الأمومة لا تقتصر فقط على الحمل والولادة إنما المسؤولية الكبرى تكمن في كيفية التعامل مع هذا المولود من لحظة ولادته بشكل سليم وصحيح. فكلما كنتِ على دراية وخبرة في كيفية العناية وتربية طفلك ستكون النتائج في المستقبل أفضل.
حتى يصبح هذا المولود الصغير شخص متكامل ومتوازن ليس فقط جسدياً بل نفسياً أيضاً، سيحتاج الدعم والتواصل المعنوي من قبل المحيطين به، إضافةً لتأمين حاجاته من غذاء ومتطلبات مادية أخرى. فلا مانع من استعانتك بمساعدة المقربين منك كالأهل والأصدقاء وحتى الطبيب لتحققي النتائج المطلوبة في تربية طفلك بنجاح.
كيفية التعامل مع المولود
يوجد مجموعة من الأمور الواجب الانتباه لها وخاصة في المراحل الأولى من حياة الطفل وهي كالتالي:
الرضاعة الطبيعية
من نعم الله على الأم وطفلها الرضاعة الطبيعية، التي لا تقتصر فقط على منح المولود الغذاء النظيف والصحي، إنما تقوي العلاقة بين الطفل وأمه مع رفع معدل المناعة لديه وحمايته من الأمراض والعدوى فيصبح جسمه قوي وسليم، مع بقاء الحالة النفسية للأم مستقرة ومتوازنة.
محاكاة حواس المولود
ليس فقط الشخص الكبير هو من يستفيد من حواسه الخمس إنما المولود الصغير أيضاً، فهو يسمع، يرى، يشم ويحرك أطرافه. إذ لا مانع من استخدام الأصوات المختلفة والألوان المميزة للفت انتباه الطفل مع ملاعبته بتحريك أطرافه، فكل هذا يعزز تركيزه ويجعله يدرك حواسه ويطورها ويبعد عنه الملل والبكاء.
ملامسة المولود
إن ملامسة الطفل واحتضانه من وقت إلى آخر أمر مفيد جداً، حيث يزيد شعور المولود بالأمان والراحة ويسرع من قدرته على النوم. كما تستطيع الأم تدليك أطرافه وجسمه ليشعر بالاسترخاء والهدوء فيقل بكاؤه وتوتره خلال اليوم.
التكلم مع المولود
من أفضل طرق التواصل بين الأهل والمولود الجديد هو التكلم معه بشكل مستمر بمستوى صوت مريح وهادئ. فلا مانع من محادثته وإعادة الكلمات أمامه للفت نظره وانتباهه مما يرفع من مستوى تركيزه ويصبح لديه القدرة على الحفظ السريع في المستقبل.
اللعب مع المولود
من أفضل ما قد يتم التعامل به مع الطفل الصغير هو ملاعبته بشكل مستمر والابتسام والضحك في وجهه والحديث معه كأنه يفهم كل ما يجري من حوله. ولا مانع من دغدغته وتدليك أصابعه وجعله يتبع حركة أصابعك بسرعة وبطء،أو التقاط جسم قريب فيفرح بأنه نجح بذلك. ولكن أهم ما في الأمر هو اللعب معه بأمان، أي عدم رفعه للأعلى أو حمله من أطرافه أو دفعه في الهواء، لأن هذا الأمر قد يعرض الطفل للخطر.
مشاهدة الصور والقصص مع المولود
إن استخدام طريقة قص القصص البسيطة والمسلية للطفل أمر رائع قد تقوم به الأم بشكل يومي وإرفاقهم بصور ملونة ملفتة للنظر، كل هذه الوسائل المسلية والمفيدة تُبعد طفلك عن الملل والبكاء وترفع من قدراته العقلية وتزيد من تركيزه مع الوقت فيصبح أكثر هدوء وذكاء وسرعة في الحفظ.
الطريقة الصحيحة لحمل المولود
يولد الطفل بقوام مرن وضعيف قد يتعرض للأذى بسهولة في حال تم حمله من قبل الأهل بطريقة خاطئة. لذا يفضل حمله بعناية واستخدام دعامات مناسبة ليبقى بأمان وخاصة في منطقة الرقبة والظهر لأنها تتعرض للانحناء بسرعة.
تجشؤ المولود بعد الأكل
بعد انتهاء الرضيع من الرضاعة الطبيعية يجب أن تعمل الأم على مساعدته في التجشؤ للتخلص من الغازات الزائدة في الجهاز الهضمي لديه، حيث أنها تسبب الألم والمغص المستمر فيما بعد.فقط تحمل الأم مولودهابطريقة مستقيمة وتربت على ظهره حتى يتم التجشؤ بنجاح.
استحمام المولود
يعتبر الاستحمام بالنسبة للطفل فرصة للشعور بالراحة والاسترخاء والمساعدة على النوم المريح والسريع. فلا يحتاج الأمر سوى استخدام أدوات مناسبة وناعمة خاصة بالمولود بالإضافة للشامبو الخاص بالأطفال وماء نظيف. لكن عليك الانتباه جيدًا والتعامل مع طفلك بحذر لحين سقوط الحب السري،بعد ذلك يصبح الأمر ممتع ومسلي للطفل وللأم.
نوم المولود
يجب أن تُجنبي طفلك النوم على بطنه لمنع حدوث حالات اختناق مفاجئة. يفضل أن تجعليه ينام على ظهره مع إبعاد الأغطية عن فمه ووجهه وكذلك أنفه، مع تغطية القسم السفلي من جسمه بشكل جيد وثابت لمنع تحركه أثناء النوم.
الحفاضات الخاصة بالمولود
إن لم تكن الحفاضات المستخدمة للطفل ذات نوعية آمنة وصحية، مع مراعاة تغييرها بشكل مستمر خاصة عند تلوثها مباشرةً فستكون النتائج سيئة.فبشرة الطفل حساسة جداً بالنسبة للرطوبة والتلوث فقد يصاب بطفح جلدي مزعج يحتاج فيما بعد للعلاج.
لذا من الأفضل أن تكون المستلزمات الخاصة بالطفل موجودة دائماً بالقرب من الأم،حتى لا تضطر لترك طفلهالوحده عند جلبها.
نظافة مستلزمات المولود
عندما يولد الطفل يكون جهازه المناعي ضعيف ومعرض للإصابة بالعدوى بشكل سريع، لذا لا بد من انتباه الأم إلى نظافة يديها وكل المستلزمات الخاصة بالطفل مع اقتناء معقم آمن تستخدمه بشكل مستمر للحصول على نتائج ممتازة.
المولود وحاجته لأشعة الشمس
من الضروري تعريض المولود للأشعة الشمسية يومياً لعدة دقائق في أوقات معينة، للحصول على الفائدة وخاصة عند قيام الأم بتدليك جسمه. حيث يتم تثبيت الكالسيوم والحصول على فيتامين د الضروري لصحة العظام ونمو الأسنان لديه.
حماية المولود من الأمراض
عند ولادة الطفل يكون جهازه المناعي ضعيف، فهو بذلك معرض للإصابة في أية لحظة لأي مشكلة صحية. وهنا يأتي دور الأهل بإبعاده عن مصادر العدوى وتقوية جهازه المناعي بالتغذية السليمة والحصول على مصادر الفيتامينات الهامة والضرورية لبناء جهاز مناعي قوي.
نوم وإيقاظ المولود
النوم من أهم عناصر نمو وتطور المولود فيجب على الأهل الانتباه كثيراً لهذا الأمر. فعند نومه، يجب أن ينام بهدوء، وعند استيقاظه يجب أن يتم الأمر أيضاً بهدوء، فأي خوف أثناء النوم قد يسبب أذى كبير للجملة العصبية للطفل والذي قد ينتج عنه مضاعفات خطيرة قد تصل للوفاة.
اصطحاب المولود في السيارة
لا مانع من مرافقة الطفل معك في السيارة ولكن يجب التأكد من وضعه في الكرسي المخصص للأطفال، وتثبيت حزام الأمان بشكل جيد لحمايته في حال تعرضت السيارة لأي خطر.
طلب المساعدة في تربية المولود
قد تتعرض الأم خلال تعاملها مع طفلها لمواقف صعبة وغير مألوفة، هنا لا مانع بل من الضروري الاستعانة بالأهل أو الطبيب أو شخص لديه الخبرة في هذا الأمر،وذلك للحصول على أفضل النتائج وتفادي أية مشكلة قد تتطور فيما بعد.
كيفية التعامل مع المولود كثير البكاء
قد تواجه بعض الأمهات مشاكل حول كيفية التعامل مع المولود وأحد أبرز هذه المشاكل، هي أن المولود الجديد شديد البكاء،إليك هذه النصائح للتخلص من هذه المشكلة:
- استخدام حمام ماء دافئ يساعده على النوم والاسترخاء.
- قد تسبب بعض الأطعمة التي تتناولها الأم مشاكل للطفل،خاصةً بعد الرضاعة الطبيعية،لذلك يفضل اتباع نظام غذائي مفيد للأم والمولود.
- يمكن حمل الطفل قليلاً ليشعر بالأمان وينام بشكل أسرع، فقد يكون شعوره بالوحدة هو سبب البكاء الشديد.
- وضعه على بطنه لطرد الغازات التي قد تسبب المغص والبكاء.
- يستطيع الأهل استخدام الموسيقى والأصوات الهادئة للفت انتباه الطفل وتخفيف حدة البكاء لديه.
- كذلك يمكن اصطحابه في نزهة مريحة تزيل حالة الملل والتوتر التي يعيشها الصغير.
- قومي بتدليكه قليلاً، الأمر الذي قد يساعده على الاسترخاء والهدوء.
- قد يكون الجوع في بعض الأحيان هو السبب في البكاء، بمجرد إعطاء الطفل وجبة طعام ستزول المشكلة.
متى يجب على الأم أخذ طفلها حديث الولادة إلى الطبيب؟
قد تتعرض الأم في بعض الحالات إلى مشاكل لا تستطيع حلها بمفردها وتحتاج لتدخل طبي ومنها:
- ارتفاع درجة حرارة المولود دون انخفاض.
- ظهور انتفاخ في أحد أجزاء جسم المولود.
- تقيؤ الطفل دون سبب وبشكل متكرر.
- البكاء بشكل مستمر.
- عدم تناول الطفل الطعام لأكثر من ثماني ساعات.
نصائح عامة للتعامل مع المولود
هناك قائمة من النصائح العامة التي يمكن للأم الاستفادة منها واتباعها للحصول على أفضل النتائج مع طفلها وهي:
- إن عادة لف المولود وشده لحظة ولادته غير مرغوب بها، لأنها تسبب إزعاج للمولود.
- تعتبر عادة حمل المولود وهزه لكي ينام عادة سيئة جداً،لأنه سيعتاد عليها ويستمر بالبكاء في حال الامتناع عنها.
- الانتباه عند اللعب مع المولود، يجب التعامل معه بحذر وملاعبته بأمان وعدم رفعه للأعلى أو رفعه بأحد أطرافه كي لا تسببي الأذى له.
- استخدام الكحل العربي عادة غير مرغوبة، قد تسبب تلوث في عيني المولود وتنقل لهما الجراثيم والمواد السامة كالرصاص، لذا يفضل الامتناع عنها.
- كما أن استخدام اللهاية أيضًا غير مرغوب بها لأنها قد تسبب تغيير في شكل الأسنان وستكون مصدر للتلوث وانتقال العدوى والأمراض للطفل بشكل مستمر.
- يجب إلغاء عادة نوم الأطفال إلى جانب أهلهم في نفس الفراش، وذلك تجنباً لحدوث أي خطر خلال الليل، وأيضاً حتى لا يعتاد الأمر ويصبح من الصعب نقله إلى غرفته الخاصة.
المصادر