ماذا أفعل استعدادًا للولادة؟ هل هُناك ما يُعرف ب تقنيات التنفس لمساعدتي ومساعدة طفلي على الولادة؟
التنفس أثناء الولادة قد يفدِك جدًا ولا بد من التمرن عليه كثيرًا قبل الولادة؛ فمع تصاعد حدة التقلصات وذروتها تشعرين بالحاجة إلى التنفس بشكل أخف وأسرع، وتقنيات التنفس استعدادًا للولادة قد تُساعدك لتدفعين بطفلكِ كي يخرج إلى العالم دون معاناة. وطُرق التنفس الصحيحة تُساعدك على تخفيف الألم وكذلك تسهيل عملية الولادة نفسها؛ لذلك لا داعي للبحث عن ذلك! ها قد وصلتِ إلى هدفكِ؛ فهذا هو دليلكِ إلى أهم تقنيات التنفس وطُرق التنفس أثناء الولادة بالصور وكيف يساعد التنفس في تسريع مخاض الولادة.
تُعريف الولادة وأنوعها
تُعرف الولادة على أنها عملية قذف الرحم للجنين والمشيمة إلى خارج الجسم. وهُناك ثلاث أنواع من الولادة والتي يحدد الطبيب بأي طريقة تتم الولادة لكل سيدة تبعًا لحالتها وهم كالتالي:
الولادة الطبيعية
الولادة الطبيعية هي الشائعة دائمًا، وهي تحدث دون تدخل بأي أدوات مساعدة ماعدا (خزع المهبل)، وفي هذه الولادة يحدث الإخراج التلقائي من خلال المهبل الذي يُعتبر قناة الولادة الطبيعية (في الأسبوع ال 37-42 من الحمل) ولا يوجد لها أي مضاعفات للأم أو للجنين.
الولادة القيصرية
تتم هذه الولادة عن طريق فتح البطن والرحم تحت التخدير النصفي أو الكلي للأم ويتم اللجوء إليها للعديد من الأسباب ككبر حجم الجنين أو ضيق الحوض.
الولادة المساعدة
تحدث مثل الولادة الطبيعية ولكن باستخدام أجهزة مساعدة مثل: جهاز شفط الجنين.
كيف تُساعد تقنيات التنفس في المخاض والولادة؟
في لحظات الولادة يبدأ الخوف والتوتر ويصبح تنفسك سريعًا وضعيفًا. في هذا الوقت تكون كتفاك مشدودتين للأعلى ويكون عنقكِ وعضلات كتفيكِ قاسية ومتوترة، وإذا أصبتِ بالقلق والتوتر ستبدئين باللهاث وتستنشقين الهواء وتخرجينه على زفرات حادة وقصيرة. والتنفس السريع المتوتر يقلل من كمية الأكسجين الذي تحتاجينه أنتِ وطفلكِ؛ لذلك ستحتاجين إلى تقنيات التنفس لمساعدتك للتخفيف من حدة الآلام أثناء المخاض والولادة، وكما يلي كيفية المساعدة بتقنيات التنفس أثناء المخاض:
- يعمل التنفس الإيقاعي أثناء المخاض والولادة على زيادة كمية الأكسجين المتوفر لكِ وطفلكِ. وأيضًا يساعدكِ على التعامل مع الانقباضات، وتحمل الآلام والتأقلم مع المخاض.
- يُعد التنفس المتوتر السريع ردة فعل معتادة على المواقف المسببة للخوف والتوتر. وهذا من الأمور الطبيعية، ولكن ربما لا يستطيع جسمكِ الصمود طويلًا أمام تلك الحالة من دون أن يُصاب بالتعب والإنهاك. فمن الضروري وقت الولادة ادخار طاقتكِ قدر المستطاع، وأن تعطي طفلك قدرًا كافيًا من الأكسجين لمساعدته في مهمة الخروج الصعبة من جسمكِ. فيمكن أن يساعدك التنفس الإيقاعي على القيام بهذا الأمر، كما يمكن أن يُشكل فرقًا كبيرًا في ولادة طفلكِ.
- توجد علاقة وثيقة بين استخدام تقنيات التنفس وانخفاض احتمالات الحاجة للولادة المساعدة (المعانة).
- تعمل تقنيات التنفس على مساعدتك في معرفة ما يحدث عندما تفقدين السيطرة على تنفسكِ، وعلى معرفة الكيفية التي يساهم بها التنفس الإيقاعي في المخاض.
هذا الفيديو يشرح كيف تكون طريقة التنفس أثناء الولادة
أفضل أنماط تقنيات التنفس
- لا بد من المحافظة على انتظام إيقاع تنفسكِ، ولا تطيلي فترة الشهيق أكثر من الزفير ولو كان هُناك اختلاف بينهما فيجب أن يكون لصالح الزفير. كما يُمكنك الاعتماد على العد مع كل نفس (الشهيق حتى عدد ثلاثة والزفير حتى عدد أربعة)، والزفير عن طريق الفم والتنفس عن طريق الأنف.
- حاولي أن تغمضي عينيك للحظة. ركزي على التنفس، ستلاحظين كم هو منتظم؛ لأنكِ تستنشقين الهواء وتتوقفين للحظة قبل أن تخرجيه مرة أخرى. يتطابق الشهيق والزفير من حيث المدة الزمنية والعمق، وتمر لحظة أخرى قبل أن تستنشق رئتاك النفس الذي يليه.
- عندما تشعرين بانقباضات شديدة تنفسين هواء أقل. ليس هُناك مشكلة في ذلك طالما أنك لا تزيدين سرعة تنفسكِ ليتحول إلى لهاث فيه خوف وتوتر.
تقنيات التنفس خلال المخاض النشط
- عند بداية كل انقباض قومي بالتنفس كأنها تنهيدة طويلة، وهذا يجعلك تحافظين على بطء إيقاع التنفس.
- لا تزيدي التنفس عند تصاعد حدة التقلصات.
- القيام باللهاث يمكن أن يساعدك على تحمل التقلصات الشديدة (يكون الشهيق والزفير من خلال الفم تتخللها نفسًا أعمق كل بضعة أنفاس).
- عند انحسار الأنفاس عليك ينبغي أن تبطئي تنفسكِ مرة أخرى؛ بحيث أن تعودي مرة أخرى إلى التنفس بشكل منتظم وببطء عند نهاية التقلصات.
كيف يمكن أن تساعد تقنيات التنفس في الدفع أثناء المخاض؟
في المرحلة الثانية من الولادة ستقومين بدفع طفلكِ إلى الخروج إلى الحياة؛ فكلما شعرتِ بالانقباضات ادفعي بقدر المستطاع؛ فقد تشعرين بالحاجة للدفع من 3 إلى 5 مرات مع كل انقباضة، ويتخلل ذلك أخذ النفس عدة مرات. قومي بالدفع للأسفل إلى مؤخرتك وأنت تقومين بالعد إلى 5، ثم خذي نفسًا عميقًا عدة مرات قبل الدفع مرة أخرى.
لا يُنصح بحبس الأنفاس والدفع إلى أقصى مدة ممكنة؛ لأن هذا قد يزيد من احتمالية تعرض قاع حوضك للضرر. والسبب الآخر لعدم حبس الأنفاس وإطالة الدفع هو ما يترتب عليه من تأثير على طفلك؛ فقد يؤثر الدفع لمدة أطول من 5 إلى 6 ثواني في المرة على كمية الأكسجين الذي يصل للطفل، مما يؤدي إلى إصابته بضائقة جنينية.
فيديو يشرح 6 نصائح تساعدك على الدفع أثناء الولادة
https://youtu.be/DR58laVtpRk
تقنيات للتنفس يمكنكِ تجربتها
قد يُفدك أن تمارسي تقنيات التنفس واستراتيجيات الاسترخاء خلال فترة حملك للاستخدام بفاعلية أثناء المخاض والولادة كما يلي:
- استنشقي الهواء من أنفك. ارخي فمك تمامًا وأنت تخرجين النفس ببطء.
- كرري هذه العملية مرة أخرى.
- قد يكون إخراج صوت أثناء الزفير مثل: “آه” يساعدك في التنفس.
- تناولي قليل من الماء ما بين الانقباضات لتتجنبي جفاف فمك.
- فكري في أي شيء يريح أعصابك أو كرري (الاستغفار) وأنت تستنشقين الهواء ثم تخرجينه ولا تدعي ذهنك يشرد عن تكرار الاستغفار.
- ارخي جميع عضلات جسمك وانسي توتركِ فيما تخرجين الهواء من رئتيك، وركزي على العضلات التي تنقبض عادةً لديك في لحظات التوتر.
- لا بد أن تنتبهي للزفير أكثر؛ لأن الشهيق يأتي بسهولة.
كيف أعرف الوقت المناسب كي أقوم بالدفع؟
إذا كنتِ لا تعرفين متى عليكِ الدفع فكوني هادئة، فيمكن أن تخبرك الطبيبة أن الانقباض سيبدأ. ثم تخيلي أنكِ تحتاجين إلى دفع كمية كبيرة من البراز؛ لأنه في نفس الاتجاه الذي تحتاجين أن توجهي جهودك إليه. ثم ادفعي إلى أسفل نحو مؤخرتكِ وأنت تقومي بالعد من 1 إلى 5، ثم خذي بعض الأنفاس ثم ادفعي مرة أخرى.
قد ترغب السيدات في بعض الأحيان بالدفع قبل اتساع عنق الرحم بشكل كامل، وفي هذه الحالة قد تطلب منك طبيبتك عدم الدفع حتى تمنحي عنق الرحم الوقت الكافي للاتساع، وقد يكون من الأمور الصعبة. ويمكن أن تستفيدي من تغيير وضعيتك التي تكونين عليها، بالركوع على أربع بحيث يكون بطنك غير مسنود على شيء ووضع خدّك على الأرض أو الانتقال إلى جانبك، وعند بداية الانقباضات قومي باستنشاق الهواء على أربع دفعات قصيرة وأخرجيه بسرعة ثم كرري تلك العملية.
كما يمكن أيضًا أن تكرري كلمة “يجب ألا أدفع” في عقلك وأنت تنفخين. ويجب أن تتنفسي بطريقة طبيعية بين الانقباضات.
إذا أخذتِ حقنة (إيببيدورال) فلا بد من الانتظار لمدة ساعة على الأقل منذ الوقت الذي توسع فيه عنق الرحم تمامًا قبل أن تبدئي بالدفع إلا إذا ظهر طفلكِ أو شعرتِ بالحاجة القوية للدفع؛ فإن انتظار بعض الوقت يمنح طفلك الفرصة لينزل أكثر إلى الحوض بما يدع الطبيعة تأخذ مجراها وتقوم عنكِ ببعض هذه المهام.
كيف يساعدني مرافقي أثناء الولادة؟
قد يبدو غريبًا لكن مساعدة مُرافقك في التنفس أثناء الولادة من الأمور الهامة والمفيدة؛ فأثناء الولادة قد يكون من الصعب بقاء نفسكِ منتظمًا؛ لأنك تُعانين من الانقباضات المؤلمة في هذا الوقت. ووجود المرافق هام جدًا معكِ ويأتي دوره حيث يقوم بمساعداتك أثناء الولادة ويذكرك دائمًا بضرورة المحافظة على انتظام التنفس ويُشارككِ في تلك العملية. كما أنه يشجعك ويدفعك للأمام عندما تشعرين بالعجز عن الاستمرار، وفي الغالب قد يكون المرافق لكِ هو الزوج أو الأم أو الأخت.
وإليكِ طُرق التنفس أثناء عملية الولادة بالصور
للتنفس أثناء عملية الولادة عدة طُرق سنوضحها فيما يلي مع صور توضيحية لكل طريقة:
طريقة التنفس البطني
عندما تستلقين على سرير الولادة كما بالصورة التالية ركزي فور مجيء الطلقة في المرحلة الأولى من الولادة (وهذه المرحلة تُسمى مرحلة تمدد عنق الرحم) ولا بد من استخدام التنفس البطني كما يلي:
- يرتفع البطن فقط عند الشهيق.
- ضعي يديكِ على وسط أسفل البطن وخذي نفسًا عميقًا ببطء من الأنف إلى البطن (يشترك البطن فقط عند التنفس).
- قومي بتدليك البطن بالكفين بحركات ناعمة وخفيفة من وسط أسفل البطن إلى الجانبين ثم أزفري الهواء خارجًا من الفم ببطء، مع عودة اليدين إلى مكانهم الأول، وكرري تلك الحركة مع التنفس حوالي عشر مرات أثناء الطلقة الواحدة.
طريقة التنفس الصدري
استخدمي التنفس الصدري في تلك المرحلة قبل القيام بدفع الجنيين على النحو التالي:
- ضعي يديك على القفص الصدري أسفل الثديين مباشرةً ثم خذي ببطء نفسًا عميقًا وملئ الصدر (يشترك الصدر فقط عند التنفس).
- ازفري الهواء من الفم ببطء ثم كرري التنفس حوالي 10 مرات خلال الطلقة الواحدة.
- استعملي هذه الطريقة إذا شعرتِ بمضايقة في البطن أثناء استعمال الطريقة الأولى وبذلك قد تتخلصين من الألم. ويمكنكِ مشاهدة وضع الاستلقاء في الصورة التالية:
طريقة التنفس بالاسترخاء على الجنب
لا بد من الاسترخاء بين الطلقة والأخرى ويمكنكِ الاسترخاء على الجنب كما بالشكل التالي:
طريقة التنفس بحبس النفس والدفع
هذه الطريقة تتم في المرحلة الثانية من الولادة وتُسمى (مرحلة الوضع والاندفاع)، وهذه الطريقة هي تُعتبر خدمة تُقدمينها لجنينكِ كي يخرج إلى العالم، ويمكنكِ تنفيذها، وإليكِ الطريقة والرسم التوضيحي للوضعية التي يجب أن تكوني عليها:
- استلقي على ظهرك.
- ارفعي الرأس والرجلين مع أخذ نفسًا عميقًا وحبسه ثم الضغط به إلى أسفل مثلما يفعل الشخص المصاب بالإمساك عند (التغوط)، على أن يكون الضغط إلى الأسفل تدريجيًا وتصاعديًا، ويُكرر هذا مرتين أو ثلاث مرات خلال الطلقة الواحدة.
- عليكِ أن تسترخي إذا ذهبت الطلقة لتستعدي للطلقة التي تليها.
- لا تضغطي في أي وقت قبل مرحلة دفع الجنين. وانظري إلى الوضع الذي بالشكل التالي:
طريقة التنفس السريع والسطحي
- عندما تظهر رأس جنينكِ لا بد من التوقف فورًا عن الضغط للأسفل وعليكِ باستخدام التنفس السريع والسطحي (اللهاث) بدلًا من ذلك لتتفادي تمزق فتحة المهبل خاصةً إذا كنتِ بكر (أول ولادة لكِ).
- قومي بفتح فمك وإرخاء الفك ووضع طرف لسانك على أسنانك الأمامية السفلية، وقومي بالشهيق والزفير من فمك بصوت مسموع وسطحي، وحركي أعلى الصدر خلال هذه العملية مع إرخاء الأكتاف.
- كما يمكنك سرعة التنفس بحيث يصل إلى شهيق أو زفير واحد بالثانية ثم إبطاؤه ثانيةً.
- يمكنك استخدام تلك الطريقة للتنفس إذا كنت تشعرين بالرغبة في الدفع قبل أن يحين وقته، والشكل التالي يوضح الوضعية المناسبة لهذه الطريقة من التنفس:
لأننا نعلم جيدًا مدى توتركِ وخوفكِ من يوم الولادة ونعرف تمامًا ألم المخاض؛ تلك اللحظات التي عاشتها أمهاتنا وجداتنا في ذاك اليوم. لذا قدمنا لكِ سيدتي تقنيات التنفس استعدادًا للولادة وأفضل أساليب الاسترخاء التي صُممت خصيصًا لكِ لتكوني مرتاحة وقت وصول طفلكِ الحبيب.