طفل الأنابيب – لماذا تلجأين له وكيف يتم ذلك؟

عرف العالم تعبير طفل الأنبوب لأول مرة في الطب عام 1978م، وقد أمكن بهذه الطريقة التغلب على بعض العوائق التي تمنع حدوث الحمل عند المرأة، مثل انسداد قناة فالوب أو ضعف الحيوانات المنوية عند الرجل.

بعبارة أخرى الإخصاب في المختبر (IVF) عبارة عن سلسلة معقدة من الإجراءات المستخدمة لمساعدتكِ على زيادة الخصوبة والمساعدة في إنجاب طفل، عبر استخدام تقنيات طبية خاصة تُساعدكِ على الحمل والإنجاب. وغالبًا مايتم اللجوء إلى هذا الإجراء عند فشل جميع التقنيات الأخرى قليلة التكلفة.

إجراءات طبية ضرورية قبل القيام بعملية طفل الأنابيب

غالبًا ما ستحتاجين أنت وشريككِ إلى فحوصات مختلفة، بما في ذلك:

1 – اختبار كمية البويضات

لتحديد كمية ونوعية البويضات، قد يختبر الطبيب تركيز الهرمون المنبه للجريب (FSH) والإستراديول (الإستروجين) والهرمون المضاد للمولر في الدم خلال الأيام القليلة الأولى من دورتكِ الشهرية.

حيث يمكن أن تساعد نتائج الاختبار، التي تُستخدم غالبًا مع الموجات فوق الصوتية للمبيضين، في التنبؤ بكيفية استجابة المبيضين لأدوية الخصوبة.

2 – تحليل السائل المنوي

إذا لم يتم إجراؤه كجزء من التقييم الأولي للخصوبة، فسيقوم الطبيب بإجراء تحليل السائل المنوي قبل وقت قصير من بدء دورة علاج أطفال الأنابيب.

3 – فحص الأمراض المعدية

ستخضعين أنتِ وشريككِ للفحص للتأكد من عدم وجود أمراض معدية.

4 – محاكاة نقل الأجنة

قد يُجري لكِ الطبيب عملية نقل أجنة وهمية لتحديد عمق تجويف الرحم والأسلوب الأكثر احتمالًا لوضع الأجنة في الرحم بنجاح.

5 – فحص الرحم

يقوم طبيبكِ بفحص بطانة الرحم الداخلية قبل أن يبدأ دورة التلقيح الاصطناعي. قد يتضمن ذلك تصوير الرحم بالموجات فوق الصوتية، لإنشاء صور لتجويف الرحم.

أو قد يشمل تنظير الرحم، حيث يتم إدخال منظار الرحم من خلال المهبل وعنق الرحم إلى الرحم.

المراحل الأساسية لإجراء عملية طفل الأنبوب (In-vitro-Fertilisation)

1 – تحفيز البويضات، كما تسمى الإباضة الفائقة

إذا كنتِ امرأة تخضعين لعلاج طفل الأنبوب، فأنتِ بحاجة إلى تناول هرمونات لتحفيز المبايض بحيث تفرزين أكثر من بويضة واحدة في كل دورة شهرية. ثم تتم مراقبة تطور البويضات باستخدام عينات من دمكِ أو بالموجات الفوق صوتية.

2 – سحب البويضات

  • يتم إجراء عملية جراحية بسيطة تسمى الشفط الجرابي لإزالة البويضات من جسمكِ. وغالبًا ما يتم إجراء الجراحة في عيادة الطبيب. ثم يتم إعطاؤكِ أدوية حتى لا تشعري بألم أثناء العملية.
  • يتم إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للتحقق من تطور البويضات، ويستخدم الدواء لمساعدتكِ على نضوج جمع البويضات.
  • بعد ذلك يقوم الطبيب بإدخال إبرة رفيعة عبر المهبل في المبيض والحويصلات (الجريبات) التي تحتوي على البويضات. يتم توصيل الإبرة بجهاز شفط يسحب البويضات والسوائل من كل جريب، واحدًا تلو الآخر.
  • يتم تكرار الإجراء للمبيض الآخر، وقد تشعرين ببعض التقلصات بعد العملية، لكنها ستزول خلال يوم واحد.
  • في حالات نادرة، قد تكون هناك حاجة إلى تنظير البطن الحوضي لإزالة البويضات.

3 – التلقيح والإخصاب

  • يتم اختيار أفضل أنواع البويضات لتلقيحها بالحيوانات المنوية.
  • ثم توضع البويضات والحيوانات المنوية في مكان مناسب في المختبر يتم التحكم فيه، وفي أغلب الأحيان تدخل الحيوانات المنوية البويضة بعد التلقيح ببضع ساعات.
  • إذا اعتقد الطبيب أن فرصة الإخصاب منخفضة، فقد يتم حقن الحيوانات المنوية مباشرة في البويضة ويسمى بالحقن المجهري.
  • تقوم العديد من برامج الخصوبة بشكل روتيني بإجراء الحقن المجهري على بعض البويضات، حتى لو بدت الأمور طبيعية.
  • حقن الحيوانات المنوية داخل الهيولى.

4 – تكوّن الأجنة

عندما تنقسم البويضة الملقحة، تصبح جنينًا. سيقوم الأطباء المختبريين بفحص الجنين بانتظام للتأكد من أنه ينمو بشكل صحيح. وخلال حوالي 5 أيام، يكون للجنين الطبيعي عدة خلايا وهذه الخلايا تنقسم بشكل مستمر حتى يتكوّن الجنين.

5 – نقل الأجنة

ينقل الجنين إلى رحمكِ بعد 3 إلى 5 أيام من سحب البويضات والتخصيب.وتتم العملية في عيادة الطبيب ومن دون تخدير. حيث يعمل الطبيب على إدخال أنبوب رفيع يحتوي على الأجنة في مهبل المرأة، عبر عنق الرحم، ويصل إلى الرحم. وفي حال التصق الجنين بـ (الغرسات) في بطانة الرحم ونما، ينتج عن ذلك الحمل.

يمكن وضع أكثر من جنين في رحمكِ في المرة الواحدة، وبالنتيجة يحدث توأم أو أكثر. ويعد العدد الدقيق للأجنة المنقولة مسألة معقدة تعتمد على العديد من العوامل، خاصة عمر المرأة. أما الأجنة غير المستخدمة، يتم تجميدها وزرعها فيما بعد أو قد يتم التبرع بها لمن يريدها.

6 – اختبار الحمل

يتم اختبار فحص الحمل عن طريق استخدام فحص الدم بعد حوالي أسبوعين من نقل الجنين.

متى يكون التلقيح الصناعي هو الحل؟

يتم تقديم التلقيح الاصطناعي كعلاج أولي للعقم عند النساء فوق سن 40، ويمكن أيضًا إجراء التلقيح الاصطناعي في حال كنتِ تعاني من حالات صحية معينة، مثلًا قد يكون التلقيح الاصطناعي خيارًا جيدًا إذا كان لديكِ أنتِ أو شريككِ المشاكل التالية:

1 – تلف قناة فالوب أو انسدادها

عندما يوجد مشكلة في قناة فالوب مثل التلف أو الانسداد، يسبب ذلك صعوبة في تخصيب البويضة أو عدم انتقال الجنين إلى بطانة الرحم.

2 – اضطرابات التبويض

إذا كانت الإباضة نادرة أو لا تتم نهائيًا، فإن البويضات المتوفرة للإخصاب قليلة.

3 – بطانة الرحم

يحدث الانتباذ البطاني الرحمي عندما يُزرع نسيج مشابه لبطانة الرحم وينمو خارج الرحم، وغالبًا ما يؤثر على وظيفة المبيضين والرحم وقناتي فالوب.

4 – الأورام الليفية الرحمية

الأورام الليفية هي أورام حميدة في الرحم، يمكن أن تصيب النساء في عمر الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر، والتي تسبب التداخل مع البيضة الملقحة.

5 – ربط البوق أو إزالته سابقًا

يعد ربط البوق نوع من التعقيم الذي يستخدم لسد قناتي فالوب، وبالتالي منع الحمل نهائيًا. إذا كنتِ ترغبين في الحمل بعد ربط البوق، فقد يكون التلقيح الاصطناعي الحل البديل لجراحة عكس ربط البوق.

6 – ضعف إنتاج الحيوانات المنوية أو وظيفتها

يمكن أن يؤدي التركيز القليل للحيوانات المنوية أو ضعف حركتها إلى حدوث خلل في حجم الحيوانات المنوية وشكلها وصعوبة تخصيبها للبويضة. بالتالي في حال تم العثور على تشوهات في السائل المنوي، فقد تكون هناك حاجة لزيارة الطبيب لمعرفة ما إذا كانت هناك مشاكل يمكن تصحيحها أو مخاوف صحية أساسية.

7 – العقم غير المبرر

العقم غير المبرر هو عدم وجود سبب للعقم على الرغم من التقييم للأسباب المنتشرة.

8 – الاضطراب الوراثي

إذا كنتِ أنتِ أو شريككِ معرضين لخطر نقل اضطراب وراثي لطفلك، يمكنكم التفكير في التشخيص الجيني قبل الزرع (PGD). ويتم ذلك بعد 3 إلى 5 أيام من الإخصاب. حيث يقوم علماء المختبرات بإزالة خلية أو خلايا مفردة من كل جنين ويفحصون المادة بحثًا عن اضطرابات وراثية معينة.

وفقًا للجمعية الأمريكية للطب التناسلي، يمكن مساعدة الآباء من خلال التشخيص الوراثي قبل الزرع في تحديد الأجنة التي سيتم زرعها. بالتالي التقليل من فرصة انتقال الاضطراب إلى الطفل. لكن لا يتم تقديم هذه التقنية في كل المراكز لأنها لم تثبت نتائجها.

فرص نجاح طفل الأنبوب In-vitro-Fertilisation

في عام 2019م، كانت نسبة نجاح أطفال الأنابيب التي أدت إلى ولادة حيةهي 32٪للنساء تحت سن 35 و25٪للنساء بين 35 و 37 سنة، و19٪للنساء بين 38 و 39 سنة،و11٪للنساء في سن 40 إلى 42، و5٪للنساء من سن 43 إلى44، و4٪للنساء فوق سن 44 وهذه الأرقام مخصصة للنساء اللاتي يستخدمن بويضاتهن والحيوانات المنوية لأزواجهم.

بالتالي تعتمد فرصكِ في الحمل باستخدام أطفال الأنابيب على العديد من الأشياء، بما في ذلك عمركِ وصحتكِ، ربما ينجح التلقيح الصناعي من المرة الأولى، أو بعد ثلاث محاولات، أما بالنسبة لبعض النساء قد لا ينجح التلقيح نهائيًا.

الآمال المعقودة عند استخدام تقنية طفل الأنابيب

  • بعد إجراء عملية طفل الأنبوب تشعرين بالأمل والتحمس لعيش تجربة الأمومة، لكن من الأفضل أن تسيطري على مشاعركِ وعدم الحماس الشديد.  
  • وإذا لم ينجح التلقيح الاصطناعي من المرة الأولى، فمن الطبيعي أنتشعري بخيبة أمل. ويمكن أن تكون مشاعركِ مضطربة خاصة في حال القيام بعدة محاولات فاشلة للحصول على طفل أنبوب.
  • تؤثر الهرمونات التي تأخُذيها على مشاعركِ أثناء علاج أطفال الأنابيب، مما قد يجعلكِ تشعرين بالمزيد من العاطفة أكثر من المعتاد.
  • وقد تؤثر بعض أجزاء العلاج على الطريقة التي تشعرين بها تجاه جسمكِ. كما قد تجعلكِ تشعرين بعدم الارتياح الجسدي، مما قد يؤثر على مشاعركِ أيضًا.
  • تشعرين بالتوتر وذلك بسبب التكاليف العاليةلعمليات التلقيح الصناعي، خاصة إذا كنتِ قد خضعتِ لعدة عمليات من التلقيح الصناعي، فيكون التلقيح الاصطناعي تجربة صعبة لكِ.

مخاطر التلقيح الاصطناعي (طفل الأنابيب)

لا يؤدي التلقيح الاصطناعي دائمًا إلى الحمل، كما إن هناك العديد من المخاطر الصحية التي قد تتعرضين لها، بما في ذلك:

  • المعاناة من بعض الآثار الجانبية من الأدوية التي تُعطى أثناء العلاج، مثل الصداع.
  • الولادات المتعددة (توائم)، فهي يمكن أن تكون خطيرة لكل من الأم والأطفال.
  • الحمل خارج الرحم، وفي هذه الحالة ينغرس الجنين في قناة فالوب، وليس في الرحم.
  • الإصابة بمتلازمة فرط تنبيه المبيض (OHSS) وذلك بسبب الأدوية المستخدمة أثناء التلقيح الاصطناعي.
  • الإجهاض، معدل الإجهاض عند النساء اللاتي يحملن باستخدام أطفال الأنابيب مع أجنة جديدة مماثل لمعدل النساء اللاتي يحملن بشكل طبيعي، وحوالي 15٪ إلى 25٪ ولكن المعدل يزداد مع تقدم عمر الأم.
  • قد يؤدي استخدام إبرةسحب البويضات إلى حدوث نزيف أو الإصابة بعدوى أو تلف الأوعية الدموية … الخ. وقد ترتبط المخاطر أيضًا بالتخدير في حال استخدامه.
  • الإصابة بالسرطان، على الرغم من أن بعض الدراسات المبكرة أشارت إلى احتمال وجود صلة بين بعض الأدوية المستخدمة لتحفيز نمو البويضات وتطور نوع معين من أورام المبيض، حيث لوحظ زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي أو بطانة الرحم أو عنق الرحم أو المبيض بعد التلقيح الاصطناعي. إلا أن الدراسات الحديثة لا تدعم هذه النتائج
  • الضغط العصبي، وذلك بسبب الاستنزاف المالي والجسدي والعاطفي.

المصادر

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *