ابني يتبول ليلًا، ولكن يتحكم في الأمر نهارًا، هل هُناك شيء خاطئ به؟ هل عليّ أن أذهب للطبيب؟ هل أخطأت بشيء وأنا أعلمه كيف يتحكم بالتبول نهارًا؟
هذه الأسئلة وغيرها الكثير تدور في ذهن أي أم ما أن يتمكن طفلها من التحكم في قدرته على التبول نهارًا، لذلك سنوضح في الموضوع التالي ما هو التبول الليلي لدى الأطفال ومتى يجب أن ينتابكِ القلق بخصوص هذا الشأن، ومتى يكون أمر طبيعي لا يستدعي القلق، وما يجب عليك أن تفعلينه، وما لا يجب فعله حيال هذا الموضوع.
ما هو التبول الليلي لدى الأطفال ؟
التبول الليلي ويُعرف أيضًا بالتبول اللاإرادي هو عدم قدرة الطفل على التحكم في مثانته أثناء النوم. وتبدأ الأم في ملاحظة هذه المشكلة ولكن يتمكن الطفل من التحكم في عملية التبول أثناء النهار؛ حيث قد تعتقد الأم أنه ما دام الطفل تمكن من التحكم في الأمر نهارًا فيجب عليه أن يتحكم فيه ليلًا. ولكن هذا خاطئ؛ وذلك لسبب أساسي أن الطفل يكون نائمًا، لذلك قد يحتاج إلى بعض الوقت حتى يستوعب عقله الذي ينمو ويستوعب معني الإشارات التي تصدرها مثانته عندما تمتلئ وذلك أثناء استغراقه في النوم كما يعتمد هذا بشكل كبير على سبب حدوث الأمر.
أنواع التبول الليلي لدى الأطفال
هُناك نوعين من التبول الليلي أو التبول اللاإرادي لدى الأطفال:
- النوع الأول: بالنسبة للطفل الذي لم يسبق له التحكم في قدرته على التبول ليلًا، أو مضت فترة أقل من 6 أشهر على توقفه عن التبول الليلي.
- النوع الثانوي: وهو أن يعود الطفل للتبول ليلاً بعد أن يكون قد توقف عن ذلك تمامًا، وكانت المدة مُنذ توقفه تزيد عن 6 أشهر.
أسباب التبول الليلي لدى الأطفال
- صغر حجم المثانة الخاصة بالطفل.
- وجود تشوهات خلقية في جهازه البولي.
- وجود التهابات بالمثانة أو أي مرض آخر مثل: مرض السكري.
- إن كمية البول التي يفرزها الجسم ليلًا أقل من التي يفرزها نهارًا، ولكن عند بعض الأطفال يقوم الجسم بإفراز ليلًا نفس الكمية التي يفرزها نهارًا، وذلك بسبب حدوث اضطراب في الهرمون المسئول عن هذا الأمر.
- إصابة الطفل بالإمساك وخاصةً إذا استمر هذا لفترة طويلة قد يكون أحد أسباب حدوث التبول الليلي.
- تناول المشروبات المدرة للبول مساءًا، مثل: المشروبات الغازية أو الشاي أو القهوة وأيضًا كثرة تناول الشوكولاتة ليلًا؛ لأنها مدره للبول، أو الإكثار من تناول المشروبات ليلًا سواء مياه أو عصائر حتى إذا لم تكن مدرة للبول.
- وقد يكون السبب نفسي، ويكون هذا واضح بشكل كبير في النوع الثاني من التبول الليلي، فتلاحظ الأم أن ابنها الذي توقف عن التبول ليلًا عاد إلى ذلك مرة أخرى بعد إنجابها لطفل آخر، وقد يحدث أيضًا مع اقتراب موعد ذهابه للمدرسة، أو في أيامه الأولى بها.
- النوم العميق: ليست المشكلة في النوم نفسه، ولكن بعض الأطفال يتأخر لديهم نمو الجزء المتعلق بتنبيه الطفل واستجابته للإشارات العصبية مثل: امتلاء المثانة أثناء نومه.
فيديو يتحدث عن التبول اللاإرادي عند الأطفال أسبابه وطرق علاجه
هذا وقد أثبتت الدراسات أنه إذا كان الأهل أو أحدهما يُعاني من صعوبة في التحكم في التبول ليلًا، يحتمل أن يواجه أبنائهم نفس الصعوبة بنسبة 44% إذا كان أحدهما فقط، وتزيد لتصل إلى 77% إذا كان كلاهما.
علاج التبول الليلي لدى الأطفال
بعض الأمهات ما أن تقرأ كلمة علاج ستنتظر أن أكتب لها اسم الدواء الذي عليها استخدامه، أو الطبيب الذي عليها الذهاب إليه، ولكن يجب أن تعرفي أنه إذا كان طفلك أقل من خمس سنوات فإن هذا شيء طبيعي جدًا وهناك علاج لهذا الأمر ولكنه حل مؤقت فما أن تتوقفين عن إعطاء ابنك الدواء سيعود الأمر مرة أخرى، لذلك ليس هناك حل سوى السير في الطريق الطويل الذي قد يستغرق أشهر.
لا تلجئين إلى العلاج أبدًا بدون استشارة الطبيب، وعليكِ أن تدركي أن معظم الأطفال يتمكنون من التوقف عن التبول ليلًا قبل إتمام الخامسة دون استخدام أي علاج، أما إذا استمر الأمر لدى طفلك أكثر من ذلك فقد تكوني في حاجة لاستشارة الطبيب.
قبل أن نتحدث عما عليكِ فعله هناك شيءٌ هام وهو أن أي نوع من أنواع العقاب ممنوع، لن يساعد في الحل أبدًا بل قد يكون السبب في تفاقم الأمر، والعقاب هنا لا أعني الضرب فقط بل أيضًا لا تلوميه ولا تعنفيه لفظيًا، أيضًا لا تُخبري أي أحد عن هذا الأمر، فلا تُخبري جدته أو عمته أو أصدقائه، وإذا أمكن ألا يعرف أحد من أخوته عن هذا الأمر فسيكون هذا أفضل؛ فإخبار الآخرين عن الأمر هو عقاب للطفل، وخصوصًا إذا فعلتي هذا أمامه، فهذا سيجعله يشعر بالحرج والخجل أمام الآخرين، وسيؤثر على حالته النفسية مما قد يزيد من حالته سوءًا.
فبعض الأمهات قد تتعمد إخبار الآخرين عن هذا الأمر، وخصوصًا إذا كان هذا الشخص مُقرب لابنها أو مُفضل عنده، مُعتقدة أنها إذا فعلت فسيشعر ابنها بالحرج وسيقوم بالتحكم في الأمر، ولكن بالعكس أنت تصعبين الأمر على ابنك فقط.
يجب أن تدركي أن ابنك لا يحب هذا الأمر أيضًا ولا يفعله عنادًا أو ليغضبك أو يتحداك، وأنه بالفعل يشعر بالخجل منه ويريد أن يوقفه، فمصطلح التبول الليلي دائمًا يرتبط بلفظ اللاإرادي، فهو يحدث بغير رغبة أو إرادة منه.
شاهدي أيضًا: وصفة الدكتور جمال الصقلي لعلاج التبول اللاإرادي عند الأطفال طبيعيًا
نصائح هامة للوالدين بخصوص التبول الليلي لدى الأطفال
والآن هذه بعض الأمور التي ستساعد طفلك في التحكم في عملية التبول ليلًا:
- إن عملية التحكم في التبول ليلًا تستغرق وقت أطول مما استغرقه التحكم في الأمر نهارًا، لذلك عليكِ بالصبر ولا تتوقعي نتائج سريعة، وأيضًا لا تضغطي على طفلك، فهذا غالبًا ما سيؤدي إلى نتائج عكسية.
- يُعاني الأطفال الذكور من هذا الأمر أكثر من الإناث، ولكن ليس هناك معيار أو مقياس مُحدد لذلك فلا تُقارني، ولا تنتظري أن يتمكن ابنك من التحكم في التبول الليلي في نفس المدة الذي استغرقها أخيه أو أخته لذلك لا تُقارني؛ فلكل طفل سرعة نمو مختلفة حتى بين الأخوة.
- اجعلي طفلك يعتاد على الذهاب إلى الحمام دائمًا قبل النوم مباشرةً.
- قومي بإيقاظه ليلًا ليذهب للحمام، ويُفضل أن يكون في ميعاد ثابت حتى يعتاد مع الوقت الاستيقاظ في هذا الميعاد والذهاب للحمام.
- تأكدي أن الطريق من مكان نوم الطفل إلى الحمام مُضاء؛ حتى يسهل عليه الذهاب إليه في حال استيقاظه من تلقاء نفسه.
- إذا تبول على نفسه ليلًا، تذكري لا تغضبي منه، واجعليه يبدل ملابسه بنفسه إذا أمكن، ويرتب السرير أيضًا.
- قومي بمكافئته إذا مرت ليلة دون أن يتبول على نفسه، ثم بعد فترة اجعلي المكافئة إذا مرت ليلتين متتاليتين دون أن يتبول على نفسه، ثم بعد فترة اجعليها كل ثلاث ليالٍ، وهكذا. ولكن احذري عند مكافئته لا تبيني سبب المكافئة أمام الآخرين.
- لا تستخدمي البامبرز ليلًا؛ لأنه يقلل الحافز لدى الطفل، ويجعل الأمر صعبًا على الطفل استيعاب أن عليه التحكم في نفسه ليلًا.
- امنعي المواد المدرة للبول مع غروب الشمس كالمشروبات الغازية أو المحتوية على مادة الكافيين أو المشروبات الغنية بالسكر كالعصائر.
- قللي شرب المياه ليلًا بقدر الإمكان، لكن لا تمنعيها حتى لا تسببي لطفلك الجفاف، فقط لا تجعليه يُكثر منها.
هل إسراع الطفل إلى الحمام عند رغبته بالتبول نهارًا أمر خاطئ؟
(أريد أن أتبول) ما أن تسمع الأم هذه الكلمة حتى تسرع أو تخبر ابنها بأن يسرع للذهاب للحمام، ولكن هذا يجعل مثانته تعتاد على أن تفرغ نفسها ما أن تمتلئ، وهذا سيشكل مشكلة ليلًا؛ حيث يستغرق الأطفال وقتًا في الاستيقاظ. ولكن عليكِ إخباره أن ينتظر قليلًا ولو لعشر ثوانٍ، بأن تقومي بالعد أمامه من 1-10 وعند انتهائك تجعليه يذهب.
كل بضعة أيام أضيفي ثانية أو ثانيتين، قد لا يتمكن الطفل من التمسك لـ 10 ثواني في بداية هذا التدريب، لذلك لا تغضبي، ولا تزيدين الوقت إلا بعد أن يتمكن من التماسك في الوقت الذي تجعليه ينتظره.
أيتها الأم يجب أن تعرفي أن الأمر يستغرق وقتًا ولا تتوقعي أن تنجحي مرة واحدة، فاذا كانت عدد الأيام الذي يتبول فيها الطفل ليلًا أثناء الأسبوع تقل يومًا كل بضعة أسابيع فهذا هو النجاح المطلوب. ولا تضغطي على طفلك؛ لأن تعرض الطفل للضغط أو التوتر قد يكون السبب في عدم التحكم في التبول ليلًا، ولا تقلقي فجميع الأطفال عانوا من هذا الأمر.
مقالات أخرى قد تهمك:
اترك تقييم