سرطان الرحم … خطر عليك معرفته لمحاربته بقوة

سرطان الرحم من أكثر أنواع الأورام السرطانية انتشاراً حول العالم. يصيب الجهاز التناسلي لدى المرأة دون إعطاء أعراض واضحة، الأمر الذي يؤخر من اكتشافه. لذا يعتبر هذا المرض من أكثر المشاكل الصحية التي تشغل بال كل سيدة، ليكون دافع لإجراء الفحوصات الدورية لدى الطبيب المختص للاطمئنان أن الأمور الصحية على ما يرام وعلاج أي عرض طارئ بوقت مبكر قبل تطوره. تعالي معنا سيدتي لتتعرفي في مقالنا التالي على كل ما يتعلق بهذا المرض.

سرطان الرحم  (Uterine Cancer)

يعتبر سرطان الرحم من أكثر أنواع السرطانات التي تصيب السيدات في جهازها التناسلي، ذلك نتيجة تتطور خلايا غير طبيعية (شاذة)، تبدأ بالنمو والانقسام بشكل لا يمكن السيطرة عليه لتصبح فيما بعد ورم أو كتلة خبيثة [1].

بلغت نسبة الإصابات بسرطان الرحم في السنة الواحدة حوالي 27.8 لكل 100 ألف سيدة حول العالم، بينما بلغت نسبة الوفيات حوالي 5.1 لكل 100 ألف سيدة حول العالم، بالاعتماد على العمر والفترة بين عامي 2015 و2020 [2].

اقرأي أيضًا: سرطان عنق الرحم .. ماذا تعرفين عن أسبابه وعلاجه

أنواع سرطان الرحم

ينقسم سرطان الرحم إلى عدة أنواع وهي:

  • سرطان بطانة الرحم Endometrial Cancer.
  • الساركوما الرحمية Uterine Sarcoma.

مراحل المرض بالترتيب

يتم تحديد مرحلة الإصابة حسب مقدار انتشار المرض، ووفق نتائج الاختبارات والتحاليل التي طلبها الطبيب فتكون المراحل كالتالي:

المرحلة الأولى

هنا يكون الورم مقتصر فقط على الرحم دون الأجزاء المحيطة به وتنقسم هذه المرحلة إلى:

  • المرحلة الأولى A: الورم أصاب بطانة الرحم وجزء من عضلة الرحم.
  • المرحلة الأولى B: الورم أصاب ما يقارب نصف عضلة الرحم أو أكثر.

المرحلة الثانية

في هذه المرحلة يصل السرطان إلى عنق الرحم ولكن لا ينتشر خارج الرحم.

المرحلة الثالثة

في المرحلة الثالثة يكون الورم قد انتشر داخل الرحم وعنق الرحم، لكن لا يمتد إلى خارج حوض المصابة، وتقسم هذه المرحلة إلى:

  • المرحلة الثالثة A: هنا يصل الورم إلى الطبقة الخارجية من الرحم وإلى المبيضين وقناتي فالوب.
  • المرحلة الثالثة B: في هذه المرحلة يكون المرض قد وصل إلى المهبل وإلى النسيج والدهون المحيطة بالرحم.
  • المرحلة الثالثة C: هنا قد انتشر الورم إلى الغدد اللمفاوية الحوضية.

المرحلة الرابعة

في هذه المرحلة سيكون سرطان الرحم قد امتد إلى خارج منطقة الحوض، وتنقسم هذه المرحلة أيضاً إلى مراحل أخرى وهي:

  • المرحلة الرابعة A: انتشار الورم حتى يصل المثانة والغشاء المخاطي للأمعاء.
  • المرحلة الرابعة B: هنا سيكون الورم قد وصل إلى البطن والغدد الليمفاوية في الفخذ.

الأعراض الرئيسية لسرطان الرحم

تشمل أعراض سرطان الرحم التي قد لا تظهر لدى المصابة إلا بعد مدة طويلة ما يلي:

  • الإصابة بنزيف مهبلي شديد بعد مرحلة انقطاع الطمث.
  • حدوث نزيف مهبلي بين الدورة الشهرية والدورة التي تليها.
  • الشعور بألم في منطقة الحوض بشكل دائم.
  • انتفاخ أو ورم في كلٍ من منطقة البطن، أو بين عظام الحوض.
  • آلام في منطقتي أسفل الظهر، وبين عظام الحوض، أو حتى عند ممارسة العلاقة الحميمة.
  • ظهور بعض القطرات من الدم في البول.
  • تغير في الإفرازات التي تخرج من المهبل.

أسباب الإصابة بسرطان الرحم

غالبًا يتم التعامل مع سرطان الرحم على أنه سرطان بطانة الرحم وذلك لأنه النوع الأكثر شيوعًا [3]، ولهذا يعتبر السبب الأساسي في حدوث هذا النوع من السرطان هو ظهور طفرة جينية في الحمض النووي للخلايا داخل الرحم، حيث تتحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا شاذة. فبدلاً من نمو الخلايا الطبيعية وتكاثرها بنسبة محددة وموتها بوقت محدد، يحدث نمو للخلايا الشاذة وتكاثر بمعدل غير ثابت ولا تموت في وقت محدد. بالتالي ستتراكم هذه الخلايا الشاذة على شكل ورم داخل منطقة الرحم، قد يسيطر على المنطقة كاملة وفي بعض الأحيان قد يمتد لينتشر في باقي أجزاء الجسم.

عوامل الخطر

يوجد مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمال إصابتك بسرطان الرحم وهي:

  • وجود اضطراب هرموني أنثوي وخاصة بما يخص هرموني الإستروجين والبروجستيرون، الأمر الذي يEحدث تغيرات في بنية الرحم ويجعله أكثر قابلية للإصابة بالسرطان.
  • بعض السيدات لديهن مشكلة الإباضة غير المنتظمة، والتي تسبب متلازمة المبيض متعدد الكيسات. هذه المشكلة تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الرحم لدى المرأة.
  • تعاني بعض السيدات من الإصابة بداء السكري الأمر الذي يجعلها أكثر عرضة لإصابتها بمثل هذا النوع من الأمراض الخطيرة.
  • كما أن الوزن الزائد عامل خطورة أساسي في حدوث مثل هذه المشاكل الصحية.
  • في بعض الحالات قد يكون هناك ورم في المبايض، الأمر الذي يزيد من احتمال تطور الإصابة وظهور نوع آخر وهو سرطان الرحم.
  • بعض الإناث يبدأ لديهن الحيض في سن مبكرة أو ينقطع الطمث في سن متأخرة، الأمر الذي له دور كبير في زيادة احتمال الإصابة بالسرطان في منطقة الرحم.
  • في حال لم تنجب السيدة أولاد أبداً ستكون معرضة للإصابة بهذا النوع من الأمراض أكثر من الأم التي أنجبت.
  • مع التقدم بالعمر وانقطاع الطمث لدى السيدة سيرتفع معدل الإصابة بسرطان الرحم تدريجياً.
  • الإصابة بسرطان الثدي سيجعل من جسم السيدة عرضه لتطور المشكلة وإصابة الرحم لديها أيضاً بالسرطان.
  • كما أن متلازمة سرطان القولون الوراثية، تعد من عوامل الخطر الأساسية التي قد تسبب سرطان الرحم فيما بعد.

تشخيص الإصابة بسرطان الرحم

يوجد مجموعة من الإجراءات المتبعة لتشخيص سرطان الرحم وهي:

  • في البداية سيقوم الطبيب بفحص الأعضاء التناسلية من الخارج وبعد ذلك يدخل إصبعين إلى المهبل ويضغط باليد على البطن لتحسس الرحم والمبايض للتأكد من عدم وجود تشوهات في الجهاز التناسلي.
  • بعد ذلك سيحتاج الطبيب رؤية الأعضاء التناسلية الداخلية بشكل واضح، وذلك باستخدام منظار يدخل المهبل بشكل مفتوح يسمح بمشاهدة أي تشوه أو مشكلة موجودة داخل المهبل والرحم.
  • في بعض الحالات قد يطلب الطبيب إجراء صورة باستخدام عصا الموجات الصوتية، التي يتم إدخالها في المهبل لتصوير مقطع فيديو لمنطقة الرحم، وتوضيح أي ورم أو مشكلة قد تكون موجودة.
  • قد لا يصل الطبيب إلى نتيجة واضحة إلا بالحصول على عينة من خلايا أنسجة الرحم وإجراء بعض الاختبارات عليها للتأكد من المشكلة الموجودة.
  • بعد التأكد من وجود إصابة بسرطان الرحم، هنا لا بد من تحديد الطبيب للمرحلة التي تطور إليها المرض للبدء بالعلاج المناسب. حيث يتم استخدام عدة تقنيات طبية كالتصوير بالأشعة السينية، فحص التصوير المقطعي، اختبارات الدم أو إجراء عمل جراحي دقيق.

طرق العلاج

يوجد عدة طرق لعلاج سرطان الرحم تتمثل بما يلي:

  • إجراء عمل جراحي لاستئصال الرحم بالإضافة للأجزاء المصابة كأنبوب فالوب والمبايض، هذه الخطوة تعتبر الأفضل لمنع انتشار السرطان إلى باقي أجزاء الجسم.
  • استخدام العلاج الإشعاعي للقضاء على الخلايا السرطانية التي قد تبقى بعد العمل الجراحي.
  • كما يتم استخدام العلاج الكيميائي إما عن طريق الفم أو عن طريق الوريد ليصل عبر الدم إلى الخلايا السرطانية الموجودة والمراد قتلها.
  • اتباع العلاج الهرموني الذي يعتمد على خفض معدل الهرمون الذي يرفع من معدل تكاثر ونشاط الخلايا السرطانية.
  • استخدام العلاج الدوائي الذي يساعد على قتل الخلايا السرطانية وإيقاف تكاثرها وانتشارها الشاذ في الرحم أو إلى باقي أجزاء الجسم.
  • اتباع العلاج المناعي مع المريضة المصابة بسرطان الرحم ولم ينفع في علاجها الطرق السابقة. حيث يتم العمل على رفع مناعة جسمها لمحاربة الخلايا السرطانية بنجاح.

نسبة الشفاء من سرطان الرحم

تختلف نسبة الشفاء الخاصة بسرطان الرحم حسب مرحلة انتشار المرض ولكن يمكن تقسيمها كالتالي:

  • في حال كانت الإصابة قد وصلت إلى المرحلة الأولى أو الثانية فستكون نسبة الشفاء من 70 إلى 95٪.
  • بينما إن كانت الإصابة قد وصلت إلى المرحلة الثالثة أو الرابعة  ستكون نسبة الشفاء من 10 إلى 60٪.

عوامل تحدد نسبة الشفاء من سرطان الرحم

يوجد مجموعة من العوامل تؤثر في نسبة الشفاء ومنها:

  • المرحلة التي وصل إليها الورم ومدى انتشاره في جسم المريضة.
  • سرعة تطور الورم ونموه.
  • عمر السيدة المصابة.
  • الحالة الصحية التي تحدد مدى تقبل جسم المريضة للعلاج ومقاومة المرض.

التعامل مع الإصابة بسرطان الرحم

بعد تشخيص المرض والتأكد من الإصابة هناك مجموعة من النقاط يجب التنويه إليها لتتعاملي مع المشكلة الصحية بشكل صحيح وهي:

  • تحديد موعد مع الطبيب ومراجعته للاستفسار عن كل ما يتعلق بالأمر.
  • من الأفضل محاولة التعرف على كل المعلومات المتعلقة بسرطان الرحم.
  • المحافظة على الحالة النفسية المستقرة ودعم الوسط المحيطين بك من أهل وأصدقاء.
  • الاستمرار بنشاطك اليومي تفاصيل حياتك بشكل طبيعي لتساعدي نفسك على تقبل العلاج بشكل أفضل.

الوقاية من سرطان الرحم

هناك مجموعة من التعليمات التي يمكن إتباعها للوقاية من الإصابة بسرطان الرحم وهي:

  • مراقبة التوازن الهرموني في الجسم وضبط أي تغير قد يحصل مع الوقت، لمنع حدوث أي مشكلة قد تتطور فيما بعد إلى إصابة بسرطان الرحم.
  • تناول حبوب منع الحمل عن طريق الفم بما لا يقل عن عام كامل، سيحد من خطر الإصابة بسرطان الرحم.
  • المحافظة على وزن صحي مع الابتعاد عن استهلاك كميات كبيرة من السعرات الحرارية، أمر مهم يحمي رحمك سيدتي من هذا النوع من السرطان الخطير.

المصادر

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *