الهرمونات ضرورية ليعمل الجسم بشكل سليم. حيث يحتوي جسم الإنسان على أكثر من 50 هرمونًا معروفًا يتدفق عبر دمه لتنظيم وظائف الجسم والأنظمة المختلفة فيه. وتشمل هذه الوظائف التمثيل الغذائي وتنظيم درجة الحرارة والنمو، بالتالي أي خلل في نوعية أو كمية الهرمونات يمكن أن يسبب اختلال التوازن الهرموني.
إن توقيت إفراز الهرمون وتفاعله مع الهرمونات الأخرى مهمان جدًا في حدوث الحمل، فعندما تكون هرموناتكِ في حالة توازن مثالي، فإن جسمكِ بما في ذلك الجهاز التناسلي يعمل بشكل طبيعي. لكن عندما يكون لديكِ خلل هرموني، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فوضى في الجسم. بالتالي تتأثر خصوبتكِ بشكل سلبي ويتأخر حدوث الحمل.
ما هي الهرمونات التي تمنع الحمل؟
لفهم كيفية تأثير عدم التوازن الهرموني على حملكِ بشكل أفضل، من المهم أن تبدئين بمعرفة أساسية عن الدور الذي تلعبه الهرمونات المختلفة في التأثير على حدوث الحمل ومن هذه الهرمونات نذكر:
1 – الهرمون المنبه للجريب (FSH)
هذا الهرمون له وظائف مختلفة عند النساء والرجال. بالنسبة لكِ كإمرأة يتحكم FSH في الدورة الشهرية وإنتاج البويضات عبر المبايض. أما بالنسبة للرجال، يتحكم FSH في إنتاج الحيوانات المنوية، ومن المثير للاهتمام أن مستويات FSH عند الرجال منتظمة إلى حد ما، بينما تختلف مستويات FSH عند النساء خلال دورة المرأة وتكون في أوجها قبل إطلاق البويضة مباشرة.
2 – الهرمون الملوتن (LH)
تنتج الغدة النخامية هرمون LH، الذي يساعد في تنظيم الدورة الشهرية وإنتاج البويضات، فهو يعمل مثل FSH إلى حد كبير، والاختلاف هو أنه بينما يتسبب FSH في نضوج البويضة، يتسبب LHفي إطلاق البويضة من الجريب، إنه بالطبع مختلف عند الرجال، يتسبب نقص هرمون FSH في انخفاض مستويات هرمونLH، مما يؤدي إلى انخفاض الدافع الجنسي أو العجز الجنسي، والعقم، وانخفاض عدد الحيوانات المنوية بسبب غياب هرمون التستوستيرون وهو أحد الآثار الجانبية السلبية الأخرى لانخفاض مستويات هرمون LH عند الرجال.
3 – الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH)
يُفرز هرمون GnRH عن طريق جزء ما تحت المهاد من الدماغ، وهو ينتج الهرمون المنبه للجريب (FSH)، وكذلك الهرمون اللوتيني(LH).
4 – الأستروجين
الأستروجين هرمون يفرزه المبيض عند طلبه عن طريق إشارة من LH وFSH، وبمجرد إفراز الهرمونات. هناك حاجة إلى كمية صغيرة فقط من الأستروجين وحوالي 3500 بيكوغرام / مل لكي يقبل الرحم الجنين، أما في حال كان هناك الكثير من هرمون الاستروجين، يمكن أن يغير بشكل كبير العملية الجينية في موقع الزرع ويقلل من احتمالية انغراس البويضة.
5 – البروجسترون
البروجسترون هو هرمون جنسي موجود عند النساء ويطلقه المبيض عند الطلب، ويمكن أن يؤدي انخفاض مستويات البروجسترون إلى العقم. وتتمثل الوظيفة الرئيسية للهرمون في تحضير جسم المرأة للحمل عن طريق زيادة سماكة بطانة الرحم للبويضة المخصبة.
وإذا لم تظهر أي بويضة مخصبة، تنخفض مستويات هرمون البروجسترون عند المرأة، ويبدأ الحيض. البروجسترون ضروري أيضًا للرضاعة الطبيعية ونمو الثدي عند النساء، لذلك حتى بعد الولادة، يمكن أن يسبب الخلل في هرمون البروجسترون تأثير سلبي.
6 – التستوستيرون
يتم إفراز هرمون التستوستيرون وفقًا لـ FSH وLHإنه هرمون ذكري مهم على الرغم من وجوده لدى كل من الذكور والإناث فهو يلعب دورًا حيويًا في الخصوبةبالنسبة لكل من الرجال والنساء، يمكن أن يؤدي انخفاض هرمون التستوستيرون إلى فقدان الدافع الجنسي، فعندما يكون عند النساء انخفاض في هرمون التستوستيرون، يمكن أن يؤثر سلبًا على الهرمونات المنشطة للجريب التي تساعد في التكاثر.
7 – هرمون مضاد مولر (AMH)
يتم إنتاج هرمون مضاد مولر بواسطة بصيلات المبيض التي تحتوي على بويضات غير ناضجة. تستخدم مستويات هذا الهرمون للتنبؤ بعدد البويضات المتبقية في المبيض. وغالبًا ما يشير انخفاض هرمون AMH إلى العقم.
8 – هرمونات الغدة الدرقية
من بين هرمونات الغدة الدرقية المرتبطة بالحمل، T3 و T4، وهذه أيضًا لها تأثير على الهضم ومعدل التمثيل الغذائي. فإذا كنتِ تعانين من خلل في هرمون الغدة الدرقية، فقد تواجهين مشكلة في الحمل.
9 – البرولاكتين
يعتبر هرمون البرولاكتين ضروريًا لإنتاج حليب الثدي. كما إنه يلعب دورًا أساسيًا في مساعدة النساء على الحمل. إي إذا كانت مستويات البرولاكتين لديكِ غير طبيعية، فقد تعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية وتعانين من مشاكل في التبويض.
هل يوجد علاقة بين مستوى الهرمونات والعمر؟
نعم بالتأكيد. مع تقدمكِ في العمر، قد تتغير العديد من مستويات الهرمونات المرتبطة بالخصوبة بشكل كبير. ويزيد هرمون FSH، وبشكل عام يبدأ انخفاض في وظيفة المبيض مع تقدمكِ في العمر. وتتغير مستويات هرمون AMH أيضًا بشكل كبير، حيث تتناقص مع تقدم العمر مع انخفاض عدد البويضات المتبقية في المبايض. بالتالي لا بد من التدخل المبكر لزيادة فرصكِ في الحمل.
ما هي علامات الاختلالات الهرمونية التي تؤثر على الخصوبة؟
ربما تتساءلين عما إذا كان من الممكن أن يكون لديك خلل هرموني. حتى بدون استشارة الطبيب، يمكنكِ بسهولة التعرف على بعض العلامات.وفقًا لشبكة صحة المرأة، يمكن أن تشمل علامات عدم التوازن الهرموني عند النساء ما يلي:
- فترات حيض غير منتظمة أو مفقودة.
- زيادة الوزن.
- المزاج أو التهيج.
- ظهور مشاكل في الجلد مثل حب الشباب، الذي تعاني منه العديد من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
- تساقط الشعر أو زيادة نموه.
- الإصابة بالعقم.
- الإعياء.
الأسباب التي تؤدي إلى الاختلالات الهرمونية التي تؤدي لصعوبة الحمل
- التبويض وفي هذه حالة لا تقوم فيها المرأة بالإباضة.
- متلازمة تكيس المبايض، تعاني المرأة من اضطراب هرموني يتسبب في بقاء البويضات غير ناضجة وتحويلها إلى تكيسات.
- فرط برولاكتين الدم، حيث يسبب الفائض من البرولاكتين في الجسم عدم انتظام الدورة الشهرية والعقم.
كيف يتم علاج الاختلالات الهرمونية التي تمنع الحمل؟
لا تقلقي، فهناك العديد من خيارات العلاج منها الطبيعية أو المنزلية أو العلاجات طبية، ويمكن أن تساعد في موازنة هرموناتكِ وتحسين خصوبتكِ اعتمادًا على الهرمون المسبب لمنع الحمل والأعراض التي تعاني منها ومن طرق العلاج:
- تنظيم الدورة الشهرية.
- تحفيز الإباضة.
- تطبيع وظيفة الغدة الدرقية.
- إعادة مستويات البرولاكتين إلى وضعها الطبيعي.
- إجراء تغييرات في نمط الحياة وتشجيعكِ على إنقاص وزنك لتعزيز الحمل.
في النهاية … العديد من الهرمونات مسؤولة عن الحفاظ على الخصوبة لديكِ. وأي خلل وعدم توازن في هذه الهرمونات يؤدي إلى صعوبة الحمل. فإذا كنتِ تحاولين الحمل لفترة طويلة أو كنتِ تخططين فقط لإنجاب طفل، فمن المهم معرفة ما إذا كانت مستويات هرموناتكِ طبيعية مسبقًا.
المصادر
- الخلل الهرموني والخصوبة– موقع storkotc
- الاختلالات الهرمونية والعقم عند النساء– موقع oasisindia
- 9 أسئلة شائعة يجب قراءتها حول الاختلالات الهرمونية ومحاولة الحمل– موقع shadygrovefertility
اترك تقييم