يحتاج الأطفال عادةً إلى وقتٍ كافٍ من النوم ليلًا يتراوح ما بين 9 إلى 10 ساعات؛ حيث أن قلة عدد ساعات النوم أو اضطراب نوم الأطفال وعدم انتظامه ينتج عنه الكثير من الآثار السلبية، والتي تؤثر عليهم تأثيرًا ملحوظًا، خاصةً على تحصيلهم الدراسي ونسبة تركيزهم، وحتى على إقبالهم على تناول الطعام.
فما هي أسباب اضطراب نوم الأطفال وكيف نقي أطفالنا من مسبباته؟ هذا ما سوف نعرضه من خلال هذا المقال.
أسباب اضطراب نوم الأطفال
تتعدد الأسباب وراء اضطراب نوم الأطفال ومن أهم تلك الأسباب ما يلي:
الإرهاق والتعب الشديد
قد يؤدي الإرهاق والتعب الشديد إلى صعوبة نوم طفلك، وبالتالي إلى اضطراب نومه واستيقاظه أكثر من مرة خلال ساعات الليل. وللتخلص من هذه المشكلة فإن الروتين وتنظيم المواعيد هو الحل؛ حيث يجب تحديد وتنظيم مواعيد تناول الطعام، مواعيد النوم، مواعيد الاستيقاظ، ومواعيد القيلولة (النوم أثناء النهار).
كما يجب عدم ترك الأطفال يسهرون لوقت متأخر من الليل بحجة أن لديهم أجازه دراسية أو ما شبه وسوف يستيقظون متأخرًا، فهذا يُعد خطأ كبير في حق الأطفال ويجعلهم عرضة للإصابة بالكثير من الأمراض، ومن أهم تلك الأمراض الأنيميا، والتي من أعراضها:
- ظهور السواد تحت عين الطفل.
- اصفرار الوجه.
- اصفرار الشفاه.
- عدم الرغبة في تناول الطعام.
- النحافة (أي نقص في وزن الطفل بشكل ملحوظ).
الكوابيس المزعجة تؤدي إلى اضطراب نوم الأطفال
قد تكون الكوابيس من أسباب اضطراب نوم طفلك، حيث يتعرض الطفل من آنٍ إلى آخر لرؤية أحلام مزعجة تؤدي إلى استيقاظه من النوم خلال ساعات الليل، ويمكن بعدها تهدئة الطفل ومساعدته على الخلود للنوم مرة أخرى حتى لا يصاب بالأرق.
ولكن لا بد من معرفة الأسباب وراء رؤية الطفل لمثل هذه الكوابيس، فأحيانًا يكون هذا الأمر ناتج عن تعرض الطفل للتهديد من أحد والديه وتخويفه من شيء، أو رؤية مشاهد عنيفة في التليفزيون أو عبر الإنترنت، فهناك الكثير من هذه المشاهد وحتى أفلام الكرتون لا تخلو من مشاهد العنف.
وحتى نتوصل إلى حل لتلك المشكلة ونحمي أطفالنا من الأرق والخوف أثناء النوم، علينا بمراقبة أطفالنا ومعرفة ما يشاهدونه عبر التلفاز أو الإنترنت وغير ذلك من الوسائل السمعية والبصرية، والبعد عن ترهيب الأطفال أو ضربهم، ومعاملتهم معاملة لينة؛ حتى لا يصابون بهذه الكوابيس المزعجة والتي توقظهم من نومهم.
شاهدي أيضًا: حلول لمشاكل النوم عند الأطفال مع رولا القطامي
عدم وجود روتين يومي للنوم أو نظام
وللتغلب على مشكلة اضطراب نوم طفلك، يمكن وضع روتين يومي للطفل والقيام بنفس الأشياء كل ليلة وبنفس المواعيد، كأن يكون هناك مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ والأكل وغير ذلك، مما يساعد طفلك على الخلود للنوم في المساء بكل هدوء والاستيقاظ مبكرًا دون إرهاق، والإقبال على تناول وجباته دون عناء.
خوف وقلق الطفل من الانفصال عن الأم أثناء النوم
في بداية مرحلة الانفصال عن الأم أثناء النوم واستقلال الطفل بغرفته، يواجه طفلك مشاعر من الخوف والقلق، وتعتبر هذه مرحلة طبيعية عند العديد من الأطفال، والتي تؤدي إلى اضطراب نوم الطفل، وعلى الأم عدم التدليل الزائد لطفلها حتى يتخلص من الخوف والقلق ويتعود على الاعتماد على النفس، وتخصيص غرفة مستقلة للطفل حتى يتعود على النوم بمفرده.
تناول بعض الأدوية قد يؤدي إلى اضطراب نوم الأطفال
تناول الأطفال لبعض الأدوية كعلاج لبعض الأمراض يمكن أن يؤثر سلبًا على نومهم، وبالتالي يؤدي إلى الاضطراب في النوم، وفي هذه الحالة لا بد من إخبار الطبيب بذلك ليقوم بتغيير الدواء وإعطاء الدواء المناسب.
مشاكل الجهاز التنفسي بوجه عام تؤدي إلى اضطراب نوم الأطفال
صعوبة التنفس تؤدي إلى اضطراب نوم الأطفال؛ حيث يُعاني بعض الأطفال من صعوبة في التنفس أثناء النوم، وذلك نتيجة لبعض المشاكل الصحية التي تعوق نومهم بشكل هادئ ومريح، ومن هذه المشكلات: انسداد الأنف نتيجة لإصابة الطفل بنزلات البرد أو نتيجة التهاب الجيوب الأنفية، أو حساسية الصدر، أو الربو.
وكل هذه المشكلات تؤدي بالطبع إلى اضطراب نوم طفلك، وذلك يمكن للأم أن تلاحظه أثناء نوم طفلها؛ حيث يصدر الطفل أصواتًا غير طبيعية أثناء النوم، ويمكن استشارة الطبيب لإيجاد الحل لهذه المشكلة من خلال وصف العلاج المناسب.
استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم
من الأسباب التي قد تؤدي للأرق عند الأطفال استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الكمبيوتر، أو البلايستيشن، أو التليفزيون، ولذا يجب إغلاق هذه الأجهزة قبل موعد النوم بوقتٍ كافي؛ حتى يحصل الطفل على نوم هادئ ولا يشغل تفكيره بمثل هذه الأشياء قبل النوم مباشرةً.
قد يهمك أيضًا: روتين النوم للرضع خلال النهار .. تعرفي عليها
كيف تجعلين طفلك يأخذ القدر الكافي من النوم ولا يتعرض للاضطراب؟
- التزمي بعادات تساعد الطفل على الخلود إلى النوم، كأن يأخذ حمام قبل الذهاب إلى النوم، أو أن تقصي له قصة قبل النوم أو ما إلى ذلك، تلك الأشياء تجعل الطفل يذهب في نومٍ عميق وتشعره بالاطمئنان.
- لا تجعلي طفلك ينام أثناء النهار بقدر المستطاع (القيلولة) إلا عند الضرورة؛ وذلك حتى يتمكن من النوم مبكرًا، ولا يستيقظ ليلًا وينتابه القلق.
- إذا استيقظ طفلك أثناء الليل لسببٍ ما، لا تطاوعينه على الجلوس وعدم النوم، بل يجب أن تهدئيه ليعود إلى نومه بأي وسيلة؛ وذلك حتى لا تختلف مواعيد النوم لديه وتضطرين إلى تنظيمها مرة أخرى.
- يجب أن تكوني حازمة في مواعيد نوم طفلك، ومع مرور الوقت سيعتاد على تلك المواعيد ويخلد إلى النوم بسهولة.
- إذا لاحظتي أن طفلك يصدر أصواتًا أثناء نومه (الشخير) فعليك استشارة الطبيب، فقد يكون لديه لحمية ويصف له العلاج المناسب.
- لا تجعلي طفلك يناول كمية كبيرة من السكريات والحلوى أو الشوكولاتة قبل الخلود إلى النوم، وذلك لما يعرف عن الحلويات من احتوائها على طاقة كبيرة تجعل الطفل ينشط ولا يرغب بالنوم.
- أعطي لطفلك كوبًا من اللبن الدافئ قبل النوم، فهو يعمل على تهدئة الأعصاب ويساعد الطفل على النوم سريعًا.
- عليك بالاهتمام بتغذية الطفل وتحديد مواعيد ثابتة لتناول الوجبات، على أن تكون أطعمة تحتوي على البروتينات والمعادن الهمة له.
قد يهمك أيضًا: عدد ساعات النوم التي يحتاجها الطفل حديث الولادة
أخيرًا عزيزتي الأم فقد يختلف طبع كل طفل عن غيره، وظروف كل طفل عن الآخر، وما يصلح لهذا الطفل ربما لا يصلح إلى غيره، فاختاري الحل الذي من خلاله تستطيعين مساعدة طفلك على الخلود إلى النوم هادئًا، وتعرفي على أسباب اضطرابه أثناء النوم، لتجدي الحل الأمثل.
ونحن واثقون بأنك ستنجحين في علاج طفلك من القلق أثناء نومه دون اللجوء إلى الأطباء، فقط ما عليك سوى معرفة الأسباب وراء ذلك ومحاولة حلها.
اترك تقييم