قد تلاحظ كثير من الأمهات ظهور بقع أو علامات على أجسام أطفالهن حديثي الولادة، فهي تظهر إما بعد الولادة مباشرةً أو بعد مرور فترة من الولادة، والمسمى المتعارف عليه لتلك العلامات هو الوحمات (Birth Marks) أو الشامات أو الخال (Moles).
تظهر الوحمات لدى الأطفال حديثي الولادة إلا أنها تختفي بعد مرور فترة من الولادة أو تختفي مع مرور الوقت أثناء نمو الطفل. ولكن كثير من الأمهات يراودها القلق عند رؤية تلك العلامات على صغيرها، حيث أنها لا تدرك هل لتلك العلامات ضرر على مولودها أم أنها من العلامات المؤقتة التي سوف تختفي مع مرور الوقت؟ لذا للتعرف على المزيد بخصوص تلك العلامات وأسباب ظهورها نقدم لكل أم هذا الموضوع عن الوحمات وأنواعها.
ما هي الوحمة (Birth Mark)؟
هي علامات تظهر على جلد الطفل حديث الولادة أو بعد عدة أشهر من الولادة، والوحمة هي مجرد عيب تكويني في جزء من أجزاء الجلد، فهي عبارة عن تشوهات لا وراثية تنجم عن اضطراب في التطور الجيني. وقد تكون الوحمات موجودة عند الولادة (وحمات خلقية)، أو تظهر بعد فترة من الولادة (وحمات مكتسبة). فحوإلى أو قرابة الـ 80% من الأطفال حديثي الولادة تظهر لديهم نوع من أنواع الوحمات، وبعض هذه الوحمات تستمر مع الطفل لباقي العمر والبعض الآخر يتلاشى مع مرور الوقت.
تتراوح علامات الميلاد (الوحمات) من بالشكل الملحوظ إلى التشويه، ويمكن أن تكون علامات الميلاد مسطحة أو مرتفعة عن سطح جلد الطفل، ولها حدود منتظمة أو غير منتظمة، كما أن لها ظلال مختلفة من التلوين من البني الفاتح وصولًا إلى القتامة أسود أو أزرق شاحب إلى الوردي أو الأحمر أو الأرجواني.
أسباب ظهور العلامات أو الوحمات لدى الأطفال حديثي الولادة
يعتقد الكثيرون أن الحامل إذا شعرت برغبة لأكل شيئًا ما من فاكهة أو خضار أو حتى نوع من الأسماك أو غير ذلك ولم تأكله؛ تكون النتيجة ظهور الوحمة على جسم مولودها، غير أنها تأخذ شكل الشيء الذي تمنته ولم تأكله، وتظهر الوحمة في أي مكان بالجسم. ولم يثبت علميًا صحة تلك الاعتقادات أو أن عدم مقدرة الأم من تلبية رغبتها لأكل شيء معين هو ما يتسبب في ظهور تلك العلامات على جسم مولودها. فالوحمات قد تظهر نتيجة لتجمع بعض الأوعية الدموية تحت جلد الطفل حديثي الولادة، ويكون لونها بداية من اللون الوردي إلى الأحمر المزرق حسب عمق هذه الأوعية الدموية، أو تكون الوحمة ناتجة عن نمو غير طبيعي للخلايا الصبغية، والتي عادةً ما يكون لونها بني أو رمادي أو أسود.
أنواع الوحمات لدى الأطفال حديثي الولادة
وبشكل عام يمكن تقسيم أنواع الوحمات إلى قسمين أساسيين:
علامات (وحمات) تظهر مع الولادة
مثل: الوحمات الزرقاء أو ما يطلق على ها البعض بالوحمة المنغولية، وهي علامات غير خطيرة ويمكن ظهورها بأي منطقة من جسم الطفل، وهي شبيهة بالكدمة إلى حد كبير، وتلك الوحمة تظهر مع الولادة وقد تتلاشي خلال سنوات قليلة من ظهورها. كما يوجد أيضًا نوع من أنواع الوحمات مسمى بقبلة الملاك وفي الغالب تكون باللون البنّي، وغالبًا هذا النوع من الوحمات يظهر بالشفة العلى ا أو بمؤخرة الرقبة، وتزول هذه الوحمة خلال سنوات قليلة من ظهورها.
علامات (وحمات) تظهر بعد الولادة
هذا النوع من الوحمات تكون باللون البنيّ، وتكون ذو شكل مسطح وملساء، وهي تظهر عند الطفل خلال أول شهرين من عمره، وتشبه النمش بشكل كبير، والبعض يعتقد بأنها نمش. وهذه الوحمات يمكن أن تكون من النوع الحميد وهذا هو الحال غالبًا، وأحيانًا يوجد منها أنواع وحمات مسرطنة ولكن بنسبة قليلة جدًا.
ففي حالة ملاحظة انتشارها بكثرة على جسم الصغير وعدم التجانس في لونها والزيادة في حجمها؛ فيجب مراجعة الطبيب فور ملاحظتك ذلك؛ للقيام بوصف العلاج المناسب في الوقت المناسب. وعلى الأم أن تكون حذرة بقدر المستطاع؛ لأن أحد أسباب ظهور الشامات والوحمات هو تعرض جسم الطفل إلى أشعة الشمس المباشرة، وبالأخص الأطفال صغار السن ذوي البشرة البيضاء.
كما توجد وحمات لونها أحمر وتكون مرتفعة قليلًا عن سطح جلد الطفل، وشكلها يشبه حبة الفراولة الفاتحة أو الغامقة، ومثل تلك الوحمات دائمًا ما تكون كبيرة في الحجم ومتعددة الأشكال؛ فيكون شكلها في البداية بقع على الجسم باللون الأحمر ذو شكل مسطح وتحاط بهالة بيضاء اللون. كما يُلاحظ حدوث تغيُرات في حجمها، حيث يكبر حجم البقع الحمراء ليصل إلى حدود الهالة البيضاء. تظهر تلك النوعية من الوحمات في أكثر من منطقة من جسم الطفل، أغلبها تكون في المناطق المغطاة أو الغير مكشوفة بجسم الطفل، كالبطن أو الظهر أو على جلد الرأس تحت الشعر.
أنواع الوحمات لدى الأطفال حديثي الولادة الأكثر شيوعًا
تتعدد أنواع العلامات أو الوحمات الأكثر شهرة لدى الأطفال حديثي الولادة من حيث ألوانها، وأشكالها وأسباب ظهورها، ومتى يمكن أن تتلاشى من جسم الصغير، ويمكن تقسيم هذه الأنواع كالتالي:
وحمة سالمون باتش
هي علامات تشتهر باللون الوردي، مسطحة الشكل، وظهورها ناتج عن تجمع العديد من الأوعية الدموية التي تقرب من الطبقة السطحية لجلد الطفل، وتُعد هذه الوحمات من الأنواع الأكثر شهرة عن أنواع الوحمات المختلفة، حيث أن حوإلى سبعون بالمائة من الصغار تظهر لديهم واحدة فأكثر. تصبح تلك الوحمة أكثر وضوحًا عند بكاء الطفل بشدة، أو عندما ترتفع درجة حرارته، وتوجد غالبًا على الجزء الخلفي للرقبة، وعادةً ما تختفي عندما يصل الطفل لسن البلوغ، أما ما يظهر منها على منطقة الجفون أو الجبهة فهو في الغالب يختفي عندما يصل الطفل لعمر السنتين.
بقع الشكولاتة أو كما يُطلق على ها (قهوة بالحليب)
تكون بقع بنية اللون تميل إلى اللون البني الخفيف إلى المتوسط شبيهة بالشوكولاتة باللبن إلى حد كبير، وتكون أيضًا ذو شكل مسطح. وتُعد من الوحمات الصبغية والتي تحدث نتيجة لحدوث خلل أثناء النمو الطبيعي بالخلايا الصبغية حيث أنه حوإلى من عشرين بالمائة إلى خمسين بالمائة من الرضع تظهر لديهم واحدة من تلك البقع أو أكثر، وغالبًا ما تزول مع مرور الوقت إلا أنها في بعض الأحيان قد يكبر حجمها ويتغير لونها ليصبح أغمق كلما تقدم سن الطفل، فإذا لاحظتي ظهور مثل هذه الوحمات بجسم طفلك وبكثرة فيجب مراجعة الطبيب فور حدوث ذلك.
وحمة البقع المنغولية
تلك البقع يكون لونها رمادي أو أزرق، وتكون ذو شكل مسطح، وذو حجم كبير، وغالبًا ما تظهر بالأرداف أو بأسفل الظهر، وتكون أكثر شيوعًا لدي الأطفال ذوي البشرة السمراء أو الخمرية، وغالبًا ما تزول قبل بلوغ الطفل عمر المدرسة، وفي حالات أخرى تظل مع الطفل لبقية عمره.
بقع كبيرة وردية أو أرجوانية اللون
توجد عادةً على رأس الطفل أو وجهه، والنوع الفاتح من هذه الوحمات قد يختفي بمرور الوقت، ولكن الغالبية العظمى من تلك البقع يكبر حجمها ويصبح لونها أغمق وتصبح أكثر سمكًا.
وحمة ورم وعائي تشبه حبة الفراولة (الوحمات الدموية)
تكون ناتجة عن تجمع العديد من الأوعية الدموية تحت جلد الطفل، وتتميز باللون الأحمر، وغالبًا ما تظهر على الصدر أو الظهر أو الرأس أو الوجه، ويتم ظهورها بعد مرور عدة أسابيع من ولادة الطفل، ويستمر نمو هذا النوع من الوحمات خلال أول سنة من عمر الطفل، وتزول مع بلوغ الطفل لسن التسع سنوات، وغالبًا ما تترك آثار بسيطة مكانها، وتُعد الأكثر شيوعًا عند البنات حديثي الولادة.
كما يوجد شكل آخر لوحمة الورم الوعائي، ولكنها تكون أعمق، فهي تكون عبارة عن مجموعة من الأوعية الدموية التي تتجمع تحت جلد الطفل، وتتميز باللون الأزرق الداكن، وعادةً ما تظهر بالرأس أو الرقبة، وتوجد عند الولادة وتزول عند سن البلوغ.
هذا الفيديو يوضح مشكلة الوحمات الدموية وأسبابها وأحدث طرق العلاج.
الشامة
تظهر عند الولادة أو بعدها، ويمكن أن توجد في أي مكان من جسم الطفل، وتكون ذو شكل مسطح ومرتفعة عن الجسم، ويكون لونها بنيّ أو أسود، وبها شعر أو لا يوجد بها، وتختلف في الحجم، وتظهر عند حوإلى 1% من الأطفال حديثي الولادة، ومعظمها لا يكون خطير، ولكن يجب متابعتها باستمرار، وإذا حدث لها أي تغيير؛ لا بد من استشارة الطبيب فور ملاحظة هذا التغيير، وأيضًا الشامة كبيرة الحجم ينبغي متابعتها باستمرار لدى الطبيب المختص (طبيب الأوعية الدموية).
هذا الفيديو يشرح مشاكل الوحمات لدى الطفل الوليد د. سمير غويبة
ما هي مضاعفات الوحمات؟
أوضح أحد الأطباء الباحثين أنه قد يوجد مضاعفات في بعض حالات الوحمات، ومن أهم تلك المضاعفات أنها تقوم بالضغط على الأوعية، وفي بعض الأحيان يحدث التهابات أو نزيف أحيانًا، غير أن الوحمات لها تأثير نفسي وشكل جمإلى للطفل إذا كان وجودها بالوجه أو بأماكن ظاهرة من جسم الطفل؛ لذا ننصح كل أم باستشارة الطبيب في حالات ظهور الوحمات كبيرة الحجم أو البارزة أو في حالة حدوث تغيرات لشكل الوحمات وأحجامها للاطمئنان على سلامة مولودها.
ما هي طريقة العلاج الصحيحة للوحمات؟
بخصوص طريقة العلاج الصحيحة للوحمات فقد وُجد مؤخرًا طرق علاج كثيرة من أهمها وأبرزها العلاج عن طريق أشعة الليزر، ويوجد العديد من الطرق الأخرى للعلاج كالجراحة أو بالحقن لتليين أنسجة الوحمات، والعلاج بالتبريد، وغير ذلك من طرق علاجات مختلفة، إلا أنه أهم من معالجة الوحمات كي نتخلص من شكلها هو أننا نحاول معالجة نفسية الطفل في المستقبل التي سوف تتأثر إذا ما تركت هذه الوحمات آثار على جسده خاصةً في الأماكن الظاهرة، وبشكل أكثر نفسية البنات.
وأخيرًا فإن معظم علامات الميلاد أو الوحمات لدى الأطفال حديثي الولادة عادةً ما تكون غير مؤلمة وغير ضارة، وغالبًا ما تختفي مع مرور الوقت، إلا أنه يُفضل استشارة الطبيب دائمًا للتأكد من سلامة أطفالنا، وأرجو أن أكون قد قدمت معلومة نافعة لكل أم لعلها تكون في ميزان حسناتنا.
مقالات أخرى قد تهمك:
اترك تقييم