حبوب الكالسيوم أهميتها للحامل والجرعة والوقت المُناسب لتناولها

حبوب الكالسيوم أهميتها للحامل والجرعة والوقت المُناسب لتناولها

لا شك أن الكالسيوم كعنصر من أساسيات التغذية السليمة، وأن التوجه لتناول حبوب الكالسيوم خيارًا صحيًا لعلاج نقصه بالجسم، لما يتبع هذا النقص من مُضاعفاتٍ مرضية عديدة، وإذا ما رُبط في سياق الحديث بين الحمل والكالسيوم؛ فإن أهميته الغذائية ترتفع، وأن نقصه عند الحامل عامل خطورة ينبغي سرعة تفادي آثاره السلبية بحبوب الكالسيوم، تعرفي على كل ما يتعلق بحبوب الكالسيوم أثناء الحمل من خلال متابعة هذا المقال.

الحامل والتغذية

حبوب الكالسيوم أهميتها للحامل والجرعة والوقت المُناسب لتناولها

تُمثل التغذية الصحية والمُتوازنة للحامل ضمانة كُبرى لاستمرارية الحمل، صحة الحمل، أمان الحمل، صحة الجنين، نمو الجنين، ولادة طفلًا سويًا بدنيًا وعقليًا ونفسيًا.

ولا يُمكن تخيل نظامًا غذائيًا سليمًا يغفل تلبية احتياجات جسم الحامل – وأي إنسان – من العناصر الأساسية وعلى رأسها عنصر الكالسيوم. والأمر مع الحوامل تحديدًا أكثر تعقيدًا وإلحاحًا، نظرًا لما يُمثله الكالسيوم من أساس في بنية جسم الطفل.

من هذه الضرورة الهامة قد يوجه الطبيب بتناول المُكملات الغذائية المُختلفة، ومنها بالطبع حبوب الكالسيوم إذا ما أشارت الفحوصات المُتخصصة إلى نقص مُعدلاتها بالجسم عن المُعدلات المطلوبة لجسم الحامل، ومن ثَم تُصبح المُكملات الغذائية – وأهمها حبوب الكالسيوم – أحد أفضل وسائل تعويض النقص.

بالنسبة لحبوب الكالسيوم على وجه الخصوص نجد أن الأسئلة الشائعة والشائكة حولها تتمثل في كم تبلغ الحاجة اليومية للحوامل من الكالسيوم؟ وكيف تُحدد الجرعة اليومية من حبوب الكالسيوم؟ ومن المسئول عن تحديدها؟ ومتى تُتناول ومتى يُتوقف عنها؟

تابعي قراءة المقال للرد على كل هذه الأسئلة…

الحمل والكالسيوم

حبوب الكالسيوم أهميتها للحامل والجرعة والوقت المُناسب لتناولها

من المعلوم بالضرورة أن حاجة جسم الحامل للكالسيوم تزيد عن حاجة الجسم البشري الطبيعي، نظرًا لكون المُعدل المطلوب ارتفع لإيجاد ما يكفي لمد الجنين به داخل الرحم، استفادةً بدوره في عملية النمو، وما إن يتعذر حصول الحامل على المُعدلات الجديدة من خلال الغذاء الطبيعي تدخل حبوب الكالسيوم كعامل مُساعد في هذا الصدد.

وبشيء من التفصيل يُمكننا القول بأن مجرد حدوث الحمل مؤشرًا على إلقاء عبء تغذية الجنين المُتكون بالرحم على جسم الأم، حيث سيقدم له كافة الاحتياجات اللازمة للبناء والتكوين، ويصل الأمر طبيعيًا إلى درجة اضطرار الجسم للجور على نفسه في سبيل توفير مُتطلبات الطفل، وذلك عندما لا تتوفر فيه كميات كالسيوم كافية لكلٍ من الجسمين معًا.

أي أن جسم الحامل سيسحب كل مخزونه من الكالسيوم في العظام والأسنان و.. و.. لإكمال بناء ونمو عظام الجنين وأسنانه و..و…، وتفاديًا لمخاطر ذلك يُلجأ إلى حبوب الكالسيوم كوصفة سحرية لتوفير كل الكمية المطلوبة دون أن يجور جسم الجنين على جسم أمه.

قد يهمك أيضًا: الانيميا عند الحامل أعراضها وطُرق العلاج والوقاية منها

كم تحتاج الحامل من الكالسيوم؟

طوال فترة الحمل وحتى مُنذ التخطيط له وقبل الحدوث، تحتاج الحامل إلى كمية يومية من عنصر الكالسيوم لا تقل عن 1000 ملليجرام، وربما تصل حاجة الجسم منه إلى 1300 ملليجرام كل يوم، فإن كان بالمقدور تحقيق هذه الكمية عبر تناول الأغذية الطبيعية فبها ونعمت وهو الأولى والأصح، لكن إن تعذر الحصول على الكمية المُقررة من المصادر الطبيعية؛ يُجمع بين الغذاء وحبوب الكالسيوم بحسب ما بيّن الطبيب من مُعطيات أرشدت إليها التحاليل المخبرية.

كم تبلغ الجرعة اليومية من حبوب الكالسيوم؟ ومن الذي يُحددها؟

حبوب الكالسيوم أهميتها للحامل والجرعة والوقت المُناسب لتناولها

لا يُمكن الإشارة إلى مقدار جرعة يومية من حبوب الكالسيوم ثابت لكل الحوامل، حيث إن المقدار يختلف من حامل لأخرى تبعًا لعوامل كثيرة ومُتشابكة، أولها وأهمها ما تشير له الفحوصات من مُعدلات نقص الكالسيوم بالجسم، وطبيعة العادات الغذائية المتبعة، والحالة الصحية العامة للجسم خاصةً مع بعض الاختلالات الهضمية المؤثرة على امتصاص الكالسيوم من الغذاء الطبيعي.

بذلك تتصنف الحوامل من حيث علاقتها بحبوب الكالسيوم إلى ثلاثة، صِنفٌ لا يحتاج إلى تناول هذا النوع من الحبوب من الأساس لكون مُعدلات الكالسيوم بالجسم طبيعية، وصِنفٌ يُعاني نقص الكالسيوم غير أنه قادر على تعويض النقص بالغذاء وحده، والصِنف الثالث والأخير هو الذي لا يُلبي الغذاء كفايته وكفاية الجنين، ومن ثَم يُلزم بتناول حبوب الكالسيوم.

بذلك يُصبح الطبيب المُعالِج هو الشخص الوحيد القادر على تحديد المقدار المطلوب تناوله كل يومٍ من حبوب الكالسيوم، ولا مجال لتناول هذه المُكملات الغذائية بطريقة عشوائية تحت أي ذريعة من الذرائع.

أعراض نقص الكالسيوم

صحيح أن فحوصات الدم هي المؤشر الأدق لتحديد مُعدلات نقص الكالسيوم بجسم الحامل، لكن هذا لا يُنفي أن هذا النقص كمرضٍ يتماثل مع غيره من الأمراض في وجود أعراضٍ ظاهرة له، وأهم أعراض نقص الكالسيوم بجسم الحامل:

  • تآكل الأسنان وتسوسها بوتيرة مُتسارعة أثناء الحمل مُقارنةً بما قبل.
  • تكرار التهاب اللثة.
  • جفاف الجلد والبشرة وخشونتهما، مع ارتفاع احتمالات الإصابة المُتكررة بالأكزيما والالتهابات.
  • تشنج عضلات الجسم وانتفاضها تلقائيًا وبدون مُقدمات بحركاتٍ غير مُنتظمة.
  • تسارع ضربات القلب، وقد يُصاحبه ارتفاع في ضغط الدم وقد لا.
  • الشعور بآلامٍ من خفيفة إلى متوسطة بمنطقة أسفل البطن، مع زيادة حدتها عند النهوض من وضعية الجلوس.
  • استمرارية فقدان التركيز مع ضعف في الذاكرة.
  • التقلبات المزاجية المُتكررة وصولًا إلى الاكتئاب.
  • تكسّر الأظافر وضعف نموها.

قد يهمك أيضًا: الغذاء الصحي هو الطعام المتوازن خاصةً فترة الحمل … أنواع الغذاء الصحي وفوائده للجسم

متى تتوقف الحامل عن تناول حبوب الكالسيوم؟

حبوب الكالسيوم أهميتها للحامل والجرعة والوقت المُناسب لتناولها

طالما أن الطبيب أقر بحاجة الحامل لتناول حبوب الكالسيوم؛ فلا سبيل للتوقف عن تناولها إلا وقت أن يطلب بنفسه ذلك وفق ما ترشده إليه الفحوصات، أو بمعنى آخر ما إن يُقَرّ بتناول حبوب الكالسيوم للحامل ستظل تتناوله طوال أشهر الحمل حتى تمام الولادة، ومن المحتمل استمرار التناول لما بعد الولادة ما لم يوجه الطبيب بغير ذلك كله.

تجدر الإشارة إلى أن الأطباء لا ينصحون بالتوقف عن تناول حبوب الكالسيوم مادام استمرت معاناة جسم الحامل من نقص الكالسيوم مع فقدان القدرة على تعويضه بالتغذية الطبيعية، والحالة الوحيدة التي ينهى فيها الطبيب عن تناول حبوب الكالسيوم من البداية أو يُشدد على التوقف عن تناولها هي وجود خطر صحي جراء تناول هذا النوع من المُكملات الغذائية.

هل لحبوب الكالسيوم من أضرار؟

حين أكدنا على أن الطبيب يُعد الشخص الوحيد المسئول عن القرار بتناول حبوب الكالسيوم وعن تحديد مقدار الجرعة اليومية؛ نبع هذا التأكيد من عاملين أساسيين، الأول أنه الوحيد القادر على إثبات أو نفي نقص الكالسيوم بجسم الحامل، والثاني أنه الوحيد القادر على تشخيص مجموعة الأمراض التي لا يصح معها تناول حبوب الكالسيوم من البداية، وتشخيص الآثار والمُضاعفات المرضية من تناول الحبوب فور حدوثها.

لذا نُشدد ثانيةً على عدم تناول حبوب الكالسيوم – وأي مُكملاتٍ غذائية – دون استشارة طبية، لأن الإفراط في تناولها له عدة أضرار وآثارًا جانبية، منها:

تعزيز فرص تكوّن حصوات الكُلى، وحتى إن كانت تُعاني الحامل مُسبقًا من هذه الحصوات وتوجد حاجة ماسَّة لتناول حبوب الكالسيوم؛ فإن الأطباء عادةً ما يصفون مقدار جرعاتٍ مُحدودة، ويوجهون إلى التوقف عن التناول مع بداية الثلث الأخير للحمل، علاوةً على ارتفاع احتمالية الإصابة باضطرابات بالجهاز الهضمي والأمعاء الدقيقة، إلى جانب الغثيان الحاد والإمساك الشديد.

لا يُفهم من السطور السابقة أن حبوب الكالسيوم تمثل مُحفزًا لتكون حصوات الكُلى، فالأغلب الأعم هو أمانها على صحة الحامل طالما التزمت كليًا بالإرشادات الطبية، لكن الإفراط أو العشوائية هما نذيرا الخطر والشؤم، بينما مُكملات الكالسيوم بمُتابعة الطبيب هي الضمانة الوحيدة لسلامة عظام وأسنان الحامل، وعنصر الوقاية الأهم من ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل، بالإضافة إلى ولادة طفلٍ سليم ومُكتمل وطبيعي البنيان.

قد يهمك أيضًا: دليل الحامل لتتعرف على الغذاء والدواء المناسب لها

مصادر طبيعية تفي بالغرض

حبوب الكالسيوم أهميتها للحامل والجرعة والوقت المُناسب لتناولها

ما لم تُعاني الحامل من موانع صحية تحول دون امتصاص الكالسيوم بجسمها من مصادره الطبيعية بالكميات المطلوبة وعلى نحوٍ سليم؛ الأولى لها التركيز على تلبية حاجة جسمها منه عبر المصادر الطبيعية.

وتُعد الأطعمة الآتية الأكثر ارتفاعًا في نسب الكالسيوم:

  • الحليب ومُنتجاته المُتنوعة كالزبادي والجبن.
  • البيض.
  • الدجاج.
  • الفواكه وخصوصًا التفاح والأخضر تحديدًا، الفراولة، البرتقال، المشمش المُجفف.
  • الخضروات الورقية وأهمها السبانخ.
  • الأسماك وخصوصًا السردين والسالمون.
  • المكسرات.

وننوه إلى ضرورة تناول الحامل للأغذية الغنية بفيتامين D، مع التعرض الكافي للشمس للحصول على ذات الفيتامين لدوره المهم في تعزيز امتصاص الكالسيوم بالجسم.

عزيزتي الحامل لا تحاولي تناول حبوب الكالسيوم من تلقاء نفسك أو بنصيحة من غير المُتخصصين، استشيري طبيبك أولًا فهو المنوط به القرار النهائي بالقبول أو الرفض تبعًا لنتائج الفحوصات.

للمزيد: أفضل وقت لـ تناول حبوب الحديد والكالسيوم أثناء الحمل

العلاجات والمكملات الطبيعية التي تساعد في علاج العقم لدى المرأة والرجل

العلاجات والمكملات الطبيعية التي تساعد في علاج العقم لدى المرأة والرجل