السعي الحثيث نحو نعمة الذُرية جعل إبرة التفجير طريقة علاجية تلجأ إليها النسوة من صاحبات العقم المرضي أو العقم الغير مُسبب، وأُضيفت لأولئكن شريحة جديدة من النسوة الباحثات عن إنجاب توأم.
إن استعمال إبرة التفجير لا ينبغي أن يكون على عواهنه تحت ضغط الألم النفسي من فقدان القدرة على الإنجاب، أو تبعًا لهوى في تحقيق رغبة ما، فكما أن لها مميزات يشوبها بعض العيوب، تابعي هذه السطور لتتعرفي على كل ما يخص إبرة تفجير البويضة.
مدلول تفجير البويضة
عندما تُصاب الأنثى بحالة صحية تجعل البويضات المُنتَجة غير قادرة على النضج لتصبح مُلائمة لإتمام مراحل الإخصاب بفعل الحيوان المنوي؛ يلجأ الأطباء إلى علاجها بأنواعٍ من الحقن والأقراص التي تلعب دورًا في تحفيز هرمونات الغدة النخامية الموجودة بالدماغ، وهو ما يُعزز حث البويضة على النضوج أو ما يُعرف لغويًا بالإباضة.
إبرة التفجير
من الوصف السابق لدلالات مُصطلح تفجير البويضة يُمكننا وصف إبرة التفجير بأنها حقن تُوصف للواتي يُعانين من أمراض إنجابية تحول دون نضج البويضات، وعلى رأس قائمة مثل هذه الأمراض متلازمة تكيس المبايض التي يكون فيها المبيض قادرًا على إنتاج البويضات، إلا أنها جميعًا بويضات معيبة لا تقدر على إكمال مراحل التطور والنضج لتكون جاهزة للاختراق والتخصيب وقت التلاقي مع الحيوان المنوي.
جدير القول أن إبرة التفجير تتوافر في الأسواق تحت مُسمياتٍ تُجارية مُختلفة، والاسم الأشهر لها هو حقن الجونادوتروبين أو حقن تنشيط التبويض، حيث إنها مسئولة عن تنشيط هرمون تنبيه الجريب المعروف اختصارًا بـ FSH والمتوافر في الغدد التناسلية للمبيضين ويتم إنتاجه بمعرفة المشيمة.
للعلم كانت حقن الجونادوتروبين تُستخدم سابقًا في تثبيت الحمل، ولكن ما إن اكتُشف أثرها على نشاط المبيض للدرجة التي قد تؤدي إلى تضرر الأنثى الصحيحة الغير مُصابة بتكيس المبايض مُنع استخدامها في هذا الصدد.
كذلك فإن حقن الجونادوتروبين يُمكن وصفها للذكور لأنها تُساعد في تنشيط خلايا الخصيتين وتعزيز إنتاج الحيوانات المنوية.
قد يهمك أيضًا: العلاجات والمكملات الطبيعية التي تساعد في علاج العقم لدى المرأة والرجل
ماذا نعني بتكيس المبايض؟
لا يُمكن إتمام الحديث عن إبرة التفجير دون التطرق لشرح متلازمة تكيس المبايض، فعلى اعتبار أنها المرض الرئيسي الذي يحث الطبيب المعالج على اللجوء إلى إبرة تفجير البويضة كإجراء جدي في علاج عواقب المتلازمة الصحية المُتمثلة في العقم وعدم الإنجاب.
كما ذكرنا آنفًا متلازمة تكيس المبايض هي الحالة المرضية التي يكون فيها المبيض سليمًا مُعافًا وقادرًا على الإنتاج، إلا أن مُنتجاته من البويضات لا تُكمل رحلتها إلى النهاية للاستفادة منها، ومن بين أبرز أعراض تكيس المبايض ما يلي:
- اضطراب الهرمونات بالجسم، وهو ما يتبعه زيادة مُعدلات هرمون الذكورة وانخفاض مُعدلات هرمون الأنوثة على عكس الطبيعي والمُستساغ، ولذلك تُعاني المريضات حتمًا من زيادة نمو الشعر في مناطق بجسد المرأة لا ينبغي أن ينمو فيها الشعر بالأساس.
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها لفتراتٍ مُتواصلة.
- تأخر الحمل أو العقم التام.
وتجدر الإشارة إلى أن الإصابة بتكيس المبايض وحدها لا تُعد مُبررًا طبيًا مُباشرًا لاستخدام إبرة التفجير، فليس كل تكيس في المبايض أفضى إلى العقم يُعالج أثره هذا إبرة التفجير، ولكن ما إن حدثت ظواهر وشواهد مُعينة يكون خيار استعمال إبرة تفجير البويضة هو العلاج الأمثل والوسيلة الأدق لحدوث الحمل، ومن أهم الحالات التي تستدعي اللجوء إلى إبرة التفجير وقد تؤتي ثمارها معها ما يلي:
- العقم الأنثوي المجهول الأسباب.
- إذا ما حدث الحمل وما لبثت أن عانت الحامل من إنذارات وأعراض حدوث الإجهاض وهي مازالت في الشهور الثلاثة الأولى لحملها.
- إذا ما فشلت كل الطرق الأخرى في علاج تكيس المبايض أو السيطرة على مضاعفاته على الصحة الإنجابية.
قد يهمك أيضًا: علاج العقم للنساء بالأدوية والعمليات الجراحية
عمل إبرة التفجير بالجسم
حين تُحقن الأنثى بالجونادوتروبين؛ فإن الحقنة تنشر في الجسم هرمونًا اصطناعيًا يعمل على حث وتنبيه وتنشيط الغدد التناسلية بالمبيضين، ومن ثَم يزداد إنتاج البويضات القادرة على إكمال دورتها نحو التخصيب.
لابد من التأكيد على أن إبرة التفجير تُعد عنصرًا من بين عناصر عدة يتكون منها البرنامج العلاجي لتنشيط الإباضة والتخلص من العقم، وبمعنى آخر لا يُمكن الاكتفاء بها منفردة لتحقيق النتيجة المطلوبة، كما ينبغي التأكيد على أن فاعلية إبرة التفجير في تحقيق النتائج المرجوة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمرحلة العمرية للمرأة.
طُرق أخذ الإبرة وميقاتها
تؤخذ إبرة تفجير البويضات بإحدى طريقتين، إما تحت الجلد، وإما في العَضَل، بينما أنسب أوقات أخذها فيُحدد من قِبل الطبيب الخبير، حيث إنه يقوم بقياس حجم الحويصلة المبيضية وما إن يتأكد من أن قُطرها يبلغ 18 ملليمتر حتى يُوجِّه بأخذها.
في غضون أسبوع إلى أسبوعين على الأكثر تظهر نتائج فاعلية إبرة التفجير في جسم الأنثى، حيث يُحدد الطبيب ميعاد التبويض الشهري، ومن ثَم يُعطي حقنة الجونادوتروبين للمرأة، لتبدأ الحقنة عملها في ضخ هرمونيّ الأستروجين والبروجسترون في البويضات لتنشيط تطورها.
يلزم الطبيب فحص المرأة بالسونار عقب أخذ الحقنة بـ 24 ساعة حتى يتثنى له متابعة خروج البويضات، علمًا بأن البرنامج العلاجي الهادف إلى حدوث الحمل قد يستغرق ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر تُفحص فيها المرأة دوريًا لثلاث مرات أسبوعيًا بالموجات فوق الصوتية لمراقبة حركة البويضات وتأكيد مدى امتصاص هرمون الجونادوتروبين في الدم.
قد يهمك أيضًا: العقم والضغط النفسي .. هل من علاقة؟
التوقيت الأنسب للجماع بعد الحقنة
عادةً ما تنزل البويضة عقب أخذ إبرة التفجير بـ 24 ساعة فقط، وهو نفس مُعدل عمرها، والبعض منها قد يمتد أجله إلى 48 ساعة، ولذلك يتوجب على المرأة ممارسة العلاقة الحميمة فور أخذ الحقنة قبل أن تموت البويضة.
وتجدر الإشارة إلى أن وضعية الجماع من الخلف تُعد الأكثر مثالية لحدوث الحمل بعد إبرة التفجير، خصوصًا عند استلقاء المرأة على ظهرها لعدة دقائق بعد الانتهاء.
الآثار الجانبية للعلاج بإبرة تفجير البويضة
شأنها شأن كل الأدوية والمُستحضرات العلاجية تظهر لإبرة التفجير بعض الآثار الجانبية والمُضاعفات الصحية، ولذلك يجب العلم بها والتنبه إليها قبل القرار باستخدامها، ومن أبرز آثارها الجانبية:
- إصابة المرأة بمتلازمة فرط نشاط المبايض، وهي المتلازمة التي تجمع أعراض مُستمرة للغثيان والقيء والإسهال، ألم من خفيف إلى متوسط أسفل البطن، ومع تطورها واشتدادها قد يصل الأمر إلى تورم المبايض مع تراكم السوائل بالجسم.
- تشوش الرؤية وازدواجها.
- اعتلال صحة البشرة عبر إمكانية إصابتها بالتهيج والاحمرار والحكة نظرًا لاختلال الهرمونات.
- الإصابة بنزيف مهبلي ناتج عن نزيف الرحم.
- الشعور بآلام شديدة وقاتلة في منطقة الحوض.
- تورم اليدين أو الساقين.
- الدخول في نوباتٍ من ضيق التنفس.
- قلة التبول.
- إمكانية حدوث جلطات دموية.
- الشعور بصداع شديد ومُستمر.
- الإصابة بالاكتئاب.
قد يهمك أيضًا: 12 نصيحة مفيدة لحدوث الإنجاب
الممنوعات من استعمال الإبرة
يُمنع على حالات خاصة من النساء اللجوء لإبرة التفجير كعلاج للعقم، وذلك عند:
- إصابة المرأة بنوعٍ من السرطانات الهرمونية مثل سرطان الثدي أو سرطان المبيض أو سرطان الرحم أو سرطان الغدة النخامية.
- مرض الغدة الدرقية.
- اضطراب الغدة الكظرية.
- تواتر الإصابة بنزيف الرحم.
- الإصابة بالأمراض الحادة أو المُزمنة في القلب أو الكلى.
- الإصابة بالصرع.
- الإصابة بالشقيقة (الصداع النصفي المزمن).
- الإصابة بالربو.
قد يهمك أيضًا: أسباب مشكلة تأخر الحمل وطرق العلاج للزوجين
بدائل فعالة
أشرنا إلى أن إبرة التفجير قد لا تُناسب كافة النساء حتى وإن تشاركن في الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، وبناءً عليه إن احتاجت المرأة لتنشيط عملية الإباضة ولا تنفعها إبرة التفجير قد يوجهها الطبيب إلى تناول حبوب كلوميد بجرعاتٍ مُناسبة لحالاتها وتبعًا للتشخيص، وهي من أنواع الحبوب المسئولة عن تعزيز إفراز هرمون الجونادوتروبين بالجسم بصورة طبيعية جدًا لها نفس النتائج في تنظيم عمل الغدة النخامية، وهو المطلوب لحدوث الحمل.
العلاقة بين إبرة التفجير وإنجاب توأم
شاعت عن إبرة التفجير أنها ذات دورٍ فعال في إنجاب التوائم لأثرها في انشطار البويضة وقت التلقيح، وللأسف الشديد هذه معلومة مغلوطة تمامًا ولا أساس علمي لها، فالقاعدة الطبية العامة تقول أن إنجاب التوائم ليس له حاكم ولا يُسيطَر عليه بالأدوية أو التدخلات الطبية.
وبالتالي لم يُثْبَت لإبرة تفجير البويضة أو لغيرها أنها أساسية في إنجاب توأم، بل إن ما أثبتته الأبحاث العلمية وأكده الواقع المُشَاهَد هو أن من المُضاعفات الصحية والآثار الجانبية نادرة الحدوث ولادة توأم أو أكثر.
إبرة التفجير مُفيدة مع حالاتٍ بعينها يقررها الطبيب وفق ما بحوزته من فحوصاتٍ وتحاليل وتقاريرٍ طبية، ولكنها أكثر ضررًا وأشد فتكًا بصحة الأنثى إذا ما استعملت دون استشارة طبية لهثًا وراء ما يُشاع عنها بقدرتها على إنقاص الوزن أو تدخلها في إنجاب التوائم.
للمزيد: كيف يحدث الحمل والعوامل التي تؤثر على الخصوبة