لا بد من وجود فاصل زمني متاح بين الحمل الأول والحمل الثاني، أو بين الولادة والحمل مرة أخرى، وهذا أمر ضروري من أجل صحة الأم وصحة الجنين القادم، والطفل الذي ولد من فترة.
كم المدة الواجب توفرها بين الحمل والحمل الثاني؟
تعتبر المدة الزمنية الفاصلة بين الحمل الأول والحمل الثاني مهمة جدًا وتختلف فيما لو تمت الولادة الأولى طبيعيًا أو من خلال خضوع الحامل لعملية قيصرية، وهذا ما سنبينه لك:
المدة الواجب توفرها بين الحمل والحمل الثاني في الولادة الطبيعية
يجب على الأمهات الانتظار لمدة عام على الأقل بين الولادة في الحمل الأول طبيعيًا وبين الحمل مرة أخرى، وفقًا لبحث نُشر في JAMA Internal Medicine. وهذا يختلف قليلاً عن إرشادات منظمة الصحة العالمية، التي توصي النساء الراغبات بالحمل مرة أخرى بالانتظار ما بين 18 إلى 24 شهرًا.
خاصة أن هذه الفترة عندما تكون قصيرة بين الحمل الأول والثاني يمكن أن تظهر بعض المشاكل بين حالات الحمل كخطر الولادة المبكرة ووفيات الأطفال.
دراسة أولى:
في دراسة أجريت عام 2018، قام الباحثون بمراقبة ما يقارب 150.000 ولادة تمت في كندا، ووجدوا أنه عندما تم الحمل الثاني (التالي) بعد أقل من (12) شهرًا من الحمل السابق (بولادة طبيعية) يؤدي إلى زيادة المخاطر على الأم والجنين والرضيع، وكانت نتيجة هذه الدراسة أن الانتظار فترة بين (12 إلى 18) شهرًا هو الوقت المثالي بين الولادة السابقة والحمل مرة أخرى، وهذه الفترة تعتبر فترة زمنية مثالية أقصر مما كان يعتقد سابقًا بالنسبة للنساء من جميع الأعمار.
كما توصل الباحثون في هذه الدراسة على أن فترة الانتظار بين (12 إلى 18) شهرًا بين الحمل الأول والثاني تعتبر نتائجها آمنة ومطمئنة بشكل خاص للنساء الأكبر سنًا واللواتي يجب عليهن أن اتباعها لتجنب المخاطر الممكن حدوثها نتيجة كبر عمر الأم مع فترات حمل متتالية بفاصل فترات قصيرة.
ويأمل الباحثون من خلال هذه الدراسة أن تتقيد النساء في هذا الفاصل الزمني والذي مدته عام واحد وخاصة للنساء اللواتي يرغبن بحمل ثاني وهم بعمر فوق (35) عامًا للحد من مخاطر المضاعفات.
دراسة أخرى:
وجد الباحثون أيضًا أن جميع النساء، بغض النظر عن أعمارهن، اللاتي حملن بعد أقل من 12 شهرًا من الولادة، كان الحمل مرتبطًا بمخاطر أكبر. حيث كان هناك خطر على الأمهات فقط عندما كان عمرهن أكبر من 35 عامًا، ولكن في جميع الحالات كان هناك خطر على الأطفال أيضًا وهي زيادة معدل الولادات المبكرة (الأطفال المبسترين) وخطر ولادة طفل وزنه أقل من الوزن الطبيعي.
النساء الأكبر من 35 عامًا اللواتي حملن بعد ستة أشهر من الولادة هن معرضات لخطر الوفيات في فترة النفاس بنسبة 1.2٪.
أما النساء الأصغر سنًا اللاتي حملن بعد ستة أشهر من الولادة السابقة معرضات لخطر الولادة المبكرة بنسبة 8.5٪. ويمكن أن تنخفض هذه النسبة إلى 3.7% إذا انتظرن 18 شهرًا بين الحمل الأول والثاني.
المدة الواجب توفرها بين الحمل والحمل الثاني في الولادة القيصرية
يؤكد الباحثون إلى أنه يجب على الأم في حملها الأول والذي تمت فيه ولادتها بالعملية القيصرية أن تنتظر فترة (3) أعوام في حال رغبت بحمل ثاني، خاصة أن خضوعها للولادة القيصرية تعتبر جراحة تستلزم الانتظار وقتًا أطول للشفاء بعدها وللحمل الثاني إن رغبت.
لماذا حدد الخبراء مدة زمنية بين الحمل والحمل الثاني؟
السبب في تحديد الفاصل الزمني بين الحمل والحمل الثاني هو ليتاح لجسم المرأة أن يستعيد ما فقده من عناصر غذائية (فيتامينات ومعادن “كالسيوم وحديد”) إضافة لناحية هامة وهي أن تستعيد عضلات الحوض عند المرأة قوتها خلال هذه الفترة الزمنية.
تتوافق الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد مع هذه النتائج بشأن الولادة الطبيعية والولادة القيصرية. كما توصي بأنه يجب نصح النساء الراغبات بحمل ثاني بتجنب فترات الحمل التي تقل عن ستة أشهر ويجب نصحهن بشأن مخاطر وفوائد الحمل المتكرر قبل 18 شهرًا.
المصدر:
إليك المدة التي يجب أن تنتظريها حقًا بين فترات الحمل – thebump