يكون لدى الأطفال فتحة صغيرة في أنسجة البطن والتي تسمح للحبل السري بالمرور، حيث يربط الحبل السري الأم بالطفل عندما يكون الطفل بداخل الرحم، وعند الولادة أو بعدها، أي عندما يكتمل نمو الطفل تنغلق هذه الفتحة في العضلات.
لكن في بعض الحالات قد لا تلتقي العضلات وتكتمل نموها تنشأ فجوة صغيرة في هذه المنطقة، وعندما تضغط الأمعاء أو الأنسجة من خلال هذه الفتحة فإنها تؤدي إلى حدوث الفتق، فما هي أنواع الفتق عند الأطفال؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يمكن علاجه؟ كل هذا وأكثر ستجده من خلال قراءتك لهذا المقال.
أنواع الفتق عند الأطفال
الفتق السري
يصيب هذا النوع من الفتق عادة حديثي الولادة والأطفال في عمر أقل من 6 أشهر، ويظهر هذا النوع من الفتق حول السرة، وتعد الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من أنواع الفتق هم الأطفال الذي ولدوا قبل أوانهم، حيث يحدث الفتق السري في حال فشل انغلاق الفتحة الموجودة في جدار البطن من المكان الذي يخرج منه الحبل السري، إذ تبدو سرة الطفل منتفخة ومتضخمة.
كما تحدث حالات الفتق السري بشكل أكبر عند الأطفال الرضع الذين تكون أوزانهم عند الولادة أقل من المعتاد، وعادة ما تحدث هذه الحالة عند الإناث والذكور بنسب متساوية، ومن الممكن أن يسبب الضغط الشديد على بطن الطفل الرضيع الإصابة بالفتق السري، وذلك في حالات السمنة، أو وجود سائل في تجويف البطن، أو الإصابة بفشل كلوي.
وعادة يشفى هذا الفتق من تلقاء نفسه عندما يبلغ 4 أعوام، وفي حال لم يغلق فقد يوصي الطبيب باللجوء إلى العمل الجراحي.
ومن أبرز أعراض الفتق السري عند الأطفال:
- يكون عادة الفتق السري غير مؤلم عند الأطفال، ولكن في حال استمر إلى مرحلة البلوغ فقد يشعر المريض بألم في البطن.
- حدوث انتفاخ في المنطقة القريبة من سرة الطفل، تظهر بشكل واضح أثناء بكاء أو سعال الطفل.
- تغير لون المنطقة المصابة.
- التقيؤ.
فتق الحجاب الحاجز
يحدث هذا النوع من أنواع الفتق عند الأطفال جراء انتفاخ الجزء العلوي من المعدة واندفاعه من خلال فتحة ضعيفة في الحجاب الحاجز عند التقاء المريء بالمعدة، ويعد هذا النوع من أنواع الفتق الأكثر شيوعاً وغالباً يكون صغيراً ولا يسبب مشاكل، ومع ذلك قد يشعر بعض الأطفال بحرقة في المعدة، وألم في الصدر، وعسر الهضم.
ويعتمد علاج هذا النوع من الفتق على تغير النظام الغذائي، وأخذ قسط من الراحة، واستخدام بعض أنواع الأدوية، وفي حال تفاقم الأعراض ومعاناة الطفل من الألم قد يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي.
الفتق الإربي
يحدث هذا النوع من الفتق في الفخذ الأيمن أكثر من الفخذ الأيسر، وهذا النوع من أنواع الفتق عند الأطفال يصيب فئات معينة بدرجة أكبر، نذكر منها ما يلي:
- الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التناسلي والبولي.
- الأطفال الذين يوجد لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بالفتق الإربي.
- الأطفال المولدون قبل موعد ولادتهم، فالرضع ناقصو النمو أكثر عرضة لحدوث الفتق الإربي.
- الأطفال المصابون بخلل في نمو مفصل الفحذ.
وينقسم الفتق الإربي إلى نوعين:
- الفتق المباشر: والذي يظهر عندما تظهر بقعة ضعيفة في العضلات السفلية للبطن، مما يسبب اندفاع الانسجة من خلالها.
- فتق غير مباشر: يظهر هذا النوع من الفتق في حال فشل انغلاق القناة الإربية قبل الولادة، والتي هي عبارة عن ممر صغير عبر جدار البطن السفلي قد لا يتم إغلاقه إذا ولد الطفل قبل أوانه، وتجدر الإشارة إلى أن 80% من حالات الفتق عند الأطفال تكون فتق إربي.
ومن أبرز أعراض الفتق الإربي عند الرضع:
- تصلب الورم وعدم اختفائه بالضغط عليه.
- امتناع الرضيع عن التبرز لثلاث أيام متتالية.
- سخونة واحمرار شديد في الجلد بمنطقة الفتق.
- ألم شديد في منطقة الفتق.
الفتق الشرسوفي
يحدث هذا الفتق غالباً عند الذكور، إذ يتواجد نتوء عبر عضلات البطن بين السرة والصدر، الأمر الذي يتسبب في حدوث تورم في هذه المنطقة، وفي معظم الحالات لا يعاني الأطفال المصابون بالفتق الشرسوفي من أية أعراض، بالإضافة إلى أنه يمكن أن تبقى المشكلة لفترات طويلة دون الشعور بوجودها.
ومع ذلك من الممكن أن يسبب الفتق الشرسوفي عند الأطفال عدة أعراض تتراوح في شدتها بين الطفيفة إلى الشديدة، وذلك بحسب حجم الفتق، ومن أبرز هذه الأعراض:
- تشكل أكثر من فتق في نفس المنطقة.
- تشكل كتلة محسوسة في المنطقة الوسطى من البطن.
- الشعور بطراوة في المنطقة المتأثرة.
- الشعور بعدم الارتياح في الجزء العلوي من البطن.
الفتق الجراحي
يحدث الفتق الجراحي جراء عمل جراحة في البطن، مما يؤدي إلى بروز الأمعاء حول الشق الجراحي، الأمر الذي يتطلب خضوع الطفل إلى جراحة أخرى لإصلاح هذا الفتق.
أعراض الفتق عند الأطفال

يحدث الفتق عادة عند الأطفال الذكور بنسبة أكبر من حدوثه عند الإناث، وفي معظم الأحيان يلاحظ الأطفال الانتفاخ أو يكتشفه الأطباء أثناء الفحص الروتيني، وتشمل أعراض الفتق عند الأطفال ما يلي:
- ازدياد حجم الكتلة في حالات الإجهاد، مثل السعال أو البكاء.
- اختفاء الكتلة عندما يكون الطفل مسترخياً أو مستلقياُ.
- شعور الطفل بالألم الدائم والبكاء المستمر.
- ظهور انتفاخ ونتوء بالقرب من الفخذ.
- ظهور أعراض الخنق إذا لم يتم علاج الفتق، وذلك عند الأطفال تحت عمر 6 أشهر، وتشمل أعراض الخنق انتفاخ في البطن، وغثيان، وكتلة أنسجة تشكل انتفاخ يزداد حجمه ويكون أحمر اللون ويصبح طرياً عند اللمس.
مضاعفات العلاج الجراحي للفتق عند الأطفال
عودة الفتق مرة أخرى، ففي بعض الحالات لا تنجح العملية وتتكرر الإصابة بالفتق مرة أخرى، لذلك يفضل الطبيب استخدام الشبكة البلاستيكية لأنها تقلل من احتمال رجوع الفتق.
التعرض لآلام مزمنة ناتجة عن تأثر بعض الأعضاب مكان العملية، ويكون العلاج في هذه الحالة عادة المسكنات، وفي حال لم تفيد، يضطر الطبيب إلى إجراء عملية جراحية أخرى لتحرير العصب.
تشخيص الفتق عند الأطفال
يعتبر تشخيص الفتق إجراءًا بسيطاً يقوم به الطبيب خلال الفحص الروتيني للطفل، حيث يقوم بفحص بطن الطفل والمنطقة الواقعة بين البطن والفخذ الداخلي، وجانبي الفخذ وكيس الصفن بالنسبة للذكور، حيث يفحص ما إذا كان الانتفاخ يتضخم أم لا عندما يبكي الطفل أو يجهد أو يسعل، وبحسب ذلك يقرر الطبيب ما إذا كان الطفل يحتاج إلى الجراحة، وقد يقوم بإجراء الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية على البطن للتأكد من وجود أية مضاعفات، وقد يطلب الطبيب إجراء فحوصات للدم للتحقق من وجود أي عدوى.
علاج الفتق عند الأطفال
تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد طريقة لإصلاح الفتق غير العملية الجراحية، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن كل فتق يجب إصلاحه، فبعض الأنواع لا تحتاج إلى أي علاج، ويعتمد ذلك على تقييم الطبيب الجراح لنوع الفتق ومدى ضرورة إصلاحه من عدمه، وفيما يلي أبرز طرق علاج الفتق عند الأطفال.
علاج الفتق الإربي عند الأطفال
إن العلاج الوحيد للفتق الإربي عند الأطفال هو الجراحة، ويعد أفضل وقت لإجراء العمل الجراحي هو عند بلوغ الطفل 3 أشهر، وفي بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب إلى جراحة مستعجلة في حال تصلب الفتق، لحماية الطفل من المضاعفات التي قد يتعرض لها.
تستغرف الجراحة ما يقارب 60 دقيقة، وفي الحقيقة هي جراحة بسيطة بعيدة عن التعقيد، وتحتاج إلى تخدير عام، حيث يتم إصلاح الفتق عن طريق فتحة صغيرة في الجلد يتم غلقها بوساطة غرزة جراحية داخلية تذوب مع الوقت، وقد يترتب على هذا الإدراء الجراحي بعض المضاعفات، نذكر منها ما يلي:
- تضرر الأمعاء أو الأوعية الدموية المغذية للخصية.
- التعرض لالتهاب رئوي بسبب التخدير وصغر عمر الرضيع.
- التعرض لعدوى أثناء الإجراء الجراحي.
- عودة الفتق مرة أخرى.
علاج الفتق الجراحي
هناك عدة عمليات يتم من خلالها علاج الفتق الجراحي، نذكر منها ما يلي:
استخدام المنظار لعلاج الفتق الجراحي
على الرغم من أن عمليات المنظار تكون أكثر كلفة من غيرها، إلا أن الجرح باستخدام هذا الإجراء يكون صغيرًا، والألم أقل، ويخرج الطفل من المستشفى خلال فترة قصيرة.
استخدام شبكة بلاستيكية مدعمة
في هذا النوع من العمليات يستخدم الطبيب قطعة بلاستيكية على شكل شبكة لتدعيم فتحة الفتق وإغلاقها، ويتم اللجوء إلى هذا الإجراء في حالات الفتق الكبير، وهي أكثر فعالية لمنع عودة الفتق مرة أخرى من عمليات التخييط المعتادة.
عمليات تخييط الفتق
تعتبر من أسهل عمليات علاج الفتق الجراحي، حبث يقوم الجراح بتحديد مكان الفتق وفي أي جزء من الأمعاء يقع، ثم يدفع الطبيب الفتق إلى داخل منطقة البطن، ويقوم بتخييط جدار الأمعاء وتقويته بوساطة الغرز الجراحية، ويتم اللجوء إلى هذا الإجراء في حالات الفتق الصغير.
علاج الفتق الشرسوفي
غالبًا ما يكون الفتق الشرسوفي عند الأطفال صغير الحجم، وقد لا يحتاج أي تدخلات طبية، ومع ذلك يمكن أن يصبح الفتق كبيرًا، مما يتسبب بخروج الأنسجة الدهنية أو جزء من المعدة أو الأمعاء من خلال جدار البطن، مسببًا مضاعفات خطيرة تتطلب علاجًا طبيًا فوريًا.
في هذه الحالة يكون العلاج الجراحي هي الطريقة الوحيدة لإصلاح هذا النوع من الفتق عند الأطفال، وتتمثل خطوات العمل الجراحي فيما يلي:
- تخدير الطفل بالتخدير العام.
- إحداث شق صغير فوق منطقة الفتق.
- إزالة الدهون الموجودة في فتحة الفتق وإرجاعها إلى مكانها داخل جوف البطن عن طريق دفعها.
- إزالة كيس الفتق، وإغلاق الثقب الموجود في جدار البطن بوساطة غرز قوية.
- إغلاق شق البطن الخارجي بغرز متخصصة.
علاج الفتق السري عند الأطفال
في معظم الحالات يلتئم الفتق السري عند الأطفال نت تلقاء نفسه عند بلوغ الطفل عام أو عامين من عمره، حيث يقوم الطفل بدفع البروز إلى البطن خلال إجراء الفحص الجسدي للطفل، ويجب التنويه إلى عدم قيام الأهل بذلك دون اللجوء إلى الطبيب المختص.
وفي بعض الحالات التي لا يشفى فيها الفتق الشري يتم اللجوء إلى الجراحة، وذلك في الحالات التالية:
- احتباس السوائل في أنسجة الجسم.
- عدم شفاء الفتق حتى بلوغ الطفل 4 سنوات.
- ألم شديد ومستمر في منطقة البطن.
- استمرار الانتفاخ بالتضخم.
المصادر: