هل يؤثر فيتامين C على الجنين .. أسئلة وأجوبة

يعتبر فيتامين C (حمض الأسكوربيك) ضروري للمرأة الحامل خلال أشهر الحمل التسعة، وأيضًا ضروري للنمو البدني والتمثيل الغذائي الصحي للأجنة. ولأن فيتامين C قابل للذوبان في الماء، لا يتم تخزينه في الجسم فضلًا عن عدم قدرة أجسامنا على إنتاجه بمفردها، بالتالي الحصول على جرعة يومية صحية أثناء فترة الحمل أمر بالغ الأهمية، فهو يعمل على تعزيز مناعة الحامل ويساعد في امتصاص الحديد والكثير من الفوائد.

لكن السؤال الأهم، هل يؤثر فيتامين C على الجنين؟ وما هي الجرعة الآمنة واللازمة للمرأة الحامل؟ كل ذلك في مقالنا التالي.

لماذا يعتبر فيتامين C مهم أثناء فترة الحمل؟

لا يحمي فيتامين C النساء الحوامل فقط بل هو يساعد على:

  • تعزيز عمل جهاز المناعة للمرأة الحامل، مما يحمي جنينها من الإصابة ببعض الأمراض.
  • له دور في تقليل مخاطر نقص الحديد، لأن هذا الفيتامين يساعد على امتصاص عنصر الحديد اللازم للجسم من الغذاء، مما يمنع إصابة الحامل بفقر الدم الذي ينعكس سلبًا على صحتها وصحة جنينها.
  • يساعد على محاربة الالتهابات وتعزيز التئام الجروح.
  • يعمل هذا الفيتامين كمضاد للأكسدة مما يساعد في حماية الخلايا في الجسم من التلف الذي يمكن أن تسببه الجذور الحرة التي لها دور في مخاطر إصابة المرأة ببعض السرطانات.

قد يهمكِ أيضًا: أهم الفيتامينات للحامل

هل يؤثر فيتامين C على الجنين؟

بقدر ما لفيتامين (C) أهمية في فترة الحمل للحامل والجنين، بقدر ما يكون تناوله باعتدال أمر غاية بالأهمية. فالإفراط في تناول أي مكمل غذائي يمكن أن يسبب مضاعفات أو آثار جانبية قد تؤثر على الحامل والجنين، لذلك على الحامل حماية نفسها وحماية جنينها من خلال:

  • عدم الإفراط في تناول الجرعة الموصى بها في اليوم من المكمل الغذائي، سواء كان من فيتامين C أو أي فيتامين آخر أو عنصر معدني آخر.
  • استشارة الطبيب المشرف على حالتها في فترة الحمل حول أنواع الفيتامينات التي يحتاجها جسمها، والجرعة اليومية الضرورية لها.

عند تناول هذا الفيتامين بكميات زائدة عن الحد الموصى به، يمكن أن يسبب لها الإسهال، أو الحصى الكلوية وهذا ينعكس بشكل سلبي عليها وعلى صحة جنينها.

تأثير نقص فيتامين C على الجنين

إن نقص فيتامين C في جسم المرأة الحامل لا يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة لدى الأم وتكرار إصابتها بالأمراض فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى إلحاق ضرر جسيم بالجنين. من أهم الإصابات:

فيتامين C وتأثيره على دماغ الجنين:

يمكن أن يؤدي نقص فيتامين C أثناء فترة الحمل إلى تلف خطير في دماغ الجنين، وبمجرد حدوث تلف في الدماغ لا يمكن عكسه (أي منع حدوثه)، خاصة ذلك الجزء من الدماغ المسؤول عن الحفاظ على الذاكرة. وقد تم التحقيق في هذا من خلال دراسة أجريت في جامعة كوبنهاغن ونشرت في مجلة PLOS ONE.

يقول البروفيسور جينس ليكسفيلد: “حتى نقص فيتامين C لدى الأمهات يمكن أن يقلل من نمو الحُصين (وهو مركز ذاكرة مهم في الدماغ) بنسبة (10 إلى 15٪) ويمنع الدماغ من النمو بشكل صحيح”.

فيتامين C وإصابة الجنين بمرض الإسقربوط:

نقص فيتامين C أثناء فترة الحمل يمكن أن يسبب مشاكل في تكوين لثة الجنين. بهذه الطريقة تنزف لثة الطفل بسهولة ويُصاب بمرض الإسقربوط. (والاسقربوط هو مرض التهابي يصيب اللثة، حيث تبدأ اللثة بالنزيف بسبب ضعف شديد في الشعيرات الدموية).

فيتامين C وتأثيره في امتصاص عنصر الحديد بالنسبة للجنين

إن الحصول على الكمية المناسبة من فيتامين C في النظام الغذائي للمرأة الحامل يمكن أن يساعد في تقوية امتصاص الحديد، وبالتالي تقليل احتمالية الإصابة بفقر الدم لدى الأم والجنين معًا.

لأنه أثناء فترة الحمل يحتاج جسم الحامل إلى بعض الحديد من أجل الحصول على ما يكفي من الدم لتزويد الجنين بالأكسجين. ونظرًا لأن فيتامين C مضاد للأكسدة، فإنه يلعب دورًا حيويًا في تقوية جهاز المناعة لدى الجنين والأم ضد العدوى. كما يقلل فيتامين C أيضًا من خطر الولادة المبكرة.

إضافة إلى أن فيتامين C يلعب دورًا هامًا في تخزين الحديد في جسم الجنين، مما يساعده على التعلم والنمو في الأشهر الستة الأولى من حياته.

اقرأي أيضًا: نقص الحديد عند الحامل وتأثيره عليها وعلى الجنين

هل نقص فيتامين C يسبب تشوهات للجنين؟

هناك بعض المقالات التي تذكر بأن هناك دراسات تبين أن نقص فيتامين C في نظام غذاء المرأة الحامل يمكن أن يؤدي لزيادة خطر إصابة الجنين ببعض التشوهات في العظام، من ضمور وتأخر في نموها.

يجب أن تنتبه الحامل إلى كل مصدر من المصادر التي تقوم عليها بعض الدراسات، لأنه ليس كل ما يُقال يمكن أن يكون معلومة صحيحة، وبالتالي لا بد من وجود دليل طبي موثوق به لأي معلومة نسمع بها.

يساعد فيتامين C على نمو عظام الطفل وأسنانه، لأن هذا الفيتامين يساعد في تصنيع الكولاجين في الجسم، ومن المعروف أهمية الكولاجين الذي يعتبر من البروتينات الهامة التي تدخل في تكوين العظام، والأوتار، والغضاريف، والجلد، إلا أن نقص هذا الفيتامين لا يمكن أن يسبب أي تشوهات للجنين وخاصة في عظامه.

اقرأي أيضًا: تشوهات الجنين خلال الحمل … أسبابها أنواعها وطرق الوقاية منها

هل يسبب فيتامين C ولادة مبكرة، أو خسارة الجنين؟

لا توجد معلومات علمية موثوقة تشير إلى أن فيتامين C له أي تأثير على الحمل أو الانغراس أو الحيض، فقد أظهرت الأبحاث لمراجعة أجريت عام 2016، وجدت أن تناول فيتامين C لم يكن له أي تأثير على الحمل، ولم يزيد من خطر الإجهاض.

ولكن يجب أن تعرف الحامل أن تناول جرعات عالية من فيتامين C يمكن أن يشكل خطورة على الجنين. على سبيل المثال:

  • في الأشهر الأولى من الحمل: إذا تناولت الحامل فيتامين C أكثر مما يحتاجه جسمها فإن فائض فيتامين C سيُضعف الرابطة بين جدار الرحم والجنين. وقد يؤدي تناول الكثير من هذا الفيتامين إلى تمزق الأغشية داخل الرحم في وقت مبكر جدًا، مما قد يؤدي إلى الإجهاض.
  • وفي كثير من الحالات يُعتقد أنه بعد 4 أسابيع من الحمل، لا يؤدي الإفراط في تناول فيتامين C إلى الإجهاض، ولكنه يؤدي إلى انخفاض في الدم والأكسجين والعناصر الغذائية للجنين، ونتيجة لذلك فإن الطفل سوف يواجه نقص الوزن عند الولادة. ومع ذلك فإن هذه الادعاءات تحتاج إلى مزيد من الاختبارات المكثفة.
  • لكن تناول الأم لفيتامين C بكميات كبيرة يرتبط ارتباطًا وثيقًا مع الإجهاض وفقدان الجنين، وهذا هو سبب استخدام بعض النساء لفيتامين C للإجهاض، حيث يعتقد البعض أن فيتامين C يحفز الدورة الشهرية. لذلك فهو يؤدي إلى الإجهاض. لكن لا يوجد دليل على طبيعة هذا الفيتامين المجهضة.

ما مدى صحة تأثير فيتامين C في إصابة المرأة الحامل بالتسمم الحملي وخسارة الجنين؟

إن تناول الحامل لجرعات معتدلة من فيتامين C يساعد في منع تسمم الحمل، وهو من المضاعفات القاتلة لارتفاع ضغط الدم الذي يحدث فقط أثناء فترة الحمل والتي يمكن أن تسبب الإجهاض للمرأة وموت الجنين قبل أن يولد.

لذلك عندما يتم دمج فيتامين C مع عناصر غذائية أساسية أخرى، فإنه يساعد على منع حدوث مشاكل الحمل مثل الإجهاض، والولادة المبكرة، والنزيف الغزير أثناء الولادة، وما إلى ذلك.

كم يجب أن تستهلك الحامل من فيتامين C؟

حسب الـ (Dietary Reference Intake) وهو نظام تغذية توصي به الأكاديمية الوطنية للطب في الولايات المتحدة الأمريكية، النسبة اللازمة لتناول فيتامين c بالنسبة للنساء الحوامل فوق سن الـ 19 هو (85) ميللغرام يوميًا، أما بالنسبة للمرضعات فوق سن الـ 19 هو (120) ميللغرام يوميًا، أما إذا كنت حاملًا وعمرك أقل من 19 سنة فيجب استهلاك (من 80 – 155 ميللغرام يوميًا)، مع ضرورة عدم تجاوز الحد المسموح به باليوم وهو 2000 ملليجرام.

الممصادر:

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *