معظم الأمهات بعد الولادة تعاني من البكاء المستمر لطفلها الرضيع دون أن تعلم سبب هذا البكاء أو كيفية التعامل معه وخصوصًا في السنة الأولى.
هناك العديد من الأسباب المختلفة لبكاء الرضيع خصوصًا أثناء فترة النوم، في معظم الأحيان لا يكون البكاء سبباً لوجود مشكلة طبية بل يمكن أن يكون الوسيلة الوحيدة التي يستخدمها الطفل الرضيع لطلب الانتباه وإخبار الآخرين باحتياجاته المختلفة، ومع ذلك فإن البكاء المتكرر خاصةً إذا استمر لآكثر من ساعة أو ساعتين يُشعر الوالدين بكم هائل من الإجهاد والقلق والإحباط في حال عدم قدرتهم على تهدئة الرضيع ومعرفة سبب بكائه. نقدم إليكِ في هذا المقال شرح مفصل عن أسباب بكاء الرضيع.
أسباب بكاء الرضيع
يوجد العديد من الأسباب لبكاء الطفل الرضيع، وهي:
الجوع:
يعد الشعور بالجوع من أحد الأسباب الرئيسية والأكثر شيوعاً لبكاء الطفل خصوصاً الأطفال الرضع، فالأطفال حديثو الولادة تكون معدتهم صغيرة الحجم ولا تستطيع تحمل الجوع لفترات طويلة، حيث يحتاج معظمهم إلى الرضاعة كل بضعة ساعات على مدار اليوم، لذلك ننصحكِ بإرضاع الطفل كل ساعتين على الأقل، كما وقد تلاحظين أن طفلك يعبر عن شعوره بالجوع ورغبته بالطعام عن طريق البكاء، لذلك ينبغي لكِ البحث عن العلامات المبكرة للجوع لدى طفلكِ مثل: حركات اليد باتجاه الفم ولعق الشفاه.
حاجة الرضيع إلى النوم (التعب):
قد يكون السبب وراء بكاء الرضيع هو حاجته إلى النوم، حيث أنه خلافاً للأشخاص البالغين فإن الأطفال الرضع قد يصعب عليهم النوم عند الشعور بالتعب والإرهاق الشديد، فغالباً ما ينام الأطفال حديثو الولادة لمدة تصل إلى 16 ساعة في اليوم أو أكثر أحيانًا، لذا ننصحكِ في هذه الحالة بلف الطفل ببطانية بإحكام ما عدا الرأس والرقبة، حيث أن ذلك يوفر له الأمان وبيئة مماثلة لما كان عليه في رحم أمه مما يساعده على النوم بهدوء.
المغص:
يعد المغص من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى بكاء الرضيع خلال الليل، حيث يسبب للأطفال الرضع نوبات من الضيق مصحوبة ببكاء شديد ومتكرر، يستمر عادةً من ساعتين إلى ثلاث ساعات خلال اليوم ولثلاث مرات في الأسبوع، وتبدأ هذه النوبات غالبًا بعد أسابيع قليلة من الولادة وتتحسن عندما يصبح عمر الرضيع 3 أشهر.
قد يبدو بكاء الرضيع كأنه تعبير عن الألم أو عدم قدرة الرضيع على هضم الطعام أو نتيجة حساسية من الطعام، حيث يبكي الطفل بسبب المغص بشكل مفاجىء وبصوت أعلى من المعتاد وقد يحمر وجهه، ويكون بطنه منتفخاً، وقدماه متقاربتين، وتكون هذه النوبات مقلقة ومحزنة للوالدين، لذا ننصحكِ في حال استمر الطفل الرضيع بالبكاء لفترة طويلة إلى ضرورة استشارة الطبيب المختص لفحص الطفل والتأكد من أنه بصحة جيدة ولا يعاني من أي مشكلة قد تكون خطيرة.
الحساسية:
قد يؤثر الطعام الذي تتناوله الأم خلال يومها على الطفل الرضيع، ذلك لأن العديد من الأطعمة التي تتناولها لها تأثير مباشر على حليبها، مثل: البيض والمكسرات والحليب والقمح وغيرها، والتي من الممكن أن تسبب حساسية ومشكلات في الجهاز الهضمي لدى الطفل الرضيع مثل: الإسهال والتشنجات وآلام في البطن.
كما ومن جانب آخر بعض الرضع يعانون من حساسية تجاه البروتين الموجود في حليب الأبقار ومنتجات الألبان التي تتناولها الأم في حالة الرضاعة الطبيعية، والتي قد تسبب تهيج وانزعاج لدى الرضيع إضافة إلى وجود دم في البراز وهذا ما يعرف بعدم تحمل اللاكتوز وهو نوع من السكر الموجود في حليب الأبقار.
يجب مراجعة الطبيب فورًا في حال بكاء الرضيع أو بصقه كمية كبيرة مما تناوله في غضون ساعة من الرضاعة، أو إذا كان يعاني من الإسهال أو الإمساك، أو ظهرت عليه أعراض الحساسية من حليب الأبقار والتي تتضمن الإكزيما أو الصفير أثناء التنفس أو القيء، إذا كانت الأم تعتمد على الرضاعة الاصطناعية قد يطلب الطبيب تغير نوع الحليب.
كما ننصح الأمهات المرضعات بتجنب استهلاك الكافيين خلال الرضاعة، وذلك لأنه يعتبر من المواد التي قد تسبب زيادة في بكاء الرضيع وصعوبة في نومه.
الشعور بالبرد أو الحر:

قد يبكي الأطفال الرضع عند الشعور بالبرد أو الحر، لذا يجب على الأم عدم الاعتماد على يدي أو قدمي الطفل لمعرفة درجة حرارته لأنه من الطبيعي أن تكون أبرد من باقي جسده، واعتمدي على تحسس بطنه أو خلف رقبته لتتحققي من حرارة جسده، وأن تحافظي على درجة حرارة الغرفة بين 16 – 20 درجة مئوية، كما يمكن إضافة أو إزالة طبقات من ملابسه حسب الحاجة.
التأكد من نظافة الحفاض:
قد تؤدي رطوبة الحفاض أو اتساخها إلى بكاء الرضيع، لذا يجب تغيير الحفاض المتسخ لأنه يسبب تحسسًا وطفحًا جلديًا وألمًا للرضيع إذا لم يتم تنظيفه، وننصحكِ بتفقد حفاض طفلكِ من وقت لآخر للتأكد من جفافه ونظافته.
البحث عن الاهتمام (الرغبة بالحمل):
تعد الرغبة بالحمل من أحد الأسباب التي تؤدي إلى بكاء الرضيع، إذ يحتاج طفلك إلى الكثير من الحنان والاحتضان والاتصال الجسدي والحب ليشعر بالطمأنينة والراحة، فقد يكون البكاء وسيلة طفلكِ الوحيدة لجذب اهتمامكِ للعناية به، حيث يمكنكِ حمل الرضيع وضمه على صدرك فهذا يشعره بالراحة، وطفلكِ يحب رائحتك والشعور بحرارة جسمك ونبضات قلبك، كذلك قد يؤدي التربيت على ظهر الطفل الرضيع إلى تهدئته.
أسباب آخرى
- الرضاعة الزائدة: قد تسبب الرضاعة الزائدة للرضيع الانزعاج وعدم الراحة، مما قد يؤدي إلى بكائه بسبب انتفاخ المعدة الناتج عن غازات البطن.
- التسنين: قد يؤدي اندفاع الأسنان إلى انتفاخ اللثة ومعاناة الطفل الرضيع من الآلام، حيث أن ذلك يؤدي إلى البكاء وتهيج الطفل الرضيع واستيقاظه من النوم خلال فترة الليل، لذلك ننصحكِ باستشارة الطبيب لإعطاءه الدواء المناسب لتسكين الآلم.
- الشعور بالخوف أو الانزعاج: قد يواجه الطفل الرضيع كوابيس مزعجة أثناء نومه، كما ويمكن أن تسبب الضوضاء الشديدة أو الحركة خوف الرضيع وبكاءه، لذا ننصحكِ بوضعه في سريره في مكان هادء لمساعدته على الاسترخاء والنوم.
- البكاء بدون سبب: قد يبكي الأطفال الرضع دون سبب واضح، لذا إذا كان طفلك لا يعاني من أي مرض وقد جربت كل شيء ولكنه مازال يبكي فلا بأس من وضعه في سريره وإعطاءه اللهاية أو مساعدته على مص أحد أصابعه، حيث أن المص يعتبر من أحد الأنشطة التي تمنح الرضيع شعوراً بالراحة، في حال لم يكن طفلكِ جائعًا.
نصائح من توليب للاعتناء بنفسكِ وبطفلكِ
- يجب عليكِ الاهتمام بمواعيد الرضاعة الطبيعية لتجنب بكاء الطفل، كما أن الرضاعة تشعره بالحب والعطف.
- تدليكِ طفلك بالزيوت الطبيعية، حيث أنها تساعده على الاسترخاء والنوم دون توتر.
- إن بقاء الأم مسترخية قد يجعل تهدئة الطفل أكثر سهولة، لذا ننصحكِ بأخذ قسط من الراحة، كما يمكنكِ طلب المساعدة من أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء عند اللزوم.
- عليكِ عزيزتي أن تتذكري أن هذه المرحلة هي مرحلة مؤقتة، حيث أن نوبات البكاء تبلغ ذروتها من 6 – 8 أسابيع من عمر الرضيع ومن ثم تقل تدريجيًا.
- في حال بكاء طفلكِ بشكل يفقدك السيطرة على نفسكِ، ننصحكِ بوضع الطفل في سريره وإلهائه بأي شي أو طلب العون من أحد أفراد العائلة والذهاب إلى غرفة آخرى لاستجماع نفسك.
المصادر