تعتبر عملية تنظيف الرحم بعد النفاس من أهم الخطوات التي يجب القيام بها، وذلك بهدف تنظيف الرحم من بقايا الدم الفاسد، وهي خطوة مهمة للمحافظة على صحة وسلامة كل أم ووقايتها من الإصابة بالأمراض والالتهابات.
فترة النفاس تبدأ بعد الولادة بشكل مباشرة وعند خروج المشيمة من الرحم، في هذه المرحلة يبدأ الجسم باستعادة الحالة الطبيعية التي كان فيها ما قبل الحمل، حيث يعود الرحم للحجم الطبيعي ويبدأ بالتخلص من كل الدم الذي امتلأ بداخله خلال الحمل.
يقوم الرحم بتنظيف نفسه بشكل طبيعي من خلال الإفرازات، ولكن لكي تحصلي على المزيد من الاطمئنان، يمكنك القيام بمجموعة من الخطوات التي تساعد على تنظيف الرحم بشكل كامل، ولذلك سيدتي قدمنا لك هذا المقال لكي نشرح لكي طرق تنظيف الرحم بعد النفاس بشكل مفصل ودقيق.
طرق تنظيف الرحم بعد النفاس: الطرق الطبيعية
قبل أن نبدأ بالبحث عن طرق خارجية لتنظيف الرحم بعد النفاس، عليك سيدتي معرفة أن الرحم يقوم بتنظيف نفس من خلال مجموعة من الطرق الطبيعية والخاصة به، وهي عبارة عن أليات يقوم بها الجسم بشكل طبيعي بعد الولادة لتنظيف نفسه والعودة لما كان عليه ما قبل الحمل، وهذه الطرق هي:
إفرازات ونزيف ما بعد الولادة:
قد تلاحظ السيدة بعد الولادة خروج الكثير من الإفرازات الدموية من المهبل، حيث يطلق عليها أسم طبي وهو (الهلاية)، وهي عبارة عم إفرازات تساهم في تنظيف الرحم بعد النفاس، ومن العلامات التي تميز الهلاية، ما يلي:
- تكونها من مجموعة من المواد التي المتبقية بداخل الرحم بعد عملية الولادة حيث يقوم الرحم بالتخلص منها وطردها للخارج لكي يقوم بتجديد بطانته، وهي عبارة عن مخاط، أنسجة، دماء.
- تستمر الهلاية بالخروج من المهبل لمدة تمتد ما بين 24 يوم ل 36 يوم بعد عملية الولادة، وببعض الأحيان قد تستمر لمدة أكثر من 6 أسابيع بعد وضع الجنين.
- تمر هذه الإفرازات بتغيرات متدرجة مع مرور الوقت، حيث يتناقص حجم خثرات الدم التي تخرج من المهبل، ويتحول لونها للون بني أو وردي، كما تتناقص الكميات التي تخرج مع الأيام.
تعتبر الهلاية نزيف طبيعي حدوثه بعد عملية الولادة، ولكن من الضروري استشارة الطبيب المختص ببعض الحالات، والتي هي:
- شعور السيدة بتشنجات مستمرة وألم حاد بعد مرور عدة أيام على الولادة.
- وجود علامات تدل على إصابة السيدة بالنزيف، كالحاجة لتغير الفوط مرات عديدة خلال الساعة الواحدة، القشعريرة، ارتفاع بدرجات الحرارة، خروج خثرات بحجم كبير، عدم وجود انتظام بدقات عضلة القلب.
الرضاعة الطبيعية:
تعتبر عملية الرضاعة الطبيعية من الخطوات التي تساعد الرحم على استعادة الحالة الطبيعية له التي كانت ما قبل الحمل والولادة، حيث تلعب دور مهم بتحفيز انقباضات الرحم بشكل كبير وسريع ليعود لوضعه الطبيعي، وتعرف هذه العملية باسم (أوب الرحم).
حيث أن الهرمونات التي تكون مسؤولة عن عملية إدرار الحليب تساعد بتحفيز انقباضات الرحم، فيسبب ذلك تسريع بعملية تنظيف الرحم بعد النفاس وتسريع عملية استشفاءه، قد تكون هذه الانقباضات مؤلمة ومزعجة ولكنها مهمة في مرحلة الاستشفاء.
تنظيف الرحم بعد النفاس: الطرق الطبية
ببعض الحالات قد يلجأ الطبيب للقيام ببعض الإجراءات الطبية من أجل تنظيف الرحم بعد النفاس للتخلص من مخلفات الولادة، وهذه الإجراءات هي:
تنظيف الرحم من الداخل بعد الولادة القيصرية:
قد يقوم الطبيب بإجراء تنظيف الرحم من الداخل بشكل مباشر بعد ولادة الجنين من خلال الولادة القصرية.
حيث يقوم باستخدام أسفنجة خاصة لتنظيف الرحم من أي بقايا تكون عالقة بالرحم بعد عملية الولادة وإخراج المشيمة، وبذلك يتم التخلص من جميع الأنسجة، الخثرات، الأغشية.
لكن من الضروري التنويه هنا أن فوائد هذه الطريقة لا تزال مثيرة للشك، وذلك بسبب أن هذه الطريقة تستخدم فقط في الولادة القيصرية ولا يتم استخدامها في الولادة الطبيعية، وهذا ما يجعل الأطباء يرون أنه لا داعي لإجراءها بالولادة القيصرية.
الكشط والتوسيع:
هذا الإجراء يتم اللجوء له ببعض الحالات المعينة، حيث يتم استخدامه في الحالات التي تتطلب تدخل طبي من أجل تنظيف الرحم بعد النفاس من بقايا المشيمة.
في هذا الإجراء تخضع السيدة للتخدير الكامل أو التخدير الموضعي، ومن ثم يتم توسيع منطقة عنق الرحم ويتم إدخال أداة لكشط وتنظيف مخلفات الولادة التي تكون عالقة على بطانة الرحم الداخلية.
لا يستغرق هذا الإجراء أكثر من 15 دقيقة، ولكن تبقى السيدة تحت المراقبة لعدة ساعات بعد القيام بهذا الإجراء.
تنظيف الرحم بعد النفاس: الطرق المنزلية
من الممكن أن لا تساعد هذه الطرق في تنظيف الرحم بعد النفاس بشكل مباشر، ولكنها مهمة وضرورية لاستعادة وتسريع عملية شفاء الجسم بعد عملية الولادة، وهذه الخطوات هي:
حمام المقعدة:
هو عبارة عن إجراء منزلي يتم فيه الجلوس بحوض يحوي مياه دافئة لفترة من الزمن، وخلال هذه الفترة تغر منطقة الحوض بشكل كامل بالماء.
لحمام المعقدة الكثير من الفوائد لجسد السيدة بعد عملية الولادة، وبشكل خاص دوره في تحفيز وتنشيط الدورة الدموية بالمنطقة الحساسة، ومن أهم هذه الفوائد:
- تنظيف وتعقيم المنطقة الحساسة دون الحاجة لأن نقوم بلمسها بشكل مباشر، وخاصة أن هذه المنطقة ذات بشرة حساسة وبشكل خاص خلال الفترات التي تلي عملية الولادة.
- تسكين الألآم والتهيجات التي تصيب منطقة الفرج، والتخفيف من شدة انقباضات الرحم والتشنجات التي ترافق المرأة خلال فترة التعافي.
الأعشاب والنباتات:
تساعد النباتات والأعشاب في تدعيم الصحة العامة للجهاز التناسلي عند السيدات، ولذلك استخدامها خلال فترة النفاس يسرع عملية التعافي، ومنها:
- أوراق نبات التوت العليق الأحمر: حيث يمكن استخدامها في إعداد الشاي.
- نباتات أخرى وأعشاب تساعد على إدرار الحليب وبالتالي زيادة انقباضات الرحم، مثل: الشمر، اليانسون.
لكن من الأفضل استشارة الطبيب المختص فبل البدء باستخدام هذه الطرق والمكونات والأعشاب.
أفضل المشروبات المستخدمة في تنظيف الرحم بعد النفاس
هناك مجموعة من المشروبات الطبيعية التي يمكن شربها خلال فترة التعافي بعد الولادة لتنظيف الرحم بعد النفاس، والتي هي:
مشروب الزنجبيل:
يعتبر من أهم وأفضل الأعشاب التي تساعد على تنشيط وتحسين عملية تدفق الدم بالجسم، كما يساعد في الوقاية من الإصابة بالتهابات المختلفة، ولذلك ينصح بشرب مشروب الزنجبيل المجفف أو الطازج في فترة النفاس، حيث يقوم بتطهير الجسم من الدم الفاسد والسموم التي تنتج عن الولادة، كما يساعد على التعرق وبالتالي يخرج كل ما هو فاسد في الجسم للخارج.
ينصح بتناول كوب مغلي من عشبة الزنجبيل يوميا صباحا على الريق، ويمكن استخدام العسل معه للتحلية.
مشروب الحليب والتمر:
يعرف التمر بدوره في تنشيط الدورة الدموية بالجسم، كما يساهم في تخليص الجسم من الدم الفاسد، كما أن له خصائص محفزة للانقباضات وعضلات الرحم التي تساعد على طرد بقايا دم الولادة لخارج الرحم، ولذلك يعتبر التمر خطر خلال فترة الحمل.
لذلك ينصح بتناول مشروب الحليب والتمر من أجل تنظيف الرحم بعد النفاس.
مشروب القرفة:
تعرف القرفة باحتوائه على مجموعة من الخصائص المنشطة للرحم وذلك يجعلها قادرة على تنشيط وتحسين تدفق الدورة الدموية بالجسم، حيث تساعد على تخفيف الألآم وإخراج الدم الفاسد من الرحم، لذلك ينصح بشربها بفترة النفاس لطرد المسوم وتنظيف الرحم بشكل أسرع.
مشروب الحلبة:
جميعنا يعلم فوائد مشروب الحلبة بالفترة التي تلي الولادة، حيث تمتلك مجموعة مذهلة من الفوائد الرائعة والمذهلة التي تساعد على تنظيف الرحم بعد النفاس، حيث تساعد القرفة على إخراج الدم الفاسد من الرحم بشكل أسرع، كما أنها تساعد على إدرار الحليب بكثرة.
إذا كنت من لا ترغبين طعمة الحلبة يمكنك إضافة ملعقة عسل أسود وبذلك سوف تخف رائحة الحلبة.
مشروب الكمون:
يعتبر الكمون من الأعشاب المساعدة في إخراج الدم بشكل أسرع من الرحم بعد الولادةـ ويمكن استخدامه بمجموعة من الطرق، والتي هي:
- نقوم بخلط ملعقة بحجم كبيرة من الكمون، مع ملعقة بحجم كبير من حب الرشاد، مع نصف ملعقة بحجم صغير من الحلبة، مع نصف ملعقة بحجم صغير من حبة البركة.
- يتم وضع جميع المكونات السابقة بكون من الماء الدافئ ويحلى بالعسل ويشرب على الريق.
مشروب الشاي الأخضر:
يعتبر من الأعشاب المعروفة بغناها بمضادات الأكسدة التي تساهم في تخليص الرحم من الدم الفاسد وتنظيفه بعد عملية الولادة.
أطعمة تساعد على تنظيف الرحم بعد النفاس
بعض الأطعمة تساعد على تنظيف الرحم بعد النفاس، ومن هذه الأطعمة:
- الأطعمة الغنية بالألياف الطبيعية كالفاصوليا، البقوليات، حيث تعمل الألياف على طرد السموم لخارج الجسم وتخليص الرحم من الدم الفاسد بعد الولادة.
- الخضار تعمل على تخليص الجسم من السموم، كما تنشط الرحم وتقيه من الإصابة بالأورام الليفية.
- الفاكهة الغنية بفيتامين سي حيث تساعد على الوقاية من الإصابة بسرطان الرحم وتنظف الرحم بعد النفاس.
- منتجات الألبان تحتوي على الكثير من المعادن المهمة والضرورية لصحة الرحم، كما تعمل على طرد سموم ما بعد الولادة لخارج الرحم.
- زيت الخروع يساهم بتنظيف الرحم، ويعمل كدرع حماية ضد أي عدوى أو بكتيريا فيروسية قد تصيب الرحم خلال فترة النفاس.
كيف أعرف أن الرحم قد أصبح نظيف بعد عملية الولادة؟
فترة النفاس تمتد من بعد الولادة لنحو 40 يوم بشكل تقريبي، حيث يقوم الرحم بالعودة للحجم الطبيعي الذي كان عليه قبل الحمل والولادة، وخلال هذه الفترة يجب أن تحصل السيدة على الراحة الجسدية والنفسية أيضا، ولكن بعد مرور هذه الفترة تبدأ السيدة بسؤال نفسها هل الرحم أصبح نظيف بشكل كامل أم لا؟
كميات الدم التي تخرج من الرحم بفترة النفاس تختلف من سيدة لأخرى، كما أن فترة الاستشفاء تختلف، ولكي تتأكدي سيدتي من أن رحمك قد أصبح نظيف بشكل كامل أول علامة هي توقف نزول الدم والإفرازات يتغير لونها، كما من الضروري استشارة الطبيب للتأكد من عودة الرحم لوضعه وحجمه الطبيعي الذي كان عليه ما قبل الحمل، ومن أهم هذه العلامات:
- عدم القيام بالتبول بشكل متكرر والقدرة على التحكم بخروج البول وعدم تسربه في حالات الضحك والعطاس، وهذا دليل على عودة المثانة لقوتها وتحسن الدورة الدموية.
- اختفاء ظهور الحبوب نتيجة عودة الهرمونات لوضعها الطبيعية.
- اختفاء الإفرازات العرقية الكثيرة خلال فترة الليل بسبب عودة غدد التعرق لوضعها الطبيعي.
- القدرة على القيام بجميع الأنشطة دون الشعور بالتعب.
- اختفاء الحرقة خلال التبول.
- تحسن الحالة المزاجية واختفاء التوتر والقلق.
- عدم الشعور بتشنجات بالرحم التي كانت تظهر خلال فترة النفاس.
- شعور السيدة بزيادة الشهوة الجنسية، وذلك بسبب عودة الرحم لوصعه الطبيعي، وعودة عملية التبويض لطبيعتها.
بعض النصائح للتعافي من النفاس
- شرب كميّات كبيرة من السوائل الساخنة خلال اليوم.
- حصول السيدة على الراحة والنوم لساعات عديدة متواصلة.
- تجنب إرهاق الجسم من خلال القيام بأعمال المنزل وتجنب حمل أي وزن كبير.
- ارتداء السيدة ملابس فضفاضة ومريحة خلال هذه الفترة.
- تجنب الأطعمة المسببة للإمساك، والأطعمة التي تحوي على كميات كبيرة من السكريات والدهون.
- تجنب العلاقة الحميمية خلال هذه الفترة.
- تدفئة الجسم بشكل جيد وبشكل خاص بعد القيام بالاستحمام.
- تنظيف جرح الولادة القيصرية بشكل جيد.
- استخدام فوط مناسبة خلال هذه الفترة والالتزام بتغيرها كل ساعتين، وتنظيف المهبل بشكل جيد والحرص على تجفيفه.
- ممارسة التمارين الرياضية البسيطة كالمشي لمدة ربع ساعة يوميا حتى مرور أسبوعي على الولادة.
يجب ملاحظة اية تغيرات أو أعراض غريبة قد تظهر على الأم خلال هذه الفترة التي قد تكون دليل على إصابتها بحمى النفاس، ويجب عرض الحالة على الطبيب بشكل فوري، ومن هذه الأعراض:
- تسرع بضربات القلب.
- قشعريرة وارتفاع بدرجات الحرارة.
- احتقان وألم بمنطقة الحوض.
- التقيؤ.
- ظهور الطفح الجلدي.
- وجود صعوبة بالتبول.
- الشعور بألم بمنطقة الجرح.
اترك تقييم