من الشائع جداً بالنسبة للكثير من السيدات الحوامل، وبشكل خاص السيدات اللواتي يحملن للمرة الأولى، أن يلاحظن أن موعد ولادتهن يقترب ويبتعد دون أن تحدث تقلصات، وكلما طالت مدة الحمل عن الوقت المقرر لها، زاد القلق والخوف لديهن.
ببعض الحالات يتم اللجوء إلى الولادة التحريضية والتي تعرف أيضا باسم تحفيز الولادة، وذلك بهدف تحريض انقباضات الرحم قبل أن يبدأ المخاض بشكل طبيعي، حيث تكون نتيجة التحفيز الولادة بشكل طبيعي دون حدوث أية مضاعفات.
متى يلجأ الطبيب لتحفيز الولادة أو الولادة التحريضية؟
إن تأخر الولادة يسبب للحامل ألم في القدمين، وفي الظهر، وتورم بالأطراف، وبالإضافة إلى كل ذلك يشتد التعب عليها، وهذا هو السبب في إن تأخر الولادة يكون صعب على الحامل، ولذلك في كثير من الأحيان قد يلجأ الطبيب إلى تحفيز وتحريض الولادة، وهذه الحالات هي:
- تجاوز السيدة موعد ولادتها المقرر بأسبوعين، وحتى هذا الوقت لم يبدأ المخاض بشكل طبيعي.
- نزول مياه الولادة بشكل مبكر دون أن يحدث المخاض.
- وجود عدوى سابقة لدى السيدة في الرحم.
- توقف نمو الجنين بالرحم بالوتيرة المتوقعة.
- نقص المياه المحيطة بالجنين.
- بدأ المشيمة لدى الحامل بالتدهور والنزول.
- حدوث انفصال بالمشيمة.
- إذا كانت السيدة الحامل تعاني من حالة مرضية معينة فقد يشكل هذا خطر على صحتها وعلى صحة الجنين، ومثال عليها الإصابة بداء الكسري، أو ارتفاع بضغط الدم.
- إذا كانت السيدة تعيش بمكان بعيد عن المستشفى أو المراكز الطبية، أو في حال كان لديها تاريخ سابق مع الولادات المبكرة والسريعة، فأن الولادة التحريضية تجنبها التعرض لحدوث المخاض والولادة بشكل مفاجئ، ولكن قبل ذلك يقوم الطبيب بالتأكد من عمر الحمل والذي هو 39 أسبوع على الأقل، وذلك لتفادي حدوث أي مضاعفات خطيرة على صحة الجنين.
لماذا يجب على السيدة القلق بعد مرور أسبوعين على موعد الولادة المقرر؟
كلما زادت فترة الحمل، زاد احتمال حدوث مضاعفات خطيرة على الجنين، وفي كثير من الأحيان عندما تطول فترة وجود المشيمة يسبب ذلك في إعاقة عملية نمو الجنين في الرحم وتعرضه للخطر، وأيضا تأخر نزول الجنين من الرحم قد يجعله عرضة لاستنشاق (العقي) وهي الفضلات البرازية خلال عملية الولادة، مما يسبب له مشاكل في عملية التنفس أو التهاب بالرئتين بعد الولادة.
ما هي مخاطر الولادة التحريضية (induced birth)؟
على الرغم من أن الولادة التحريضية تعتبر حل لمشكلة، ولكن قد ينطوي عليها الكثير من المخاطر، والتي هي:
- قد يكون هناك حاجة للجوء إلى الولادة القيصرية، وقد ينطوي عليها خطورة في حال كانت هذه الولادة الأولى للسيدة.
- من الممكن أن يؤدي التحريض بوقت مبكر لحدوث ولادة مبكرة، مما يشكل خطر على الجنين، ومثال عليها صعوبة في عملية التنفس.
- قد تسبب الأدوية المستخدمة في الولادة التحريضية كالأكسيتوسين والبروستجلاندينات، إلى إثارة انقباضات الرحم بشكل كبير، مما قد يوثر على عملية إمداد الجنين بالأوكسجين، أو قد يؤدي لانخفاض بمعدل ضربات القلب لديه.
- زيادة خطر تدلي الحبل السري، مما يسبب ضغط على الحبل السري ويقلل من كميات الأوكسجين التي تصل للجنين.
- قد ترفع بعض الطرق المستخدمة من أجل تحفيز الولادة كنزع الأغشية الأمونية التي تحيط بالجنين، أو نزول السائل الأمينوسي، أو استخدام قسطرة بالونية، أو استخدام قضبان الأعشاب البحرية بعنق الرحم، من خطر الإصابة بعدوى لكل من السيدة وجنينها.
- أن تمزق الرحم يعتبر من المضاعفات النادرة الحدوث التي تحدث خلال عملية الولادة التحريضية، وهي تعتبر من المضاعفات الخطيرة، حيث تتسبب بمرور الجنين من خلال جدار الرحم لتجويف البطن عند الأم، وهذه الحالات معظمها تحدث عند السيدات اللواتي يعانين من وجود ندوب بالرحم، ولذلك يتم اللجوء في مثل هذه الحالات للولادة القيصرية لتجنب التعرض لأي مضاعفات خطيرة قد تهدد حياة الأم وجنينها.
خطوات الولادة التحريضية في المستشفى؟
في الحالات التي تتجاوز فيه السيدة موعد ولادتها يوصي الطبيب بتحريض المخاض بالمستشفى، أما بالنسبة للسيدات المصابات بحمل خطير يتم التحريض بوقت قريب من موعد الولادة أو قبل الموعد بشكل مباشر.
حيث أن هناك بعض المضاعفات والمخاطر قد تتطلب التحريض قبل موعد الولادة بفترة طويلة، أما بحالات الحمل منخفضة الخطورة قد ينتظر الطبيب لأسبوع الحمل 42 قبل القيام بتحفيز المخاض.
تبدأ عملية التحفيز بتناول السيدة البروستاجلاندين بشكل أقراص أو من خلال وضعها بمنطقة المهبل بالقرب من عنق الرحم، وفي كثير من الأحيان يكون كافياً لبدء انقباضات الرحم.
إذا لم يكن هذا كافي لتحريض المخاض فتكون الخطوة الثانية هي استخدام Pitocin، هو عبارة عن شكل من هرمون الأوكسيتوسين المصنع من قبل الإنسان والذي يعمل على تحفيز تقلصات الرحم، ويتم إعطاءه عندما يكون عنق الرحم مفتوح وجاهز للولادة.
تحفيز الولادة بشكل طبيعي؟
ممارسة التمارين الرياضية
غالبًا ما تكون التمارين الرياضية والمشي على رأس قائمة الأشياء التي يجب أن تلتزم بها الحامل، فإن ممارسة 30 دقيقة من التمارين المعتدلة أربع مرات في الأسبوع على الأقل يمكن أن تكون مفيدة خلال أي مرحلة من مراحل الحمل.
وخلال الشهر الأخير من الحمل يفضل أن تقوم السيدة بممارسة رياضة المشي أو ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة تحت أشراف خبير بشكل يومي مما يساعد على تحفيز المخاض بشكل طبيعي، ومن الآمن قيام الحامل باستخدام كرة الولادة، حيث أن هذه التمارين تساهم بشكل كبير وفعال في التخفيف من الضغط على منطقة الحوض والوركين والظهر ما لم يحذرك الطبيب من القيام بذلك.
من الممكن أن يساعدك ذلك في المحافظة على لياقتك وفي تحسين النوم والمزاج، ويقلل من فرص إصابة السيدة بسكري الحمل والتعرض لخطر الولادة القيصرية، كما تساهم بشكل فعال عند اقتراب الولادة على تحفيز الولادة.
العلاج بالإبر
من الممكن أن يساعد الوخز بالإبر على تحفيز المخاض لديك، حيث يتم استخدام هذه التقنية في أجزاء من قارة أسيا منذ عدة قرون.
وتشير العديد من الدراسات والأبحاث العلمية إن العلاج بالإبر يساعد السيدات اللواتي وصلن بالحمل إلى الأسبوع 40 أو أقل، ولكن لا يساعد السيدات اللواتي تجاوز حملهن الأسبوع 41 أو أكثر، وما زالت هذه الطريقة تحتاج للمزيد من الأبحاث والدراسات لتأكيد فائدتها.
ممارسة الجنس
هناك استراتيجية تحظى بردود إيجابية من الأطباء، وهي أن ممارسة الجنس يساعد على تحريض المخاض وتحفيز الولادة.
وبالرغم من عدم وجود أدلة واضحة على أن ممارسة الجنس يساعد على بدأ المخاض، إلا أن هناك سبب وجيه يسبب حدوث ذلك وهو أن الجماع يعمل على إفراز الجسم لمادة البروستاجلاندين، وهي من المواد الشبيهة للهرمونات وتشبه الأدوية التي يتم استخدامها للتحريض.
فإذا كانت الأم مرتاحة خلال الجماع فإن هذا لا يسبب لها أي ضرر، وخاصة إذا كانت قد حصلت على الموافقة من الطبيب على ممارسة الجنس.
بعض الطرق الأخرى
- تناول الأطعمة الغنية بالتوابل: وهي من النظريات الشائعة، ولكن ليس هناك أي اتصال مباشر ما بين الرحم والمعدة، ولذلك ليس هناك سبب للاعتقاد بأن نوع الطعام يساعد على تحفيز تقلصات الرحم.
- زيت الخروع: ينصح بعض الأطباء والخبراء بتناول السيدة كمية قليلة من الزيت بعد أسبوع الحمل 38، ولكن زيت الخروع استخدامه يسبب الإسهال ومن الممكن أن يؤدي للجفاف، ولذلك من الأفضل استشارة طبيبك قبل البدء بتناوله.
- عشبة الكوهوش: تقوم بعد السيدات الحوامل باستخدام عشبة الكوهوش لبدء عملية المخاض، ولكن الأطباء يحذرون من استخدام هذه العشبة، وذلك بسبب احتوائها على بعض المواد الكيميائية النباتية التي تعمل كالاستروجين بالجسم.
- زيت عشبة زهرة الربيع المسائية: تحوي هذه العشبة على بعض المواد التي يقوم الجسم بتغيرها في الجسم للبروستاجلاندين، حيث تساهم في تلين منطقة عنق الرحم وتجهيز الرحم لعملية الولادة.
- شاي أوراق نبات التوت الأحمر: بعض الأشخاص يعتقدون بأن الشاي العشبي يساهم في تحفيز المخاض، ولكن حتى يومنا هذا لم تثبت الأبحاث حقيقة الأمر، ولكن يحوي هذا الشاي على عنصري الكالسيوم والحديد، وهما عنصران مهمان لكل من الأم وجنينها، ولذلك يعتبر شربه خلال فترة الحمل أمن.
المصادر:
- تحريض المخاض في 39 أسبوعا | موقع acog-org.
- تحريض المخاض | موقع pregnancybirthbaby.