على كل أم ترغب بأن يتمتع طفلها بشخصية سوية ومتوازنة ألا تهمل مرحلة طفولته وتبدأ برعايته وتربيته منذ ولادته، وعند ملاحظتها أي سلوك غير سوي لا بد من العمل على تعديله بالطرق المناسبة، وأفضل هذه الطرق هو تعديل سلوك الأطفال باللعب.
إن اللعب في مرحلة الطفولة ليس وسيلة ترفيهية فقط، بل هو من أفضل الوسائل التربوية لتنمية الطفل جسديًا وعقليًا ونفسيًا وإكسابه الخبرات والمعارف المتنوعة ووسيلته للتعبير عن نفسه، لبناء شخصية صحيحة ومتوازنة، لذلك يجب البدء من عنده لتعديل أي سلوك خاطئ يظهر لدى الطفل وفق قواعد محددة نوضحها في هذا المقال.
ماذا نعني باللعب عند الأطفال؟
اللعب هو جميع الأنشطة التي يقوم بها الطفل وتحقق له المتعة، وتشبع ميوله في الاكتشاف وحب الاستطلاع، حيث يعمل من خلالها على تفريغ طاقاته وإشباع حاجاته الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية.
تعديل سلوك الأطفال باللعب
إن أي نوع من أنواع اللعب يمكن أن يستخدم في تعديل وعلاج سلوك الطفل المضطرب وتعديل السلوكات غير السوية لديه، ويعود تحديد نوع الألعاب المناسبة لحالة الطفل للشخص المسؤول عن ذلك سواء أكان المعالج النفسي أو الوالدين أو المعلم أو غيرهم. ومن أنواع الألعاب المستخدمة في تعديل سلوك الطفل نذكر:
اللعب التمثيلي أو الدرامي
يعتبر الللعب التمثيلي من أفضل أنواع اللعب التي يستخدم فيها الطفل كل من جسده وعقله وخياله في تمثيل الأدوار، وينمي فيها مهاراته الاجتماعية مع أصدقائه أثناء مشاركته اللعب معهم والتعاون والمساعدة، وينمي مهاراته في التخطيط للمواقف التي سيقوم بتمثيلها.
كما يستطيع الطفل من خلال اللعب التمثيلي التعبير عن مشاعره وانفعالاته ومشاكله وأفكاره، ويكتسب المعرفة بكل ما يحيط به.
اللعب الفني أو التعبيري
ويتمثل اللعب الفني التعبيري بقيام الطفل بالرسم أو الغناء والعزف أو الرقص، وبذلك يتعامل الطفل مع المواد التي يحتاجها ويتعرف عليها، ويبدأ بالتعبير عن مشاعره فينمو حس التذوق الجمالي لديه وتزداد ثقته بنفسه وتنمو عضلات يديه.
اللعب التركيبي البنائي
يبدأ هذا النوع من اللعب بمحاولات فردية غير منظمة في تجميع الأشياء وتركيبها بأشكال مختلفة، ثم يتحول إلى لعب جماعي منظم ومعقد، وهو من أفضل أنواع اللعب لتنمية مهارات التفكير لدى الطفل مثل المقارنة والتحليل والتنبؤ، والمهارات الرياضية كالتصنيف والتسلسل والترتيب وفقًا لمعيار محدد.
كما أن اللعب التركيبي البنائي ينمي لغة الطفل من خلال حواره مع أصدقائه، ومهاراته الاجتماعية بالتعاون واللعب معهم، وعند إنجازه يشعر بالبهجة التي تعزز ثقته بنفسه.
اللعب الاجتماعي
يساهم اللعب الاجتماعي في تنمية مهارات الطفل الاجتماعية في المشاركة والتعاون، وتنمو لغته من خلال الحوار والنقاش الذي يجريه مع أصدقائه، كما أنه يتعلم الانضباط والخضوع للقوانين.
اللعب الإدراكي التربوي
يشمل اللعب الإدراكي على ألعاب التطابق والتصنيف، والألعاب اللغوية، وألعاب البازل، وكرات بأحجام وألوان متنوعة، وصندوق يحتوي على أشياء متنوعة. ومن خلال هذه الألعاب يتعلم الطفل العديد من المهارات مثل مهارة المقارنة والتحليل والاستنتاج والتركيب والتصنيف والتمييز، ويتعرف أنواع الألوان والأحجام والأشكال، وتنمو عضلاته الدقيقة، ويتطور التآزر البصري لديه.
كما أنه عند مشاركته لأصدقائه في هذه الألعاب تنمو مهاراته اللغوية والاجتماعية وتتعزز ثقته بنفسه.
اللعب البدني الحركي
وهي الألعاب التي يستخدم فيها الطفل عضلاته الكبيرة مثل ألعاب التوازن وتسلق السلالم والأراجيح وغيرها بشرط وجود المساحة الكافية لحركته، وبالتالي تسهم هذه الألعاب في تنمية العضلات الكبيرة لديه، وتنمية مهاراته اللغوية والاجتماعية عند اللعب مع أصدقائه.
اللعب الإبداعي
يشمل اللعب الإبداعي على خرداوات ومعدات متنوعة تساعد على تحفيز خيال الطفل وتنمي حب الاستطلاع والاكتشاف لديه.
كيف يتم تعديل سلوك الأطفال باللعب
تتعدد المجالات التي يستخدم فيها تعديل سلوك الأطفال باللعب، وهذه المجالات هي:
- الأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية في حياتهم كفقدان شخص عزيز أو أساليب التربية الوالدية الخاطئة كالإهمال أو الإساءة.
- أطفال الفئات الخاصة مثل أطفال التوحد، والأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلم.
- الأطفال الذين يعانون من مشكلات نفسية كالاكتئاب أو القلق.
- الأطفال الذين يعانون من مشكلات سلوكية كالسرقة والعنف والكذب.
- الأطفال المصابون بأمراض مزمنة أو أمراض السرطان.
عوامل يجب مراعاتها عند تعديل سلوك الأطفال باللعب
يجب على الشخص المسؤول مراعاة الأمور التالية:
- أن تكون الألعاب المختارة تتناسب مع عمر الطفل وحالته.
- الحفاظ على التواصل البصري ومختلف أنواع التواصل مع الطفل.
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه وإظهار إيجابياته.
- استخدام لغة بسيطة ومفهومة من قبل الطفل.
- إظهار المتعة باللعب مع الطفل.
- عدم إحباط الطفل أو إظهاره على أنه فاشل.
- أن يوضح حدود العلاقة مع الطفل منذ البداية.
- منح الطفل الإحساس بالأمان.
- إتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن مشاعره وأفكاره السلبية.
- اختيار الألعاب الآمنة.
المراجع
مقال https://www.counseling.org/resources/library/ERIC Digests/99-01.pdf
اترك تقييم