على طريق التنعم بزينة الحياة الدنيا من البنين والبنات حبانا المولى تعالى بتقنيات طبية جديدة لتحقيق ذلك الهدف، ومن بين هذه التقنيات العلاجية التلقيح الصناعي داخل الرحم IUI. فما هي هذه التقنية؟ وكم نسب نجاحها؟ وكيف تُجرى؟ هذا ما نتعرف عليه في السطور القادمة.
ما هو التلقيح الصناعي داخل الرحم؟
IUI هو أحد أنواع التلقيح الاصطناعي التي يُلجأ إليها لعلاج العقم، وفيه يتم غسل الحيوانات المنوية للذكر وتركيزها معمليًا، ثم يتم زرعها في الرحم مباشرة بالتزامن مع إنتاج المبيض لبويضة واحدة أو أكثر، وبالتالي يحدث الإخصاب.
وفي العادة تستخدم هذه الطريقة في التلقيح الاصطناعي عندما يكون العقم لأسباب معينة سيأتي ذكرها لاحقًا، ويُأمل من هذا الإجراء أن تصل الحيوانات المنوية المنزرعة إلى قناة فالوب في الوقت المناسب لتخصيب البويضة التي تحركت من المبيض إلى القناة، ومن ثَم حدوث الحمل بشكل طبيعي.
وتجدر الإشارة إلى أن الدراسات الطبية أشارت إلى أن نسب نجاح التلقيح الصناعي داخل الرحم IUI إذا ما صاحبه تناول الأدوية المنشطة للتبويض وتحديد ميعاد الإباضة بدقة والتلقيح في الوقت المناسب؛ تختلف باختلاف أعمار السيدات على النحو التالي:
- نجاح بنسبة 16% للسيدات دون 35 عام من العمر، وترتفع هذه النسبة إلى 40% في المحاولة الثانية للتلقيح.
- نجاح بنسبة 11% للسيدات في الأعمار ما بين 35 و39 عامًا، وترتفع النسبة إلى 25% في المحاولة الثانية.
- 5% للأعمار ما بين 40 و42 عاماً.
- 1% للفئة العمرية الأكبر من 43 عامًا، وتنعدم قابلية النجاح لمن هن أكبر سنًا من ذلك.
أسباب التوجه إلى التلقيح الصناعي بالرحم
عادةً ما ينشأ العقم عند الزوجين لأسباب عديدة، ولكن تقنية IUI تحديدًا لا تُستخدم إلا إذا توافر في كلا الزوجين الخصائص الآتية:
الإصابة بالعقم غير المبرر، فبما أن السبب الأساسي للعقم مجهولًا؛ فإنه من الأوجب محاولة إتمام الحمل بشكل طبيعي، لذلك تُستخدم تقنية التلقيح داخل الرحم كعلاج أولي، وفي حالة فشله يُبحث في الأسباب والطرق الأخرى.
إصابة الأنثى بالعقم الناتج عن الانتباذ البطني الرحمي، وههنا لا يتم التلقيح داخل الرحم إلا بعد تناول العلاج الدوائي المحدد للتمكن من الحصول على بويضة ذات جودة مرتفعة.
عقم الرجل ذو العوامل الذكورية كضعف الخصوبة، فإذا ما أظهرت تحاليل السائل المنوي تركيزًا أقل من الطبيعي للحيوانات المنوية، أو أظهرت ضعفًا في حركة الحيوانات المنوية، أو أظهرت تشوهًا في حجمها وشكلها؛ فإن التلقيح الصناعي داخل الرحم هو الحل الأولي للإنجاب، لقدرته على التغلب على هذه المشكلات من خلال تحضير الحيوانات المنوية معمليًا قبل التلقيح.
عقم المرأة الناتج عن كثافة المخاط بعنق الرحم، لأن هذا المخاط السميك قد يعيق حركة الحيوانات المنوية من المهبل إلى قناة فالوب وقت الإباضة، وبالتالي فإن تجاوز عنق الرحم وزرع الحيوانات المنوية مباشرة في الرحم يعزز لقاءها بالبويضة.
العقم الناتج عن حساسية الأنثى ضد البروتينات الموجودة في السائل المنوي، حيث إن بعض السيدات تسبب لهم السوائل المنوية الاحمرار والحرقان والتورم، وبالتالي يرفضون المعاشرة الجنسية، ويُتغلب على هذه الحساسية بالواقي الذكري وعدم القذف داخل المهبل، ولكن هذا الإجراء يحول دون الإنجاب، لذلك يكون الخيار الأمثل هنا هو التلقيح الصناعي داخل الرحم مباشرة، خصوصًا وأن تجهيز الحيوانات المنوية في العمل يؤدي إلى إزالة العديد من بروتينات السائل المنوي، وبالتالي دخولها إلى الأعضاء التناسلية للأنثى لن يتسبب في ظهور أعراض الحساسية.
عوامل الخطورة في الـ IUI
بشكل عام لا يشكل التلقيح الصناعي داخل الرحم أية خطورة على صحة الأنثى، فهو بالعموم إجراءًا طبيًا آمنًا وبسيطًا، وهذا لا ينفي أنه في أحان نادرة جدًا قد تظهر له بعض المضاعفات الصحية، وأهمها:
- العدوى البكتيرية.
- التبقيع والنزيف المهبلي الناتجين عن وضع القسطرة داخل الرحم، علمًا بأن هذه المضاعفة الصحية لا تعوق إتمام الحمل.
- تعدد التوائم وما يتبعه من مضاعفات صحية، وعادةً ما تزيد احتماليته مع استعمال الأدوية المحفزة للتبويض.
آلية تنفيذ عملية التلقيح
قبل التنفيذ:
الخطوة التنفيذية الأولى تتمثل في رصد عملية الإباضة عند الأنثى، تزامن التلقيح داخل الرحم مع توقيت الإباضة عنصر حاسم في نجاح الحمل، ولذلك تتبع عدة طرق للتنبؤ بميعاد الإباضة، ومنها فحص هرمون اللوتنة (LH) في البول، أو تصوير المبيضين بالموجات فوق الصوتية عدة مرات بالشهر. ومن خلال طرق التنبؤ يتم تحديد الميعاد المثالي لإجراء التلقيح داخل الرحم.
في يوم التنفيذ يقدم الزوج عينة من سائله المنوي الطازج في العيادة، أو بإمكانه احضار سائل منوي مجمد.
لتفادي تفاعلات بعض عناصر السائل المنوي مع جسم المرأة بما يمنع الإخصاب؛ يتم غسل عينة السائل بطريقة معملية متخصصة ينتج عنها عزل هذه العناصر، وأيضًا فصل الحيوانات المنوية الطبيعية والنشطة عن الحيوانات المنوية المنخفضة الجودة.
في الأثناء:
الإجراء الجراحي نفسه بسيط ولن يستغرق إلا ما يتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة على أقصى تقدير، وهو لا يحتاج إلى مسكنات ألم أو مخدر.
في أثناء العملية تستلقي الأنثى على سرير العمليات رافعةً ساقيها على الركائب.
يقوم الطبيب بإدخال منظار إلى الرحم عبر المهبل، ثم يقوم من المهبل أيضًا بإدخال أنبوب رفيع (قسطرة) يحتوي على الحيوانات المنوية التي تم غسلها وتجهيزها، ومن خلال فتحة عنق الرحم تدخل القسطرة إلى داخل الرحم وتُدفع الحيوانات المنوية من الأنبوب إليه.
بعد إفراغ كامل محتوى القسطرة من الحيوانات المنوية تُسحب إلى خارج الجسم، ثم يُسحب المنظار كذلك.
بعد العملية:
بعد إتمام التلقيح الصناعي داخل الرحم تظل الأنثى مستلقية على ظهرها ورافعة لسايقيها لفترة زمنية يحددها الطبيب، وبعدها تخرج المريضة من العيادة أو المستشفى لتمارس حياتها الطبيعية بشكل كامل.
ينتظر الزوجان لأسبوعين كاملين ثم تُجرى الأنثى اختبار الحمل المنزلي، كإجراء مبدئي لمعرفة النتائج وإن كان لا يُعول عليه، ففي العادة ما يطلب الأطباء من المريضات فحص الدم كاملًا بعد تمام الأسبوعين لقطع الشك باليقين، فإن حدث الحمل بدأت متابعته الطبية كأي حمل طبيعي، وإن لم يحدث يمكن إعادة إجراء التلقيح الصناعي داخل الرحم IUI مرة واحدة أخرى فقط بعد مرور ثلاثة شهور على الأقل من يوم التنفيذ، فإن لم يحدث حمل أيضًا يوجه الطبيب باستخدام تقنية أخرى لعلاج العقم.
عوامل فشل التلقيح
قد يفشل التلقيح الصناعي داخل الرحم تبعًا لعامل أو أكثر من الآتي:
- عدم اللجوء إلى وسائل تنشيط التبويض والاكتفاء بحقن السائل المنوي في الرحم.
- تخطي عمر الأنثى 35 عامًا بأعوام عدة.
- رداءة نوعية البويضة المتكونة.
- عدم التحضير الجيد للحيوانات المنوية في المعمل، أو عدم صلاحيتها وجودتها بالأساس.
- وجود مشكلات صحية في بطانة الرحم أهمها بطانة الرحم المهاجرة.
- انسداد قناتي فالوب، أو تلفهما بالعدوى.
أخيرًا، فإن مع تقدم العلم والتقنيات الحديثة أصبح من السهل علاج العقم، إلا أنه أولًا وأخيرًا كل شيء بأمر الله سبحانه وتعالى، وأنه جل شأنه يقول للشيء كُن فيكون.
متعكم الله بدوام العافية وقرّ أعينكم بزينة الحياة الدنيا.
للمزيد: كيف تتابعين حساب اسابيع الحمل دون استشارة متخصص
اترك تقييم