تريدين معرفة متى عليكي حلاقة شعر رضيعك؟ وما هو رأي علماء الدين في حلاقة شعر الطفل الرضيع ؟ وكم يستغرق من الوقت لنموه مرة أخرى؟ وهل لو تم حلاقة شعر الرضيع له أضرار على نمو شعره بعد ذلك أم لا؟ وما هي الفوائد من حلاقة شعر الرضيع؟
كل هذه الأسئلة تدور في ذهن الأم عندما تلد طفلها، خاصةً من كانت أم لأول مرة ولم يسبق لها التجربة بأن تعرضت لمثل هذه المواقف، وهل عليها حلاقة شعر رضيعها أم لا؟
خصوصًا وقد تضاربت الأقوال في هذا الموضوع بين القديم والمُعاصر، فالسيدات الأكبر سنًا ينصحون دائمًا بحلاقة شعر الرضيع، ويعللون ذلك بأنها عادات وتقاليد متوارثة، ولتقوية نمو شعر الطفل في الوقت القادم، ويعللون ذلك أيضًا بأنها سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وحديثًا لهم رأي مختلف عن هذا تمامًا وهو: بأن نترك شعر الرضيع، حيث لو تمت حلاقته سينمو مجعدًا وسيبطئ النمو، ويقولون أيضًا: أن هذه العادة من حلق شعر الطفل الرضيع من الخُرافات الشائعة من القِدم، وأن الشعر لا يتغير ملمسه بحلاقته أبدًا وإنما الدور الأساسي والمهم هو عامل الوراثة، فهو الذي يحدد نوع الشعر ولونه وملمسه.
وأن بحلاقة شعر الطفل يصبح سميك فلا تحاولي قصه، بل ما عليكِ فعله هو غسله بنوع شامبو مُخصص للأطفال حديثي الولادة والإهتمام به.
وإليكم الحقائق الكاملة حول حلاقة شعر الرضيع، والدليل عليه شرعًا، وسنتعرض لبعض النصائح التي لا بد من الأخذ بها في هذا الموضوع.
حلاقة شعر الطفل الرضيع

يبدأ شعر الجنين بالإنبات في ثالث ورابع شهر للحمل، وتعلو بشرته تلك المادة الشمعية لتكسو جلد الرأس تمامًا فتقيه من جفاف البشرة بسبب المكونات التي توجد بداخل الرحم من السائل الأمينوسي.
وبعد ولادة الطفل تبقى مادة الشمع على جسمه ورأسه، مثلما نرى في بعض الأطفال وقد يكسو رأسهم طبقة داكنة اللون من الشمع، وتستمر هذه المادة لعدة أسابيع، وبعض الأطفال تصيبهم هذه المادة بتجميع بكتيريا فيوثر ذلك على نمو شعره.
وقال عن ذلك من سبقونا:
أن حلاقة شعر الرضيع تساعد على النمو الأفضل للشعر بعد ذلك، واشترطوا ذلك في أول أسبوع بعد ولادته، فلو كانت بعد أكثر من أسبوع ذهبت الفائدة بضعف البصيلات ووصول البكتريا لها فيضعف منبتها.
فيظهر من ذلك علميًا أن حلاقة شعر الرضيع له فوائد عديدة وليست خرافات كما يعتقد البعض.
فوائد حلاقة شعر الطفل الرضيع من الناحية العلمية

- إزالة الطبقة الشمعية لتنظيف رأس الطفل من الطفيليات والبكتريا التي تتكون مصاحبة لهذه الطبقة الشمعية.
- حماية لبُصيلات الشعر من التأثر بأي ميكروب، وإزالة العالق بها من الولادة لينبت الشعر نظيف ويجد طريقًا لخروجه من جلد الرأس.
- إزالة الشعـرة الضعيفة يحل محلها القوية والأنعم والخالية من الدهون والقشور.
- نظافة الرأس عقب الولادة يفتح المسام فيقوي حواس (الشم والبصر والسمع) وهذا ما أكده الأطباء، ولا بد أن يرعى في حلاقة شعر الرضيع أن تكون باتجـاه النمو حتى لا يتأذى رضيعك.
وهذا الفيديو يشرح طريقة حلق شعر الرضيع
https://youtu.be/c5pKvVJRb1Y
فوائد حلاقة شعر الطفل الرضيع من الناحية الشرعية
الشرع اعتبر أن شعر الرضيع بما يحتويه من شمع الولادة من الأذى الذي لا بد من التخلص منه بعد ولادة الطفل وقبل أن يمر الأسبوع الأول، فقد حث عليه الشرع، وأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بحلاقة شعر الرضيع بقوله:
((مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دمًا، وأميطوا عنه الأذى)) صحيح أبي داود.
فاعتبر النبي صلى الله عليه وسلم إزالة شعر الرضيع الضعيف من إماطة الأذى أي إبعاده، وفعل ذلك ليحل محل شعره الضعيف شعر قوي وليكون أنفع لرأس الطفل، والتخفيف عن الرضيع وفتح المسام لتقوية باقي الحواس.
فهذه العادة ليست بخرافات لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم بفعلها قبل الأسبوع الثاني، وأن يخرج الأهل صدقة وزن الشعر من الفضة.
وقد جاء في السنة المطهرة أيضًا ما يدل على أن حلاقة شعر الرضيع له فوائد عظيمة سنذكرها، وأنه في اليوم السابع من ولادة الطفل من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمى فيه ويحلق رأسه)) رواه الخمسة وصححه الترمذي.
وجاء أيضًا ما يدل على حلاقة شعر الرضيع والتصدق على الفقراء بوزن شعره ما رواه الترمذي عن علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة على المساكين والأفاوض))، قالت فاطمة: “فلما ولدت حُسينًا فعلت ذلك” أما الآن أصبح التصدق بما يعادلها من مال.
وهذا الفيديو يوضح لماذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلق شعر رأس الطفل بعد ولادته مباشرةً.
https://youtu.be/KeSEWWaelAg
ولا يأتي الشرع بشيء إلا وله فائدة على الإنسانية ويُفضل إتباع السنة النبوية، ولكن يوجد خلاف بين أهل العلم هل حلاقة الشعر للرضيع خاصة بالصبيان فقط أم بالصبيان والإناث؟
وهذا الفيديو يشرح لماذا جاء في السنة حلق شعر رأس المولود
https://youtu.be/P4EeKtgDc78
الخلاف في حلاقة شعر الإناث
اختلف العلماء في (هل يجب على الأنثى أيضًا حلاقة الشعر أم لا؟)
رأي بعض الفقهاء أن حلاقة شعر الرضيع من السنة لكلاهما.
ورأي باقي مذاهب الفقهاء من المالكية والشافعية أن حلاقة شعر الرضيع خاصة بالذكور دون الإناث، وعللوا ذلك أن كلمة مولود لم تُخصص لأحدهما بل شملت الجنسين، وقالوا أيضًا: إن لم يُحلق شعر المولودة الأُنثى فلا إثم على والديها.
فبحلاقة شعر الطفل والتصدق بزنة شعره من الفضة أو ما يعادلها من مال يعزز ويقوي روح التكافل الاجتماعي، ويشارك كل مسلم فرحته مع المساكين والفقراء، ويعم السرور محيط الأسرة بالمولود الجديد ويشاركهم غيرهم مما يظهر تكافل اجتماعي وتراحم وإحسان على الآخرين.
وفي ذلك الحث على نظافة الإنسان من أول مولده وفقًا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ولمقولة “النظافة من الإيمان”، وللقضاء على أمراض القلوب نتيجة حقد أو حسد البعض، والكلام عن ذلك ليس بالأمر المُشكل أو الهام لبساطة أمره، وهناك أمور أكثر أهمية من الانشغال بهذه الأمور، ما عليكِ فعله أن تتبعي السنة فقط في كل شيء وتقومي بالمداومة على نظافة أطفالك.
وندعو الله أن يرزق الجميع أطفالًا أصحاء الأبدان، وأن يرزقهم الله السماحة في وجوههم من أول يوم يولدون فيه.