دموع العين أو سيلان الأنف.
قد يهمك أيضًا: تعرفي على سبب ارتفاع درجة حرارة الطفل مع برودة الأطراف
مظاهر الخطر المُلزمة بسرعة علاج الصداع
قد لا يحتاج علاج الصداع عند الأطفال كثير اجراءات أو توصيات، حيث قد يكفي علاج الصداع الرعاية المنزلية المعروفة، ولكن مع بعض الحالات قد يحتاج علاج الصداع إلى تدخل طبي فوري، وذلك إذا أدى إلى:
- إجبار الطفل على الاستيقاظ من النوم.
- تفاقم شدة الألم لدرجات لا تُحتمل ولا تُطاق مع تكراره على نحو متزايد وغير طبيعي.
- التأثير على شخصية الطفل ومزاجه.
- إن كان ناتجًا عن إصابة شديدة بالرأس.
- ضعف وتشوش في الرؤية.
- حمى وارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- تصلب الرقبة.
- تشنجات وإغماء.
طرق الوقاية
توجد بعض الاجراءات الحياتية التي من شأنها تخفيف أوجاع الصداع والحد من تفاقمه، وتتمثل في الآتي:
- حصول الطفل على القدر الكافي من النوم.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة لتحسين الدورة الدموية.
- شرب كميات وفيرة من الماء، مع تجنب المشروبات الغنية بالكافيين.
- ابعاد الطفل عن الضغوط النفسية والعصبية بكل أشكالها.
- من الضروري عمل أجندة لتدوين عدد مرات الشعور بالصداع، والمدة الزمنية لكل نوبة، ودرجة شدتها، وذلك للوقوف على الحالة المرضية أولًا بأول، ويمكن تخصيص جزء من هذه المفكرة لتدوين درجة استجابة الطفل لعناصر علاج الصداع ، فكلها من المعلومات الأساسية التي تفيد في تحديد أسلوب علاج الصداع المناسب للطفل.
أساليب الفحص والتشخيص
يلجأ الطبيب إلى بعض الطرق التشخيصية لتحديد نوع الصداع ومن ثَم تحديد علاج الصداع، وأهم من طرق التشخيص:
- الفحص السريري، طلب الطبيب التعرف على التاريخ المرضي للطفل مع الصداع، وكذلك التاريخ العائلي، ثم يُناقش الأم والطفل في الأعراض ويسأل عن عدد النوبات ومدتها…. إلخ، ثم يفحص جسم الطفل من حيث الطول والوزن ومحيط الرأس وضغط الدم والسكر والنبض والعيون والعنق والكتفين والعمود الفقري، بعدها يقوم بالفحص العصبي ليتأكد من عدم وجود مشكلات حركة الأطراف وفي الإحساس، فإذا ما تثبت من أن الصداع هو المرض الوحيد عند الطفل بنى البرنامج العلاجي على هذا الأساس، أما إذا انتابته الشكوك حول وجود مرض آخر قد يستعين بوسيلة أخرى من وسائل التشخيص.
- فحص الأشعة المقطعية على الدماغ للتحقق من الأورام والالتهابات.
- فحص الرنين المغناطيسي، ويعطي نتائج أكثر دقة ووضوح للدماغ، مما يساعد في كشف الأورام والسكتات الدماغية وتمدد الأوعية الدموية والأمراض العصبية والتشوهات.
- البزل الشوكي، ويُسمى أيضًا البزل القطني، ويُستخدم في حالة شك الطبيب في إصابة الطفل بالالتهاب السحائي.
علاج الصداع عند الأطفال
غالبًا ما تتحدد عناصر برنامج علاج الصداع بناءً على السبب والنوع والأعراض المصاحبة له، وبشكل عام تنقسم كل البرامج العلاجية إلى شق حياتي يشمل:
- الراحة التامة.
- شرب الكثير من الماء والسوائل الطازجة المفيدة والحليب وأعشاب الزنجبيل والنعناع والينسون وزيت الزعتر والروزماري والبابونج.
- التركيز في تغذية الطفل على البطاطا الحلوة والكرز والتفاح والثوم والأغذية الغنية بالماغنيسيوم مثل الموز والسبانخ والمشمش واللوز والغنية بفيتامين B12 مثل السمسم واللوز.
- من المفيد وضع أقدام الطفل في ماء دافئ بالنعناع واللافندر.
- أما الشق الدوائي فهي أصناف تتنوع بحسب طبيعة الحالة وشدة المرض، وفيها دائمًا مسكنات الألم ومضادات الاكتئاب وغيرهما من الأدوية الت يراها الطبيب مناسبة للقضاء لعلاج الصداع.
للمزيد: معلومات عامة حول تغذية الطفل في الشهر السابع
هل أقلق عند وجود دم في حفاضات طفلي أم إنه أمرًا طبيعيًا؟
علاج نزلات البرد ومشاكل انسداد الأنف لحديثي الولادة
وأخيرًا عزيزتي الأم، فإن الصداع من الأمراض الشائعة التي تُصيب الصغار والكبار على حدٍ سواء، ولا بد قبل البحث عن علاج للصداع الوقوف أولًا على أسبابه خاصةً لدى الأطفال، ومحاولة علاج المُسبب لوقاية أطفالنا من الإصابة بهذا المرض المُزعج.
متعكم الله وأطفالكم بدوام الصحة.