مما لا شك فيه أن مرض السرطان أصبح مرض العصر بمختلف أنواعه، ولكن الأنواع الأكثر انتشارًا هو سرطان الثدي والرئة، ويليهم في الترتيب في حالات الوفاة سرطان عنق الرحم، وهو منتشر في جميع أنحاء العالم بين النساء الأصغر من سن 45 عام، بينما من الممكن أن يصيب أي سيدة بغض النظر عن عمرها أو تاريخها المرضي، وأغلب النساء لا تعرف الكثير عن سرطان عنق الرحم؛ لأنه ليس مرضًا وراثيًا وأيضًا أعراضه تتشابه مع أعراض أمراض أخرى.
لذلك يُكتشف في مراحل متأخرة للأسف، وبالطبع وقتها يصعب علاجه؛ ومن أجل ذلك يجب على كل سيدة أن تتعرف جيدًا على أسباب سرطان عنق الرحم وطرق علاجه، وأيضًا طريقة الوقاية من الإصابة به، وهذا ما سوف نتعرف عليه في هذا المقال والذي يجب على كل امرأة قراءته.
ما هو عنق الرحم؟
يقع عنق الرحم في بداية الرحم ويعمل كحاجز طبيعي لمنع الميكروبات التي تسبب الأمراض المختلفة من الدخول للرحم، ويعتبر دوره مهم جدًا لحماية الرحم من مسببات العدوى هذه وخصوصًا في فترة الحمل والولادة. كما يعمل عنق الرحم خلال هذه الفترة كمصد أولي لحماية الجنين، ويختلف طول وقطر عنق الرحم باختلاف عمر المرأة على مدار حياتها ويصل أثناء الولادة لـ 10 سم للسماح للجنين بالخروج.
قد يهمك أيضًا: ما هي الأمراض التي تصيب رحم المرأة وتمنع الحمل ؟
أسباب سرطان عنق الرحم
- معظم حالات سرطان عنق الرحم تنتج عن إصابة المرأة بفيروس يُسمى “فيروس الورم الحليمي”، وقد أثبتت الدراسات أن 80 % من النساء يتعرضون للإصابة بأحد أنواع هذا الفيروس في فترة من حياتهن، ولكن في الغالب ينتج الجسم أجسام مُدافعة تقضي على الفيروس دون تدخل طبي، بينما في حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم فإن العدوى لا تزول نهائيًا وتتحور الخلايا المُصابة ويصل الأمر في النهاية للإصابة بالسرطان.
- تناول حبوب منع الحمل لفترة طويلة خاصةً في سن مبكر.
- نقص المناعة خاصةً إذا كانت ناتجة عن الإصابة بسرطانات أخرى.
- الإصابة بعدوى الكلاميديا الناتجة عن الممارسات الجنسية المتعددة الغير شرعية.
- عامل الوراثة بسرطان عنق الرحم.
- التدخين.
فيديو يوضح أعراض القاتل الصامت سرطان عنق الرحم:
كيفية تشخيص سرطان عنق الرحم
للأسف عند إصابة المرأة بالفيروس الرئيسي المُسبب لسرطان عنق الرحم لا تظهر أي أعراض ويستغرق تحور الخلايا المصابة إلى خلايا سرطانية مدة طويلة تصل لسنوات؛ لذلك لا يتم الكشف عن سرطان عنق الرحم إلا بأخذ عينة مسحة من عنق الرحم وفحصها مجهريًا وبعدها يتم فحص كيمياء الدم وعمل أشعة سينية للتأكد من وجود المرض.
طرق علاج سرطان عنق الرحم
بالطبع تختلف طرق العلاج حسب نوع السرطان، ودرجة الإصابة به، ومدى انتشاره، وأيضًا يتوقف على عمر المرأة وتاريخها المرضي، وفي معظم الحالات إن كان الورم حميدًا أو صغيرًا وغير منتشر يُستأصل بعملية جراحية أو بالكي ثم يتبعها علاج بالأشعة. وإن كان خبيثًا فتتوقف طرق العلاج كما قلنا حسب مرحلته، ونوعه، وحجمه، ومدى انتشاره، وغالبًا كل الحالات تأخذ علاج كيميائي يتبعه علاج إشعاعي.
ومن المضاعفات المتوقعة هي عودة الإصابة بسرطان عنق الرحم بعد علاجه، أو انتشاره في أعضاء أخرى في الجسم، بالإضافة إلى أعراض محتملة لعمليات الاستئصال مثل: التهاب المثانة أو حدوث نزيف للرحم.
طرق الوقاية من سرطان عنق الرحم
- أخذ تطعيم ضد الفيروس الرئيسي المسبب لهذا النوع من السرطان ويسمى فيروس (الورم الحليمي البشري)، فقد تصاب به المرأة خلال الجماع وهذا التطعيم يحميها من حدوث الالتهاب المسبب لهذا الفيروس ويؤخذ على هيئة حقن في الكتف ثلاث جرعات.
- عمل فحص دوري حتى يتم اكتشاف الورم في مراحله الأولى.
- الإقلاع عن التدخين والاهتمام بالنظافة الشخصية وممارسة ما لا يقل عن نصف ساعة يوميًا من الرياضة.
- أظهرت الأبحاث إن تناول القهوة بانتظام يحد من الإصابة بسرطان عنق الرحم.
- عدم استخدام أواني الطعام المخدوشة؛ فهي تساهم بشكل كبير في الإصابة بالمرض.
- تجنب الخروج فترة الذروة والتعرض للشمس القوية والحفاظ على الوزن الصحي والابتعاد عن السمنة.
- الاهتمام بتناول الفاكهة والخضروات يوميًا، وخصوصًا الخضروات الورقية مثل: الملوخية والسبانخ.
تعرفي على سرطان عنق الرحم، أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية والعلاج:
https://youtu.be/UHPvoVZ9a9Q
وأخيرًا ننصح كل سيدة بعمل مسحة لعنق الرحم بشكل دوري من سنة إلى سنتين للاطمئنان والكشف المبكر عن حدوث أي تلف في أنسجة عنق الرحم وعلاجها سريعًا لتجنب الإصابة بسرطان عنق الرحم، فالوقاية خيرٌ من العلاج.