يأتي خبر الحمل مليء بالفرح والسعادة، تكاد الأم لا يتبادر إلى ذهنها سوى الأحلام الوردية التي ستعيشها منذ اللحظة الأولى مع جنينها ومن ثم مع طفلها الذي سيكبر برفقتها. لكن الأمر ليس بهذه السهولة فهناك الكثير من المشاكل الصحية الشائعة التي ستعترض طريقها خلال مراحل حملها، وستحاول علاجها وتجاوزها بنجاح بإشراف الطبيب المختص، ليستمر الحمل بأمان وسلامة ويولد الطفل بصحة وعافية، لذا تعالي معنا سيدتي لنتعرف على أكثر هذه المشاكل الصحية شيوعاً وكيف يمكن علاجها والوقاية من الإصابة منها.
مشاكل صحية خلال الحمل
تتعرض الأم خلال مراحل حملها للكثير من المشاكل الصحية التي سنعرض لكِ سيدتي أكثرها شيوعاً وهي:
التعب والإرهاق
تعاني أغلب السيدات من الشعور بالتعب والإرهاق بشكل شبه دائم إن كان عند الاستيقاظ أو عند القيام بأقل جهد خلال اليوم. وقد تزداد المشكلة عندما يترافق الأمر مع وجود مشكلة صحية أخرى تحتاج لمراجعة الطبيب والعلاج. لكن بشكل عام قد يساعد النظام الغذائي المتوازن وممارسة الرياضة مع اخذ قسط من الراحة علاج مثل هذه المشاكل.
الإحساس بالحرقة
غالباً ما تشكو السيدة خلال أشهر الحمل من الإحساس بالحرقة في الصدر والمعدة، وهنا لا يحتاج الأمر سوى اتباع نظام غذائي صحي خالي من المواد الدسمة والحارة والابتعاد عن التوابل. والإكثار من الخضار والفواكه الغنية بالألياف مع استشارة الطبيب المختص للتأكد من عدم وجود مشكلة أخرى.
الإمساك
تصاب الكثير من السيدات بالإمساك نتيجة الروتين اليومي الخطأ كتناول الغذاء الغير صحي والجلوس فترة طويلة دون حركة، كل ذلك يعيق حركة الجهاز الهضمي ويجعل الإمساك يسيطر عليه.
واتباع بعض النصائح الطبيعية ستتجاوز الأم هذه المشكلة فقط بممارسة ما يلي:
- الإكثار من الخضار والفواكه.
- شرب الماء والسوائل المفيدة.
- اتباع نظام رياضي مناسب للحمل يخفف قدر الإمكان من المشكلة.
تكرار التبول
خلال الحمل يطرأ على الجسم الكثير من التغيرات الهرمونية والجسدية بالإضافة لزيادة تدفق الدم والسوائل مما يشكل ضغط على الكلى لتصريف الزائد عن حاجة الجسم. كل هذه الأسباب تجعل الأم بحاجة متكررة للتبول خلال مراحل الحمل.
تسمم الحمل
تصاب بعض السيدات بالتسمم خلال مراحل الحمل وتعتبر من المشاكل الخطيرة التي تحتاج العلاج الفوري والصحيح لتجنب النتائج التالية:
- الولادة المبكرة أو الإجهاض أو حتى الموت للجنين والأم.
- ارتفاع في ضغط الدم.
- فقدان بروتين الجسم.
- تلف في الكليتين.
- انتفاخ في الجسم.
- الإصابة بالغيبوبة.
- النزيف الداخلي القاتل.
- تأخر نمو الجنين وموته.
القيء والدوار
من أكثر المشاكل الصحية التي قد تواجه السيدة خلال الحمل هي الإحساس بالدوار ومن ثم الشعور بالقيء، فكثير من الأمهات قد يرافقهم هذا الشعور فترة طويلة، بينما البعض قد يزول بسرعة أو لا يواجههم أبدا.
لهذه المشكلة أسباب كثيرة منها:
- قد يكون الشعور بالدوار والغثيانناتج عن زيادة للأوعية الدموية لدى الأممع بداية الحمل.
- كما أنالضغط على الأوعية الدموية المحيطة من قبل الجنينيسبب هذا الشعور المزعج.
- وقد تكون حاجة الأم للغذاء خلال مراحل الحملهي السبب في ظهور هذه المضاعفات.
وللعلاج والوقاية من هذه المشكلة لابد من إتباع ما يلي:
- النهوض من النوم بهدوء كذلك القيام والجلوس ببطيء قدر الإمكان.
- الاستلقاء على الجانب الأيسر حتى يزول الشعور بالدوار والإحساس بالراحة والأمان.
- إتباع نظام غذائي مؤلف من الوجبات الخفيفة والصحية خلال اليوم.
- الابتعاد عن الأعمال المجهدة والوقوف أو الجلوس مدة طويلة.
- كذلك الابتعاد عن التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة.
البواسير
مشكلة البواسير أثناء الحمل من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً، والتي تنتج عن التهابات الأوردة المحيطة في منطقة الشرج فيظهر بروز خارجي يطلق عليه تسمية الباسور.
ولهذه المشكلة أسباب كثيرة منها:
- ارتفاع معدل تدفق الدم وبالتالي توسع الأوردة الدموية المحيطة بمنطقة الشرج.
- كذلك توسع وزيادة حجم الرحم يضغط على الأوردة المحيطة بمنطقة الشرج فتظهر البواسير.
- كما أن الإصابة بالإمساك المتكرر يسبب حدوث البواسير.
هناك العديد من الإجراءات للوقاية من الإصابة بهذه المشكلة أو تفاقمها ومنها:
- الابتعاد عن حدوث الإمساك من أولى الخطوات المهمة التي يجب على الأم تطبيقها لعلاج البواسير.
- كما يفضل الإكثار من شرب الماء والسوائل لتليين الأوعية الدموية المحيطة بمنطقة الشرج.
- عدم الإطالة في الجلوس أو الوقوف لمدة طويلة لتخفيف حدوث البواسير.
- اتباع نظام خاص بممارسة رياضة الحمل لمساعدة الأمعاء على الحركة والتخلص من الفضلات بسهولة دون ألم الإمساك.
- اعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالألياف لتسهيل عمل الأمعاء ومنع حدوث الإمساك وتقليل احتمال الإصابة بهذه المشكلة.
ألم الساقين والظهر
يتم سحب الفيتامينات والمعادن خاصة عنصر الكالسيوم من جسم الأم عبر المشيمة إلى الجنين، وبالتالي سيؤثر هذا على صحة العضلات ونشاطها وخاصة فيما يتعلق بالساقين وإحساسك سيدتي بالألم والتشنج بشكل دائم خلال مراحل الحمل.
يوجد مجموعة من الإجراءات يمكن إتباعها بشكل دائم للتخفيف من هذه المشكلة وهي:
- الاستمرار في ممارسة التمارين الرياضية لبقاء عضلات الساقين في ليونة ونشاط مناسب.
- المحافظة على رطوبة الجسم من خلال شرب الماء والحليب والسوائل الدافئة بشكل مستمر.
- كما أن المواظبة على تناول نظام غذائي غني بالمعادن والفيتامينات وخاصة الكالسيوم يبقي العضلات في الساقين وكامل الجسم سليمة وخالية من الألم.
- الالتزام بالمشي طيلة فترات الحمل بما يتناسب مع إرشادات الطبيب.
- كذلك كمادات الماء الدافئ تساعد على منع الإحساس بتشنجات الساقين.
صعوبة التنفس
مع تقدم الحمل واقتراب موعد الولادة سيكون حجم الجنين قد ازداد وبدأ بالضغط على الأجزاء الداخلية للأم وخاصة الرئتين، كل ذلك سيتسبب في الشعر الدائم بضيق التنفس وصعوبة في وصول الأوكسجين للرئتين.
ولتجنب هذا المشكلة الشائعة عند أغلب النساء يمكن إتباع ما يلي:
- أخذ النفس العميق بشكل متكرر لإيصال الأوكسجين اللازم للجسم إلى كل أجزاءه.
- محاولة النوم بشكل مستوي فهذه الوضعية ستساعد الرئتين على التنفس وأخذ حاجتها من الأوكسجين بسهولة.
- كما أن إسناد الظهر باستخدام وسادة مريحة يبقي الجسم بوضع يسمح بالتنفس بطريقة أفضل.
الاكتئاب والمشاكل النفسية
قد تواجهك سيدتي الكثير من المشاكل الصحية لكن منها ليس جسدي إنما نفسي. فقبل وخلال وحتى بعد الحمل قد تشعرين أنك غير قادرة على تحمل مثل هذه المسؤولية، وهنا لابد من مراجعة الطبيب واستشارته بشكل دقيق عن الأمر والاستعانة بمساعدة الأهل والزوج لعبور هذه المرحلة بسلام.
ارتفاع ضغط الدم
إن ارتفاع معدل ضغط الدم خلال مراحل الحمل أمر ليس بالجيد، ويجب استشارة الطبيب لعلاجه بأسرع وقت لأنه قد يسبب مضاعفات خطيرة منها:
- حدوث تسمم حمل.
- كما قد يسبب انفصال مشيمة.
- موت وإجهاض الجنين بشكل مفاجئ.
- في حال تمت الولادة سيكون الجنين بحجم صغير.
الإصابة بالسمنة
كل السيدات خلال الحمل سيتعرضن لزيادة في الوزن ولكن البدانة والسمنة هي المشكلة التي ستؤثر سلباً على الأم والجنين. فزيادة الوزن بشكل كبير قد يسبب هبوط المشيمة والإجهاض أو الولادة المبكرة وتعرض الجنين لمشاكل صحية فيما بعد.
ألم الأسنان ونزيف اللثة
ينصح الأطباء بعلاج مشكلة الأسنان واللثة وخاصة خلال مراحل الحمل، لأن هذه البكتيريا والجراثيم الموجودة فيهم ستنتقل عبر المشيمة ومع الغذاء والأوكسجين إلى الجنين. فأغلب السيدات خلال الحمل تصاب بمشاكل لها علاقة بالفم نتيجة نقص الكثير من العناصر المهمة لصحة الأسنان واللثة.
هناك مجموعة من الخطوات يمكن إتباعها للوقاية من هذه المشكلة:
- المحافظة على نظافة وصحة الأسنان واللثة طيلة مراحل الحمل خاصة لاستمرار الحمل بنجاح وبصحة جيدة للمولود.
- مراجعة طبيب الأسنان بشكل مستمر لعلاج أي مشكلة قبل تطورها.
- إتباع نظام غذائي غني الكالسيوم كالألبان والجبن والحليب لتعويض حاجة الأسنان واللثة وبقاءها سليمة.
سكري الحمل
يختلف سكري الحمل عن داء السكري الشائع، فهذا يصيبك سيدتي خلال مراحل حملك ويشكل الخطر بالنسبة لكِ ولجنينك في حال تم إهماله، لذا يجب مراجعة الطبيب وإتباع علاج مناسب لاستمرار الحمل بنجاح.
لسكري الحمل بعض المضاعفات في حال عدم العلاج ومنها:
- ارتفاع معدل الإجهاض.
- يزداد احتمال ظهور التشوهات الخلقية عند الجنين.
- كما أن الولادة المبكرة قد تفاجئك سيدتي في أي لحظة.
- قد يحدث تأخر في النمو لدى الجنين.
- كذلك الإصابة بالسمنة أمر وارد جداً.
- قد يموت الجنين قبل الولادة.
- ارتفاع معدل السوائل في الجسم.
- حدوث اختلال في التوازن السكري.
- كما أن حدوث انفصال المشيمة أمر قد يحدث بأي لحظة.
- ارتفاع معدل ضغط الدم.
- قد تحتاج الأم للخضوع لولادة قيصرية.
- انخفاض معدل سكر الدم وارتفاع اللزوجة.
- نقص عنصر الكالسيوم في الجسم.
- قد يحدث تأخر في النضوج الرئوي لدى الجنين.
- إصابة الأم بالسكري فيما بعد أمر وارد جداً.
حكة البطن
خلال الحمل يحدث تغيرات هرمونية وجسدية تسبب تمدد الجلد وجفافه، فتشعر الأم برغبتها في حك منطقة البطن بشكل دائم. هنا لا مشكلة من استخدام كريمات آمنة بعد استشارة الطبيب وليس فقط خلال مراحل الحمل إنما بعد ذلك أيضاً لمحاولة إعادة الجلد لوضعه الطبيعي.
فقر الدم
مع بداية الحمل واستمرار نمو الجنين وتطوره لن يكون الغذاء المعتاد قادر على سد حاجة الأم والجنين. وهنا لا بد من الانتباه لنوع وطبيعة النظام الغذائي المتبع بحيث يحتوي على كل العناصر والمكونات الهامة والضرورية لمنح الأم والجنين كل ما هو ضروري لاستكمال الحمل بسلامة وولادة طفل سليم ومعافى خالي من العيوب والتشوهات التي يسببها فقر الدم الذي سينتج عن سوء التغذية.
المصادر:
اترك تقييم